بلومبيرغ: “المنتدى الاقتصادي العالمي”… إنفراج، إنتقادات وهجوم
النشرة الدولية –
اختتمت فعّاليات “المنتدى الاقتصادي العالمي” الذي افتتح أعماله، الثلثاء، في دافوس السويسرية، وكان لافتاً عدم حضور زعماء الدول التي تملك اقتصادات قوية، كالرئيس الأميركي دونالد #ترامب، والفرنسي إيمانويل #ماكرون، والصيني شي جين بينغ، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا #ماي. وعُقدت الدورة الحالية للمنتدى تحت عنوان “العولمة 4″، التي تستهدف مواجهة تفاوت الدخول بين الأغنياء والفقراء بالتوازي مع نموّ عولمة التجارة والإنتاج.
للسعودية، اعتُبر المنتدى فرصة لطيّ صفحة من الانتقادات الحادّة بشأن مقتل خاشقجي. وأعلن وزير المال السعودي محمد الجدعان، قبيل مشاركته في المنتدى، بأن المستثمرين الدولييّن استعادوا ثقتهم بالمملكة، بعد الضرر الذي لحق بسمعتها على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض في اسطنبول. كما أشار إلى أن الطلب على إصدار السندات السعودية بقيمة 7.5 مليارات دولار تجاوز العرض بشكل ملحوظ، ما يعكس استعادة المستثمرين الدولييّن ثقتهم بالمملكة.
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية السعودية، محمد القويز، أن مقتل خاشقجي دفع المستثمرين إلى التراجع عن السعودية، لكن بشكل مؤقت فقط. وتابع: “أقول، ليس كموظف حكومي بل كمواطن سعودي، إن الجميع في المملكة كانوا قلقين إزاء ما حصل… لكن لا ينبغي أن تصبح دولة يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة رهينة أي حدث مهما كانت بشاعته، لا سيما في وقتٍ سعينا فيه جاهدين لممارسة نهج جديد للدولة”.
كما اعتبر رئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو، أن المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب التوتّرات التجارية حقيقيّة تماماً.
أما الصين، ورغم الانتقادات اللاذعة ضدّها نتيجة مواجهتها التجارية مع الولايات المتحدة من جهة، والاتهامات بالتجسس ضد عملاقي الاتصالات “هواوي” و”زي تي اي”، فكانت مشاركة نائب رئيسها وانغ كيشان تحمل الأمل والتحدي، ما زاد من حدّة المنتقدين، وأبرزهم الملياردير جورج سوروس الذي هاجم الرئيس الصيني شي جينبينغ، واعتبره “أخطر عدو” للديمقراطية، مضيفاً: “الصين ليست النظام المستبدّ الوحيد في العالم، لكنها بلا شك الأغنى والأقوى والأكثر تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي”. كما دعا الولايات المتحدة إلى التحرك ضد مجموعتي الصناعات التقنية الصينيتين “هواوي” و”زي تي إي”.
وتوقّع رئيس مجلس إدارة يو.بي.اس أكسل فيبر، أنها ستجذب استثمارات إضافية حجمها 250 مليار دولار في الفصول القليلة القادمة بفعل تغييرات في أوزان المؤشرات، وأبدى اعتقاده بأن خروج بريطانيا غير المنظّم من الاتحاد الأوروبي لن يكون في صالح أي طرف. وأضاف أن على الجميع تقديم تنازلات بشأن الخروج البريطاني من أجل التوصل إلى اتفاق.
أوروبيّاً، اختلف الوضع، فقد دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن “التعددية والإصلاح” لمواجهة المشاكل العالمية. وانتقد رئيس الوزراء الإيطالي جوسبي كونتيه، المشروع الأوروبي والأورو، معتبراً أنه تسبّب في زيادة الدين العام وتباطؤ نموّ الناتج المحلي الإجمالي”، مؤكداً على ضرورة إيجاد رؤية جديدة.
سارقة الأضواء: غريتا تونبرغ
وسرقت فتاة سويدية في السادسة عشرة من العمر، وتحمل اسم غريتا تونبرغ، الأضواء من السياسيين والاقتصاديين بشغفها في الدفاع عن البيئة. وقالت الشابة المعروفة بوجنتيها المتورّدتين وشعرها المجدّل: “المنزل يحترق. ويقول الكبار إنه ينبغي زرع الأمل في نفوس الشباب”. وأردفت “لا أريد منكم الأمل بل أريدكم أن تشعروا بالذعر”.
وتشنّ السويدية منذ آب “حركة إضرابية”، كلّ يوم جمعة، تتغيّب فيها عن المدرسة للاحتجاج على الوضع المناخي أمام مقرّ البرلمان في بلدها. وقد سطع نجمها خلال المؤتمر الدولي حول المناخ الذي أقيم الشهر الماضي في بولندا حيث ألقت كلمة. وباتت حركتها الإضرابية تلقى صدى في أنحاء العالم أجمع حيث يضرب طلاب كثيرون عن الدراسة دفاعاً عن قضية المناخ. وهي انضمت، الجمعة في دافوس، إلى مجموعة من الشباب اعتصموا وسط الثلوج أمام مدخل مركز المؤتمرات في دافوس، حيث يتوافد رؤساء الدول والحكومات ومدراء الشركات وأصحاب الملايين والنشطاء، منذ يوم الثلاثاء.
واختارت الشابّة التي استقلّت القطار لتصل إلى دافوس التي يقصدها مشاركون كثر بطائراتهم الخاصة، أن تخيّم في الجبل في منشأة مؤقتة، بدل أن تنزل في فندق من الفنادق الفخمة التي تنتشر في المدينة. وقالت في تصريحات خلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “توقفت عن ركوب الطائرة من أجل البيئة”، مشيرة إلى أنها أقنعت أهلها بأن يحذوا حذوها واعتماد نظام غذائي نباتي صرف. وحرصت على التشديد على أنها تريد “تحويل الأقوال إلى أفعال”. كما صرّحت غريتا “خلال فعاليات مثل تلك المعقودة في دافوس، يحلو للمتحدّثين استعراض إنجازاتهم، من دون أن يدركوا أن لهذا النجاح المالي تداعيات وخيمة”. وأوضحت للصحافيين أنها لا تستسيغ التحدّث الى الناس بسبب معاناتها من متلازمة أسبرغر، وهي من اضطرابات طيف التوحّد. غير أن ذلك لم يحل دون قدرتها على أسر القلوب والعقول في دافوس حيث اعتلت المنصة إلى جانب نجوم من قبيل بونو.
وقال مدير موقع “إكسبيديا” للسفريات، مارك أوكرستروم، بعد الخطاب الذي ألقته غريتا تونبرغ في قاعة مكتظّة بالحضور، “نجحت في فرض نفسها .. هذه الفتاة مؤثّرة بالفعل”.
كما قالت عنها المسؤولة الأممية السابقة عن شؤون المناخ كريستيانا فيغيريس “إنها صوت قويّ جدّاً. هي صوت الشباب الغاضب”.