الإعلام الرقمي بأمريكا ينتكس أمام سطوة فيسبوك وغوغل
النشرة الدولية –
تتعرَّض الصحافة الرقمية في أمريكا الآن لواحدة من أشد ضربات الثقة، تتمثل في اضطرار اثنتين من أكبر منابرها “هفبوست” و”بزفيد”، للاستغناء عن ألف موظف لديهما جرّاء صعوبة الأوضاع المالية.
هفبوست وبزفيد ووارنر
أوردت ذلك صحيفة “الغارديان” البريطانية، وهي تعرض رسالة من مؤسس موقع “بزفيد”، ورئيسه التنفيذي جونا بيرتي، وجهها هذا الأسبوع للعاملين في مؤسسته يُبلغهم فيها بالتوجه لتقليص العمالة بحوالي 15%؛ ما يعني الاستغناء عن 250 وظيفة، في مؤسسة يصل إجمالي العاملين فيها حول العالم الى 1100 شخص.
وفي الوقت ذاته، أعلنت مؤسسة “فاريزون” أنها ستخفض عمالتها بحوالي 7%، أي بحدود 800 شخص من وحدتها الإعلامية، التي تضم موقع “هفبوست”، إضافة الى “ياهو” و”أمريكا أون لاين”.
ويوم الجمعة، أعلنت كذلك شركة وارنر ميديا، أنها ستغلق وحدتها الخاصة بالاستثمار في الإعلام الرقمي.
وأشارت الغارديان، الى أن هذه الشواهد المترادفة تنبئ بانتكاسة في مستقبل الإعلام الرقمي، الذي كان يُنظر إليه على أنه مستقبل الإعلام عوضًا عن الإعلام التقليدي.
وقدّرت الصحيفة، أن موجة الإعلام الرقمي، الإلكتروني، كانت أجبرت الإعلام الورقي (الصحافة الورقية) على تقليص عمالتها بنسب تتراوح بين 50 – 80%.
وقد اعتمدت منابر الإعلام الرقمي الجديد على إستراتيجية “مقابل مالي لكل كليك”، وهي التي تستثمر في الإعلان على مواقع الإعلام الإلكتروني مقابل دفعات صغيرة عن كل دخول على الانترنت للموقع أو تصفحه.
وأشارت الغارديان، الى أن موجة الإعلام الرقمي وجدت نفسها أخيرًا أسيرة هيمنة فيسبوك وغوغل وما يسمى بـ”الدوبولي” على أسواق وعوائد الإعلان في هذا القطاع.
تغيير جديد في قواعد اللعبة
وتفيد الأرقام الإحصائية إلى أن عملاقي غوغل وفيسبوك، يتوقع لهما أن يستحوذا على أكثر من نصف مخصصات الإعلان الرقمي بحلول عام 2020 مع نمو مداخيلهما بحوالي 75% خلال الفترة من 2017 – 2020. هذا بالمقارنة مع نمو بحدود 15% فقط في مداخيل الصحافة الرقمية التي تشمل هفبوست وبزفيد.
ونقلت الغارديان، عن مدير دائرة الموارد في صحيفة نيويوركر، “باميلا مان”، قناعتها بأن هذا الواقع المتمثل بعجز الصحافة الرقمية عن منافسة فيسبوك وغوغل في الموارد الإعلانية، يُعتبر “تغييرًا في قواعد اللعبة”، التي كانت أطاحت بالإعلام التقليدي، ومنه الصحافة الورقية، ليصبح الآن مصير الإعلام الرقمي الجديد في دائرة اللايقين.