كاتب يمني يستعير لسان جبران خليل جبران
كتاب "العاطلون عن الحياة" للكاتب اليمني مهيب نصر يمثل منصة للحوار والنقاش والاستنتاج والاقتراح واستعادة التاريخ.
النشرة الدولية –
يصف الدكتور عدنان إبراهيم ما يتضمنه كتاب “العاطلون عن الحياة” للكاتب اليمني مهيب نصر، بأنه “نفثات وصيحات ثائر، وآهات مكلوم، غلب عليها الغضب والأسى، ورجح فيها الإنكار بالإقرار”.
ويجمع الكتاب بين عدد من المقالات والتأملات الفكرية والأدبية التي يخوض من خلالها الكاتب في قضايا مختلفة، مستنجدا بكتاب آخرين كثيرين وبرؤاهم على اختلافها في التأسيس لرؤيته الخاصة.
ويمثل هذا المؤلف منصة للحوار والنقاش والاستنتاج والاقتراح واستعادة التاريخ. وهو يتضمن مقالات تتناول جوانب من الحياة التي يقول فيها الشاعر: “مشيناها خطى كُتبت علينا/ ومن كُتبت عليه خُطى مشاها”.
ويتحدث نصر عن رفقته لجبران خليل جبران من خلال سيرة جبران التي دوّنها ميخائيل نعيمة، مضيئاً على روحه المتوقدة بالشعر والرسم والموسيقى، المشتعلة بالحنين لوطنه. وهو يرى في جبران نموذجاً للطامحين الذين يهتمون بجمرة الحرف والذين أحدثوا انقلاباً في الكتابة.
ويستعير المؤلف لسان جبران وهو يتقلب بين الغربة والحنين في قوله “إنه صراع الكينونة، صراع البرد وسحابة الصيف، صراع النور والظلام، مساكين من اختاروا المجد في أمة أضاعت مجدها، ما أقسى مصيرهم”.
وخلال رحلته في عالم الكتب، يقارب مهيب نصر بين كتب كثيرة عن الحب والفلسفة والتاريخ. ويستعيد مقولة دستويفسكي “كيف نخاف البلل ونحن الغرقى”، محرّضاً القارئ على التعبير عن مشاعره “اكتبوا من أجل مشاعركم حتى لا تتلبد، لا من أجل الأرواح الصاعدة إلى بارئها فحسب، بل من أجلكم أيها المثقفون”.
ويوجّه المؤلف نقدا حادا للمثقفين الذين يتخلّون عن أدوارهم كنماذج في المحبة والتسامح والعطاء والكمال والوعي لمصلحة المنافع الزائلة.
ويعرض من خلال كتابه أفكارا استوقفته في أعمال أدبية وفكرية لكتّاب من بينهم ماركس، ونيتشه، وماركيز، منتقياً منها ما يمكن إسقاطه على الواقع الراهن. كما يقارب السمات النفسية والعوامل الاجتماعية والبيولوجية التي تصنع التطرّف في نفوس البعض.