د. الشعلان: لا كتابة تفي بوجع فلسطين وألم الفلسطينيين ما دام الاحتلال الصّهيونيّ على قيد الوجود

السويشال ميديا لم تؤثّر على مستوى عشّاق الكتب والثّقافة والفكر

النشرة الدولية  -حاورتها لمجلة الصدى – غفران حداد  –

تحمل سناء شعلان درجة دكتوراه في الأدب الحديث، وتعمل أستاذة جامعية في التخّصص ذاته في الجامعة الأردنية في الأردن. وهي ناقدة وإعلامية ومراسلة صحافية لبعض المجلات العربية وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة. نالت نحو 60 جائزة عربية ودولية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلمي، وحصلت على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي، ولها 52 مؤلفاً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال إلى جانب المئات من الدراسات والمقالات والأبحاث المنشورة، وتُرجمت أعمالها إلى لغات عِدة.

وكالة “الصدى نت “حاورتها عن بعض من مشوارها الأدبي وحسِّها الإنساني في سياق اللقاء التالي.

كيف ترين الأدب العربيّ اليوم في ظلّ الإنترنيت وكثرة مواقع التّواصل الاجتماعي؟

أراه يعيش حيواته الطّبيعيّة ضمن معطيات عصره وظروف أفراده وجماعاته وإفرازاته ،ولذلك الأدب العربيّ يعيش نكساته ومعاناته،كما يعيش الكثير من تطفّل الأدعياء الذين وجدوا مساحات خاصّة متاحة لهم في الفضاء الإلكترونيّ.وعلى الرّغم من ذلك لا يزال الإبداع الحقيقيّ هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة شاء من شاء، وأبى من أبى.

ما أكثر كتاب أثّر في حياتكِ؟ ومن هو أكثر كاتب أثّر في وجدانك وإبداعك؟

كلّ المبدعين والأعمال الإبداعيّة التي مرّت في حياتي أثّرت في وجداني وإبداعي وشكّلتني، فأنا مجموع الذين قرأت لهم، وتأثّرت بإبداعاتهم بغضّ النّظر عن حجم ذلك التّأثّر.

برأيكِ هل أثّرت السويشال ميديا على اقتناء الكتاب؟

أثّرت على مستوى القرّاء الاعتياديين، ولكنّها لم تؤثّر على مستوى عشّاق الكتب والثّقافة والفكر.

ما أشدّ ما تكره الأديبة والإنسانة سناء الشعلان؟

أكره الكذب والرّخص،وأؤمن أنّ الإنسان الكاذب والرّخيص لا يمكن أن ينتج أدباً عظيماً؛ فالنّبلاء هم من يرشحون بالجمال،ويتحفون البشريّة بإبداعاتهم.

متى تأتي لحظة الإلهام للكاتبة سناء الشعلان؟

ليس عندي لحظة إلهام بالمعنى الإيهامي ، ولكن عندي لحظة بارقة أو التقاطة لفكرة ما،وفيما بعد تكون الكتابة عندي مع سبق الإصرار والتّرصّد وبقرار كامل،واستعداد حقيقيّ،وهذا الاستعداد هو ما يمكن أن أطلق عليه اسم المستفزّات أو المحفّزات مثل مكان الكتابة وطقوسها الموحية.

حصلتِ على لقب واحدة من أنجح 60 امرأة عربيّة للعام 2008 ضمن الاستفتاء العربيّ الذي أجرته مجلة سيدتي، فماذا تعني لكِ الألقاب؟ وماذا تضيف لكِ ؟

إنّها تعبّر لي عن مساحة وصولي نحو الإنسان، ومدى تأثيري فيه،وهذا يفرحني، ويعني الكثير لي، ويدفعني في اتّجاه أدبي وإبداعي الذي يصلني بكلّ من يقرأ لي،ويعجب بقلمي.

حصدتِ عشرات الجوائز الأدبية والإبداعية فما أكثر جائزة تركت أثر وبصمة في قلبكِ ولماذا؟

كلّ جائزة لها مكانتها في نفسي في زمن حصولي عليها، جميعها عزيزة علي، ومرتبطة بوجداني بأجمل التّفاصيل والذّكريات.

