عودة الشغب الملاعب المصرية في “أسوأ وقت ممكن”
النشرة الدولية –
في واقعة جديدة تضاف إلى سلسلة لا تنتهي من مشكلات الملاعب، شهد ملعب الإسماعيلي، الجمعة، أحداثا مكررة، مؤسفة، عرفتها الكرة المصرية مؤخرا، كان الظن أنها مضت إلى غير رجعة.
وألغى الحكم الكاميروني، نيون إيليوم، مباراة الإسماعيلي أمام ضيفه الأفريقي التونسي، ضمن الجولة الثانية بدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعد دقائق طويلة استمر فيها هجوم الجماهير على طاقم الحكام عبر إلقاء الفوارغ وقوارير المياه على أرضية استاد الإسماعيلي.
وتوقفت المباراة في الدقيقة 87 بعد إلقاء الجماهير لقوارير المياه على أرضية الملعب، وعلى طاقم الحكام الكاميروني والحكم المساعد، ليستمر التوقف لنحو 45 دقيقة تداول خلالها طاقم التحكيم الأمر مع مراقب المباراة، واتخذ قرارا بعدم استكمالها.
ولم تفلح محاولات عدة لاستئناف دقائق المباراة الباقية ليتخذ الحكم قرار إنهاء المباراة ويهرع مع مساعديه إلى حجرات الملابس، محاطا بأفراد الأمن، وتحت سيل من المقذوفات البلاستيكية.
وكان الإسماعيلي متأخرا قبل إلغاء المباراة 1-2 بعدما كان متقدما بهدف في بداية المباراة.
وأدى احتساب الحكم إلى ركلتي جزاء للضيوف في نهاية الشوط الأول، الثانية بناء على إشارة من مساعده بعدما كان احتسب خطأ من خارج المنطقة، إلى ثورة المدرجات التي عطلت بداية الشوط الثاني نحو 15 دقيقة، قبل أن ينهي الحكم المباراة اضطراريا عقب العجز عن استكمالها.
المشاهد، التي لا تمت إلى الرياضة بصلة، أعادت فتح ملف شغب الملاعب المعهود في مصر، وهو ملف لم ينس بعد “مجزرة بورسعيد” في فبراير 2012، حين سقط أكثر من 70 قتيلا من مشجعي الأهلي عقب نهاية المباراة أمام المصري في واحدة من أسوأ الكوارث الكروية في العالم.
حادث مأساوي أدى إلى إلغاء بطولة الدوري في هذا الموسم، وعاشت الملاعب المصرية بعده، بصرف النظر عن استثناءات محدودة، من دون حضور جماهيري بالمدرجات قبل أن يتم السماح مؤخرا بعودة محدودة للجماهير يبدو أنها في طريقها لإعادة النظر.
والخطير في الأمر أن أحداث مباراة الإسماعيلي والأفريقي، الجمعة، تزامنت مع فرحة عارمة تعيشها مصر مؤخرا بنيل استضافة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي تقام لأول مرة بمشاركة 24 منتخبا في يونيو المقبل.
ووسط ترتيبات التجهيز للبطولة والحديث عن المواعيد وتجهيزات الملاعب جاءت واقعة الإسماعيلية لتمثل جرس إنذار مدو بشأن ملف يبدو أنه لن يغلق سريعا في الملاعب المصرية.
ورغم أنه من المستبعد أن تؤثر أحداث المباراة على تنظيم مصر البطولة، لاسيما مع ذكريات رائعة لاستضافة نسخة 2006 التي كانت في مصر، فإن المسألة تستدعي تحركا فوريا من جهات عدة لمعالجة أسباب المشكلة والتعرف على دوافعها.