إسرائيل توجه طعنة لخاصرة الأردن الجنوبية باقامة مطار رامون خلافا لمعاهدة وادي عربة
نصر المجالي – ضربت إسرائيل عرض الحائط بالتزاماتها باتفاقية وادي عربة 1994 للسلام مع الأردن، ودشن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الاثنين، مطار رامون في منطقة تمناع التي تبعد 18 كلم عن إيلات، قرب الحدود الأردنية.
وسجل الأردن أمس الاحد اعتراضا رسميا لدى جهات دولية على افتتاح المطار الاسرائيلي قرب مدينة العقبة الاردنية. مقابل تجاهل إسرائيل عبر السنوات الأخيرة للرسائل الموجهة إلى الحكومة الإسرائيلية عن طريق السفارة الأردنية في تل أبيب، والتي تحمل جميعها اعتراض عمان على إنشاء تل أبيب مطار “رامون” قرب مدينة العقبة جنوب الأردن.
وعبرت الحكومة الأردنية لمرات عديدة عن مخاوفها من تجاهل إسرائيل لمخاطباتها المتعددة، من تداخل الأجواء بين مطار الملك حسين في العقبة ومطار رامون.
اتفاقية وادي عربة
ويخالف إنشاء المطار النصوص التي تم الاتفاق عليها في معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وهي المعاهدة التي تلزم إسرائيل بالتنسيق مع الأردن في خطوة كهذه وهو ما لم يتم، وجاء في نصوص الاتفاقية “الأردنية – الإسرائيلية” (فصل الطيران المدني):” يأخذ الطرفان في الاعتبار المفاوضات في ما بينهما حول افتتاح ممر جوي بينهما، وفقاً لإعلان واشنطن، أو أية إنشاءات حدودية تتطلب ذلك”.
وينص أحد بنود معاهدة السلام الخاص بالعقبة وإيلات في المعاهدة: “يتفق الطرفان على الدخول في مفاوضات على الترتيبات التي ستمكنهما من التنمية المشتركة لمدينتي العقبة وإيلات في مجالات من ضمنها تنمية السياحة المشتركة، والرسوم الجمركية المشتركة، ومنطقة تجارة حرة، والتعاون في الطيران، ومحاربة التلوث، والأمور البحرية، والشرطة، والرسوم الجمركية، والتعاون الصحي”.
ويتضح من ذلك أن إنشاء المطار الجديد، الذي يبعد عن مطار العقبة 330 متراً فقط، (منطقة حدودية) يتطلب موافقة الطرفين قبل البدء بإنشائه، وهو ما لم تفعله إسرائيل.
رحلات أوروبية
ومن المنتظر أن يستخدم في البداية للرحلات إلى أوروبا والرحلات الداخلية، وستتمكن فيه الطائرات النفاثة الكبيرة من الإقلاع إلى أي مكان في أوروبا، كما سيشتمل على صالات واسعة، تتناسب مع مرور مليوني مسافر في السنة، إضافة إلى سوق حرة.
وكان تقرير قدم إلى السلطات الأردنية نبّه إلى أنه سيكون هناك تداخل في أنظمة الهبوط الآلي مع مطار الملك الحسين الدولي، كما حذر التقرير من الأثر البيئي السلبي لناحية الضجيج مستقبلاً على مطار الملك الحسين الدولي في حال تطبيق المعايير الدولية في هذا الشأن، إضافة إلى أنه رغم بعد مطار الملك الحسين الدولي عن الحدود الدولية نحو ثلاثة كيلومترات، إلا أنه يشكل تحدياً للمطار عبر عدم إنشاء مدرج موازٍ للحالي على الجهة الغربية، حتى لا يكون هناك تداخل في الحركة الجوية مع حركة الملاحة الجوية الإسرائيلية القادمة من جهة الشمال في حالات الإقلاع.
نقلا عن ايلاف