غوتيريش: خلل الاستجابة للمشاكل المشتركة يؤكد أهمية التعددية

(أخبار الأمم المتحدة) في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة خطابا حمل عنوان “حالة العالم” تحدث فيه عن زيادة ترابط المشاكل فيما “تتشرذم” الاستجابات لها بشكل أكبر، مناشدا الحكومات والشركاء الاستجابة لمظالم الشعوب وإعادة الالتزام بالتعاون الدولي.

وقدم أنطونيو غوتيريش تقييما شاملا للمخاطر والتحديات الدولية الراهنة، وأشار في الوقت نفسه إلى ما وصفها برياح الأمل التي تبشر بإمكانية حل الصراعات في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان واليمن وسوريا.

وذكر غوتيريش أن هناك شعورا متناميا بأن الأنظمة السياسية المحلية والدولية، قد فقدت ثقة الكثيرين. وانطلاقا من إيمانه بالتعددية، شدد “على ضرورة عدم ذم من لا يتفقون معنا أو من فقدوا الثقة. يجب أن نتفهم الأسباب الجذرية لاختلاف قطاعات عريضة من الناس معنا وأن نعالج استياء من يشعرون بأنهم تركوا خلف ركب التقدم.”

وشدد الأمين العام على الحاجة لتعزيز التضامن للتصدي للتحديات الكثيرة التي يواجهها العالم، وسلط الضوء على ما وصفها بحالة الشلل التي تصيب مجلس الأمن الدولي عندما يتعلق الأمر بحالات محددة، وحقيقة “الخلل” الذي يعتري العلاقات بين الصين وروسيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن.

وعلى خلفية هذا الوضع وانخراط دول أخرى في الصراع السوري، دعا غوتيريش إلى مشاركة أكبر من المنظمات متعددة الأطراف. وقال إن غياب مثل هذه الآليات، في الماضي، أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وعلى صعيد المناخ، أشار الأمين العام إلى أن جهود التصدي للتغيرات المناخية لا تسير بالسرعة المطلوبة.

“تغير المناخ يحدث بوتيرة أسرع من جهودنا. ورغم أن الواقع أسوأ مما توقعه العلم، إلا أن الإرادة السياسية للعمل تتباطأ.”

وفي سياق الدعم الوطني للصناعات القائمة على استخدام الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) والمشككين في حدوث تغير المناخ، أعرب غوتيريش عن الأسف لعدم الاستفادة بشكل أكبر من التكنولوجيا ومن استعداد مجتمع الأعمال للاستجابة الإيجابية للتغيرات المناخية، وانخراط المجتمع المدني.

وفي حوار مباشر على موقع فيسبوك أثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، شدد غوتيريش على ضرورة ضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، معربا عن الأمل في تحقيق تقدم باتجاه الحل السياسي والعملية السياسية لإنهاء القتال في أرجاء اليمن.

وقال “إن الحوار أداة أساسية لحل المشاكل ويتعين السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل يعالج أصعب كارثة إنسانية شهدها العقد الماضي، ليتمكن اليمن في النهاية من التحرك بنفسه وحل مشاكله، ولكن الطريق ما زال طويلا. يتعين علينا جميعا ضم جهودنا لضمان أن الأطراف في اليمن تتفهم أن الحرب لا تحل أي مشكلة. كان جدي دائما يقول إن أسوأ اتفاق، أفضل من أحسن حرب.”

وشدد الأمين العام على ضرورة عدم الاستسلام لليأس مهما كانت العقبات، وقال إن السلام هو أهم مورد للبشر.

وكان الطرفان، الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيون)، قد اتفقا في مشاوراتهما في السويد آخر العام الماضي على إعادة الانتشار المشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ. كما توصل الطرفان إلى تفاهم لتحسين الوضع في تعز وتبادل الأسرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button