الولايات المتحدة تعلن عدم تسترها على جريمة قتل خاشقجي
محرر النشرة الدولية –
نفى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، “تستر” واشنطن على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتعهد باتخاذ المزيد من الخطوات بشأن التحقيق في القضية.
وقال خلال مؤتمر صحفي في المجر إن “أمريكا لا تتستر على جريمة قتل”، وذلك ردا على سؤال يتعلق بانتقادات من جانب سيناتور ديمقراطي بارز.
وكان السيناتور الديمقراطي تيم كين، عضو لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قد قال يوم الأحد إن تقرير الإدارة الأمريكية بشأن مقتل خاشقجي لم يُقدم بعد.
وأضاف في بيان:”هذا يصل إلى حد تستر إدارة ترامب على جريمة قتل، ينبغي ألا تنزلق أمريكا إلى هذا المستوى من الإفلاس الأخلاقي”.
ولم يلتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهلة كان الكونغرس قد حددها للكشف عما إذا كان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أعطى أمرا بقتل خاشقجي.
وقال بومبيو إن إدارة ترامب “تعمل بجدية” على التحقيق في القضية.
وأضاف: “كان الرئيس واضحا للغاية، ولا يمكن أن يكون أكثر وضوحا، مع حصولنا على المزيد من المعلومات، سنواصل محاسبة جميع المسؤولين (عن ارتكاب الجريمة)”.
وقُتل خاشقجي خنقا وقطعت أوصاله داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما كان يسعى إلى استخراج أوراق لزواجه.
ولم يدل ترامب بتصريحات عن مهلة الكونغرس، بينما قال مسؤولون في الكونغرس إن بومبيو أرسل لهم رسالة أوضح فيها الخطوات التي اتخذت بشأن التحقيق في جريمة القتل.
وكانت الإدارة الأمريكية أمرت بمنع نحو 20 مسؤولا سعوديا من دخول الولايات المتحدة وجمدت أرصدة 17 آخرين.
تطورات جديدة
وتزامن انتهاء المهلة التي أعطاها الكونغرس لترامب لتحديد المسؤول عن مقتل الصحفي السعودي مع ظهور تطورات جديدة وصفها البعض بالمحرجة لولي العهد السعودي.
فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا نقل عن مسؤول في المخابرات الأمريكية قوله إن محمد بن سلمان هدد بإطلاق “رصاصة” على خاشقجي إذا لم يعد إلى المملكة، أثناء مكالمة هاتفية مسجلة لدى المخابرات الأمريكية مع أحد مساعديه.
وأضاف التقرير أن المخابرات الأمريكية فهمت من المكالمة أن ولي العهد السعودي، 33 سنة، كان على استعداد لقتل خاشقجي رغم أنه لم يصرح بذلك حرفيا.
بيد أن عادل الجبير، وزير الشؤون الخارجية السعودي، قال ردا على أسئلة الصحفيين عن هذا التقرير “لا يمكنني التعليق على تقارير مبنية على مصادر مجهولة. رأينا في الماضي أن العديد من التقارير المزعومة المستندة إلى مصادر استخباراتية لم تكن صحيحة”.
وعندما سُئل عما إذا كان ينفي فكرة استخدام ولي العهد لتلك العبارة في محادثة، أجاب الجبير: “الأمر لا يتعلق بالنفي أو عدم النفي. نحن نعلم أن ولي العهد لم يأمر بذلك. ونحن نعلم أن هذه العملية نفذها مارقون”.
وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أنييس كالامار، قالت أثناء زيارة إلى تركيا الخميس الماضي، إن مقتل خاشقجي، الذي كتب مقالات انتقد فيها ولي العهد السعودي، كان “مدبرا سلفا” بمعرفة مسؤولين سعوديين.
وأعربت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، عن أملها في أن يؤدي الضغط من قبل المشرعين الأمريكيين على ترامب إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه مقتل الصحفي السعودي.
وتركت جنكيز، أثناء مؤتمر صحفي انعقد في اسطنبول، الباب مفتوحا أمام لقاء يجمعها مع ترامب، معلقة اللقاء على الوفاء بشروط محددة، مما يشير إلى قدر أكبر من المرونة في موقفها من لقاء الرئيس الأمريكي مقارنة برفضها الدعوة التي تلقتها من البيت الأبيض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقالت: “زيارتي إلى الولايات المتحدة قد تكون في مارس/ آذار المقبل”، معربة عن أملها في أن يتبنى ترامب “توجها” مختلفا نحو القضية.