فيلم أبطال “122” يطرح قضية تجارة الأعضاء في مصر
النشرة الدولية –
رافقت عرض الفيلم المصري “122” عدّة إشادات من قبل الجمهور سواء بالعمل أو بقدرات الممثلين، بداية من طارق لطفي الذي قدم دور الدكتور نبيل، الطبيب الذي خالف أعراف وتقاليد المهنة لينجرف وراء تجارة الأعضاء بحثا عن الثراء السريع، مقابل قصة أخرى موازية داخل العمل نفسه تتمثل في نصر أو الفنان أحمد داوود الشاب البسيط الذي يقع في غرام أمنية أو الفنانة أمينة خليل.
حاورت “العرب” أبطال الفيلم الذين تحدثوا عن كواليس العمل والمصاعب التي واجهتهم، وما وجدوه من ردود فعل بعد عرضه.
يقول الفنان طارق لطفي لـ”العرب” إن فترة الإعداد لشخصية الطبيب استغرقت منه وقتا ومجهودا كبيرين، لأنها من الشخصيات التي تتطلب تركيزا شديدا بسبب تركيبتها النفسية المعقدة.
وأوضح أن المخرج ياسر الياسري أصر على القيام ببروفات تحضيرية للشخصية أكثر من مرة، وكانت هناك تحضيرات جسمانية تتمثل في إظهار الوجه الشاحب بسبب تعاطي الطبيب للمخدرات، إضافة إلى بروفات أخرى في مشاهد الحركة أراد المخرج أن تكون متقنة ومختلفة لتستغرق التدريبات خمس ساعات على مدار ثلاثة أيام.
وأكد لطفي أن كل مشهد قدّم في الفيلم كان منطقيا وله مبرره الدرامي، وجميع الضربات ومشاهد “الأكشن” قدمت بشكل واقعي ومنطقي وتمت الاستعانة بأطباء وخبراء لضمان عدم السقوط في فخ المبالغة.
ويضيف أن البعض سخر من شخصية نصر، الذي ظل يصارع الموت رغم كافة الضربات المميتة التي تلقاها، وذلك له مبرره فقد جاء ليعبر عن رغبته في البقاء على قيد الحياة، والقصد إيضاح القدرة على البقاء في العمل، وإن كانت هناك إصابة شديدة، واستعانوا بمشورة أطباء إن كان ذلك ممكنا، وجاء ردهم بأن جسم الإنسان في لحظات الخطر يفرز بعض المواد التي تقوم بتخدير أماكن الإصابة، كما أن مادة “الأدرينالين” التي يضخها الجسم تجعله يتغلب على الألم ويرغب في البقاء.
وحرصت بعض الأفلام مؤخرا على إبراز قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع بعد سنوات عانوا فيها من التهميش، وكان في مقدمتها فيلم “122” الذي أقدم على تغيير النظرة السلبية للمجتمع تجاه شريحة الصم والبكم، والتخلص من وصمهم بأنهم لا يفهمون، ليقدم دور فتاة من الصم والبكم ويقع في حبها شاب عادي، وحرص الفيلم على إبراز هذه العلاقة لتصبح أمنية أو أمينة خليل سند حبيبها الوحيد للعودة إلى الحياة.
وقالت أمينة خليل إن الدور الذي قدمته من أصعب الشخصيات في مشوارها الفني لحداثة الشخصية التي لم تقدم منذ فترة طويلة في السينما بهذا الشكل، فهي فتاة صماء تقع في غرام شاب سوي وطوال الوقت تخشى أن يتخلى عنها. ولفتت إلى أن كل ذلك استلزم منها تدريبات تعتمد في التمثيل على التعبير بوجهها فقط لأنها لا تتكلم، كما تطلب الأمر اللجوء إلى جلسات مخاطبة بلغة الإشارة لتظهر وكأنها حقيقية.
وأوضحت أمينة لـ”العرب” أن فكرة تناول فئة الرعب في الأعمال السينمائية خطوة مهمة وجريئة وتتمنى أن تتكرر، وتناول الفيلم فكرة الحب من منظور مختلف، وكافحت للبحث عن زوجها إلى أن اجتمعا قبل أن تفقده مرة أخرى ليبحث هو عنها وينقذها من أيدي الطبيب الفاسد.
وشددت على أن الملصق الدعائي جاء معبرا ونجح في جمع العديد من المعاني والمشاعر من خلال تصدر الإعلان علامة الحب “شعار الفيلم بلغة الإشارة”، لأنه كان السبب الأساسي في الصراع على حياتهما ومكافحتهما من أجل البقاء، ومحاربة الطبيب الشرير الذي يريد قتلهما.
ومن ضمن تعليقات الجمهور الثناء خاصة على الفنان أحمد داوود الذي نجح في تقديم دور يختلف تماما عن شخصياته السابقة، لأنه دور مركب بين الحركة والإثارة والرومانسية والمنحى التراجيدي.
وأشار داوود لـ”العرب” إلى أن العمل استغرق منه مجهودا كبيرا على مستوى مشاهد “الأكشن” التي استلزمت فترة تدريب طويلة، أو على مستوى تعلم لغة الإشارة ليبدو واقعيا أن نصر تعلمها من أجل حبيبته أمنية.
وانتقد خبراء عدم توحد الحديث بين نصر وأمنية، فتارة يخاطبها بلغة الإشارة، وتارة أخرى يتواصل معها بالكلام، وحول هذا الأمر يقول داوود “يرجع ذلك إلى أنها تستطيع أن تسمع من حولها جيدا حال ارتداء سماعة الأذن الطبية، كما تجيد قراءة الشفاه إذا كان المتحدث إليها يتكلم ببطء، ويُفضل استخدام لغة الإشارة في حالة عدم وجود السماعة وإذا كان من أمامها يتحدث بسرعة”.
وتعلم داوود لغة الإشارة عن طريق مشاهدة عرض مسرحي للصم والبكم أثناء التحضير للفيلم، وتأثر بأبطاله وموضوعه ومضمونه، ووجد خلال هذا العرض فتاة لتعليم الفنانة أمينة خليل لغة الإشارة، وجلست معهما عند تسجيل حوار الفيلم كاملا بلغة الإشارة.