قدمتِ للمكتبة العربية الكثير من الإنتاجات الأدبية للطفل العربي. فهل الأطفال يقرؤون اليوم في ظل وجود التلفزيون والإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي؟

لا يقرأ الطّفل إن لم يتوجّه إلى ذلك بفعل أسرة واعية قارئة، وبفعل مدرسة دافعة في اتّجاه القراءة بذكاء ولطف وحكمة.

جذوركِ من فلسطين فهل أوفيت في كتاباتكِ عن وجع ونضال الشعب الفلسطيني؟

لا كتابة تفي بوجع فلسطين وألم الفلسطينيين ما دام الاحتلال الصّهيونيّ على قيد الوجود، والجرح الفلسطينيّ ينزف بلا توقّف، ولكن عندما يرحل الصّهيونيّ نحو البعيد خارج تاريخ فلسطين،ويندمل جرح فلسطين بالتّحرّر عندها قد تستطيع الكتابة أن تكون على قدر مساحة الوجع والألم، لا أقلّ من ذلك.

من البطل الحقيقيّ في أعمالكِ الأدبيّة؟

جميع عناصر السّرد هي أبطال على التّناوب وفق مجريات السّرد وشبكة الحبك.ولكن قلمي هو بطلي الأعظم الذي أعوّل عليه.

برأيكِ ما سرّ تعلق القارئ العربيّ ولا سيما فئة الشباب برواية أعشقني؟

أعتقد أنّني أكتب بصدق عن دواخل الإنسان وعن أفكاره وآلامه وأوجاعه وآماله وانكساراته وأحلامه وفرحه ،ولذلك يخاطب قلمي الكثير من القرّاء، كما تستفزّ الكثير من الدّارسين والباحثين للتوقّف بالبحث والدّراسة والتّمحيص في أعمالي الإبداعيّة أو حتى النّقديّة.

تُرجمت أعمالكِ للعديد من اللّغات ،ماذا تفيد الكاتب التّرجمة ،وهل يستطيع قارئ أجنبي أن ينصهر مع وصف المدن العربية والأزقة والحارات والبيوت والحروب الأهلية؟

التّرجمة هي الدّرب الوحيد للاتّصال بالآخر عندما يكون الحاجز هو اللّغة، وأعتقد أنّ الأدب الجميل يصل إلى أيّ قارئ مهما اختلفت حضارته وظروفه؛ فالفيصل هنا هو الإبداع الحقيقيّ لا تشابه البيئات والأزمان والظّروف أو اختلافها.

ما هي نقاط الضّعف والقوّة في شخصيتكِ؟

أعتقد أنّها إنسانيتي المفرطة التي أفخر بها بكلّ ما تهبني من قوّة وضعف في آن.

لو نتصفح أوراق قلب الأديبة سناء الشعلان ما الذي تسمح لنا بقراءته؟

كلّ ما في قلبي قابل للقراءة والنّشر والاطلاع عليه، وإن كنتُ امرأة صامتة بطبيعتها فيما يخصّ مشاعرها القلبيّة الدّفينة، لكن خلاصة القول إنّه ليس عندي أشياء سريّة أو خاصّة بالمعنى الدّقيق والملغز، ولكنّني أكره أن يتطفّل أحد على حياتي الخاصّة أو مشاعري الذّاتية، أفضّل أن يبقى ذلك في معزل عن عالم الشهرة.

ماذا تكتب اليوم د. سناء الشعلان؟ هل لديكِ نتاج أدبي تحت الطبع؟

نعم، عندي رواية الآن تحت الطّبع، وفي القريب سترى النّور، وستكون علامة فارقة في تجربتي الرّوائيّة، فضلاً عن مجموعة قصصية، وعدّة مسرحيّات للكبار والصّغار.

كلمة أخيرة من خلال موقع الصدى نت؟

من هذا المنبر الجميل أحبّ أن أنقل محبتي وتقديري لكلّ من يعشق قلمي، ويقرأ لي؛ فهم ثروتي العظمى في الحياة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى