حكيم حرب: الواقع العربي بات تراجيدياً أكثر مما يحدث على الخشبة.. والسخرية هي الحلتم

النشرة الدولية –

ضمن مهرجان المسرح العربي بدورته الـ»11» عرضت مسرحية «جنونستان».. كوميديا أردنية سوداء في المهرجان العربي للمسرح للمخرج الأردني حكيم حرب، فيما افاد المخرج حكيم أنه تأثر عند كتابته لنصه «جنونستان» بنص كاليوجولا لألبير كامي، و يوليوس قيصر لوليم شيكسبير، غير أنه حول هاتين المآساتين إلى كوميديا ساخرة وكبارية سياسي، يتصل أكثر بالمواطن العربي، متضمنا ما حدث بعد ما سمي بالربيع العربي، مشيرا إلى أنه استعان بأشكال المسرح الشعبي، والظواهر المسرحية التي سبقت الدراما في بدايات المسرح العربي، مثل الأراجوز، والحكواتي، وخيال الظل.

ونوه المخرج حكيم في تصريحات صحفية، اثر عرضه لمسرحية مهرجان المسرح العربي بدورته «11»، إن عرضه « جنونستان» يتحدث عن دولة افتراضية خيالية، لاتمت بصلة للواقع، تمتلئ بالفساد والديكتاتورية، ونقدمها من خلال الكوميديا السوداء، ونحب أن نقول من خلالها إن التخلص من الفاسد أو الديكتاتور لا يكون بالقضاء عليهما، لأنهما يمتدان ويتناسلان في الواقع، إنما يتم القضاء على الديكتاتورية وكل مظاهر الفساد بتغيير ثقافتنا، بمحاربة الديكتاتور والفاسد الموجود داخل كل واحد فينا، وبأنه استعان أيضا بأغنيات الشيخ إمام، حيث يقدم سبع أغان من خلال مغنية العرض والكورال، مضيفا أنه استعان في الكورال ببعض المصريين لقلة عدد أفراد الكورال الذين حضروا معه.

 

ولفت حكيم أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة الأردنية، وبطولة الفنانين «حكيم حرب، نهى سمارة، عمران العنوز، إياد الريمونى، هاني الخالدي، نور عطا الله، قيس حكيم»، موسيقى وغناء قمر بدوان، وتم تقديمه في مهرجان المسرح الأردني الأخير، وأنه يضاف إلى الكثير من العروض التي قدمتها فرقة رحالة التي أسست في بداية التسعينيات القرن الماضي، و منها المتمردة، الأراجوز، هاملت يصلب من جديد، ميديا وملهاة عازف الكمان، كوميديا حتى الموت، سيمفونية الدم، مـأساة المهلهل، نيرفانا عن نص الألماني هيرمان هيسة، وأن الفرقة حصلت على الكثير من الجوائز في أكثر من مهرجان عربي.

ووجه حكيم الشكر للهيئة العربية للمسرح التي أتاحت له ولفرقته المشاركة في المهرجان العربي، الذي اعتبره علامة مهمة في تاريخ المهرجانات العربية، لما يمثله المهرجان من حالة ثقافية وحضارية، مشيرا إلى أن المشاركة في المهرجان العربي تشكل إضافة مهمة لفرقة رحالة، تفخر بها.

تابع حكيم لابد أن نعترف بأن المسرح العربي في معظمه لم يستطع خلال 30 عاما خلق جمهور حقيقي، ولازلنا ندور في فلك العروض المهرجانية، ورغم أهمية المهرجانات إلا أنها لم تنجح في خلق جمهور دائم، لذلك فكرنا في تقديم مقترح جمالي بسيط وقريب من الجمهور، يصل إلى البسطاء، وأن البساطة لاتعني المباشرة وضرب مثلا بقول غسان كنفاني « ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، كما ليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة سطحية» مشددا أن جوهر العملية المسرحية هو أن نقول الأشياء العميقة ببساطة.

وردا على سؤال حول مفارقة حدوث العرض في مدينة خيالية وكونه يستعين بأغاني الشيخ إمام ويتوجه للمواطن الأردني.. والمسافة التي يمكن أن يرى خلالها المتلقى العرض أجابت الفنانة نهى سماره: التغيير يحدث بالتراكم، و العرض ببساطته يصل إلى المشاهد ويغير فيه، و المسرح بشكل خاص من أكثر الأدوات المؤثرة في المجتمع، عبر التجارب المختلفة والمتراكمة، فالمسرح عمود أساسي في التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى