القلب عارٍ يا حبيبي* الشاعرة التونسية سلوى الرابحي
النشرة الدولية –
القلب عارٍ يا حبيبي والعواصفُ كلُّها قد جُمِّعتْ
حتّى تُقلّعَ بُرعما بَزَغتْ ملامحُه على غصنِ الوريدِ كفرخِ ” دُوري” مرهقٍ من يُتمهِ.
هل قَلَّعتْهُ الريحُ أم
قد فَرَّ من عُشٍّ على غصنٍ بلا سقفٍ ولا بابٍ ولا…
هو خَفقةٌ نحو الحقيقةِ ربّما…
أو ربّما قد قادني نبضي إلى
ما تشتهيه الرّوحُ من سِرِّ الطّيورِ
فلا تكنْ مثلي أيا طير الهوى
نبضا تمدّد في دجى الأعماقِ تستر عجزه
” القلبُ عارٍ “، ها صرختُ،
فلفّني صوتٌ بكامل حضنهِ
لكنّه يا طيرَ روحي
لم يكن غيرَ الصّدى.
القلبُ عارٍ يا إلهي
لا جناحَ يضمُّه، لا إسمَ، لا أثوابَ..
والأرضُ التي آوَيْتني في جوفها، عمياءُ، لم يُشرقْ بها نبضٌ ولمْ…
فبأيِّ عينٍ يا إلهي صرتُ أُبصرُ ما أرى..
إنّي أرى الدّوري الصَّغيرَ مغرّدا..
ها ينهشُ الرّوحَ الأسيرةَ في المدافنِ صوتُهُ…
” القلبُ غابَ وَلستُ أعرفُ أرضهُ…
والطّيرُ آبَ ولم يجدْ غير الصّدى:
القلبُ عارٍ يا حبيبي في سمائكَ أو هنا.”