“جوجل دو”.. منافس جديد في سوق المليار مستخدم يفرض وجوده على “فيس تايم” و”واتساب”
النشرة الدولية –
عند الحديث عن خدمات الرسائل الفورية عبر الإنترنت وخاصة تلك التي تمكِّن المستخدم من إجراء مكالمات الفيديو، هناك بعض الأسماء المألوفة والمعروف أنها الأكثر شيوعًا في هذا الجانب على الصعيد العالمي، مثل تطبيقات “واتساب” و”فيس تايم” و”ويشات”، ولعل أكثر ما يمنح هذه الأسماء قوة وقدرة أكبر على الوصول، أنها مدعومة من عمالقة في مجال التكنولوجيا كـ”فيسبوك” و”آبل” والصينية “تنسنت”.
لكن لاعبًا جديدًا فرض نفسه على الساحة مؤخرًا بقوة، وهو تطبيق “دو” الذي تم تحميله مئات ملايين المرات على الجوالات الذكية، منذ إطلاقه منتصف عام 2016 الماضي، وربما يكون من المنطقي هنا التساؤل عن سبب الصحوة العجيبة وفائقة السرعة لهذا التطبيق الذي تفوق على منصات أقدم منه في العالم السيبراني خلال وقت قياسي، فهل هي الكفاءة فقط؟.. على أي حال قد تكون الإجابة وافية وكافية إذ علمنا أن الشركة المطورة له هي “جوجل”.
طورت شركة “جوجل” تطبيق المحادثات الخاص بها وأطلقته على الجوالات العاملة بنظامي “أندرويد” و”آي أو إس” في الخامس عشر من مايو/ أيار عام 2016 أثناء مؤتمر المطورين الخاص بها، علمًا بأنها لم تطرحه على نطاق عالمي قبل ثلاثة أشهر من هذا التاريخ.
في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016، أرسلت “جوجل” خطابًا إلى مصنعي الجوالات العاملة بنظام “أندرويد” تخطرهم فيه بعزمها استبدال تطبيق “هانغ أوتس” بـ”دو”، الذي يتيح للمستخدمين إجراء مكالمات الفيديو بدقة عالية عبر الإنترنت أو شبكة الجوال، وبه خاصية تسمح للمتلقي باستعراض لقطات حية للمتصل قبل الرد عليه.
مع تضمين الشركة التطبيق في العديد من جوالات “أندرويد”، تكون بذلك قد ضمنت وصولًا لسوق مترامي الأطراف من مستخدمي الإنترنت، إذ يعد نظام التشغيل الذي تطوره “جوجل” هو الأوسع انتشارًا على مستوى العالم.
في مارس/ آذار أطلقت الشركة خاصية الاتصال الصوتي فقط في البرازيل للتجربة، قبل إتاحتها لجميع دول العالم في الشهر التالي، وقال موقع “ذا فيرج” عن تلك الخطوة: “رغم إنه يبدو غريبًا، إجراء المكالمات الصوتية عبر تطبيق لمكالمات الفيديو، لكن الخاصية أصبحت شائعة في المنصات المنافسة مثل “فيس تايم” و”سكايب”، كما أن “جوجل” تميل إلى تجربة كل شيء قبل تحديد ما سيلقى نجاحًا في النهاية”.
يضيف الموقع في تقرير آخر، أن تطبيق “دو” هو الأسرع والأسهل في إجراء مكالمات الفيديو على الإطلاق، إضافة لخصائص أساسية مثل كتم صوت الميكروفون والانتقال من الكاميرا الأمامية إلى الخلفية، علاوة على مساحته الضئيلة للغاية والتي لم تتجاوز 5 ميغابايت عند إطلاق النسخة الأولى من التطبيق، وتصل الآن إلى 11 ميغابايت تقريبًا.
تقول “جوجل” إنها استغرقت وقتًا طويلًا وأنفقت الكثير على تحسين سرعة الاتصال والفترة المستغرقة لتنفيذ أمر الاستجابة، وهو ما يجعل “دو” قادرًا على العمل بشكل جيد في ظل التغطية الضعيفة نسبيًا، كما أنه يعمل على ضبط جودة الفيديو والصوت بشكل تلقائي للتناسب مع جودة ونوعية الاتصال، وبجانب ذلك يمكن للتطبيق الانتقال من شبكة “واي فاي” إلى الشبكة الخلوية والعودة مرة أخرى أثناء المكالمة دون إنهائها.
في بعض الأوقات يتعذر على المتصل الوصول إلى المتلقي، وهنا يأتي دور ميزة أخرى لـ”دو”، فإذا لم يتم الرد عليهم أو أنهى المتلقي الاتصال، يمكن لمستخدمي المنصة ترك رسالة فيديو أو صوت تصل مدتها حتى 30 ثانية.
خلال الستة أشهر الأولى للطرح الرسمي لتطبيق “جوجل دو”، تم تحميله 500 مليون مرة على الجوالات الذكية، وبحلول أواخر 2018، كشف متجر “جوجل” الإلكتروني “جوجل بلاي” عن تجاوز عدد مرات التنزيل مليار مرة، وهو مستوى يصعب الوصول إليه من قبل التطبيقات التي لا يتم تضمينها مسبقًا بالجوالات.
تحظى معظم تطبيقات المكالمات والرسائل الفورية التي تم تنزيلها مئات ملايين المرات بدعم من شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل “فيسبوك” التي تدعم “فيسبوك ماسنجر” و”واتساب”، و”آبل” التي تدعم “فيس تايم” (منافس مباشر لـ”دو”) وأيضًا شركات صينية مثل “تنسنت” الداعمة لتطبيق “ويشات”.
على الرغم من عمره الذي لم يتجاوز ثلاثة أعوام بعد، نجح “دو” في احتلال مكانة متقدمة بعدد من قوائم منصات الاتصال المصور، وأثنت مواقع التكنولوجيا المتخصصة مثل “فوس بايتس” و”أندرويد أوثورتي” و”ريد بايتس” على قدراته التي تمنح المستخدم تجربة فائقة الجودة والسرعة والبساطة في آن واحد.
عادة ما تتصدر تطبيقات “واتساب” و”فيسبوك ماسنجر” و”ويشات” التي لديها قاعدة مستخدمين تتجاوز المليار مستخدم لكل منها، وقد يعتقد البعض أن على “دو” خوض منافسة شرسة مع هذه المنصات والشركات العملاقة التي تشغلها، لكن في الحقيقة، فإن المنافسة الفعلية لـ”جوجل” في هذا المجال ليست مع هؤلاء فحسب.
هذه التطبيقات الثلاثة على الرغم من إنها تقدم خاصية الاتصال الصوتي والمصور (ما يعني أن المنافسة ستظل قائمة لا شك) لكنها تقوم أساسًا على مفهوم الرسائل المكتوبة السريعة وتبادل الملفات، أما الوظيفة الرئيسة التي يرتكز عليها “دو” فهي كما أشرنا سابقًا مكالمات الفيديو، ما يعني أن المواجهة الرئيسية تظل مع منصات مثل “فيس تايم” و”سكايب” و”فايبر”.
في تقييم أجراه “بزنس إنسايدر”، قال الموقع إن خصائص ومميزات تطبيق “دو” جعلته منصة الاتصال المصور الأفضل، متفوقًا على “فيس تايم” من “آبل”، معللة ذلك بسهولة الاستخدام وسرعة الاتصال والجودة وإمكانية ترك الرسائل علاوة على إمكانية استخدامه على جوالات “آيفون” و”أندرويد”.
أشارت تقارير إعلامية مؤخرًا إلى قرب إطلاق مجموعة من الخصائص الجديدة بالتطبيق، أهمها اتصال المجموعة، والذي يمكن 8 مستخدمين من إجراء مكالمة مشتركة بينهم، إضافة إلى خاصية تخفيف الإضاءة، ومع تمكين المستخدمين من إجراء المكالمات الجماعية، يضع “دو” نفسه رأسًا برأس مع تطبيقي “فيس تايم” و”واتساب” اللذين أطلقا ميزة مشابهة من قبل.