ثريا البقصمي: «أدوات الشاعر الأدبية مختلفة عن كاتب القصة»… كتابة الرواية عمل شاق جداً
النشرة الدولية –
أكدت التشكيلية والكاتبة ثريا البقصمي أن الشعر حالة نفسية، وأن الشاعر يمتلك أدوات مختلفة عن كاتب القصة، لافتة إلى أن كتابة الرواية عمل صعب وشاق جداً، ويحتاج إلى شخص لديه خبرة في هذا المجال.
استضافت منصة الفن المعاصر “كاب” الفنانة التشكيلية والكاتبة ثريا البقصمي، في جلسة حوارية بعنوان “الأدب الساخر في كتابات ثريا البقصمي”، أدارتها الإعلامية سارة السلاموني، بحضور الأديبة ليلى العثمان، والإعلامية ليلى أحمد، والتشكيلية سهيلة النجدي.
في البداية، قالت البقصمي إن تعدد مجالات إبداع الفرد ليس شيئاً نادر الحدوث، مشيرة إلى أنها اكتشفت موهبتها في الرسم منذ نعومة أظفارها، مؤكدة أنها كانت تحب الرسم، وعرفت أنه مستقبلها وعالمها.
وعن الكتابة، استذكرت البقصمي طفولتها، وقالت إنها لم تكن تحب مادة اللغة العربية، ولم يكن لديها اتجاه للغة، موضحة أن والدها أرسلها مع أشقائها إلى إحدى المدارس الداخلية في لبنان، حيث كان هناك اهتمام باللغتين الفرنسية والإنكليزية. وأضافت: “بعد ذلك عدت إلى الكويت، ثم انتقلت إلى المرحلة المتوسطة وأحببت اللغة العربية بسبب تشجيع المعلمة سهام لي ونصحها إياي بتنمية مهارة القراءة، فبدأت أقرأ كثيرا، وبعد ذلك شاركت في مسابقات اللغة العربية على مستوى مدارس وزارة التربية، وفي المرة الأولى حصلت على المركز الثاني، وفي الثانية حزت المركز الأول”.
وعن بدايتها في الكتابة الساخرة، قالت إن “السخرية هي طابع حياتي، فأنا أحب المرح، وأنشر الفرح من حولي، وهذا جزء من شخصيتي”، لافتة إلى أنها كانت تراسل بعض الصحف عندما كانت موجودة في موسكو، وقد لاقت مشاركاتها استحسان وإعجاب الناس، وأنها أصرت أن يكون أسلوبها حينها ساخراً حتى لا يمل القارئ.
وأوضحت أنها في فترة الثمانينيات كانت تكتب مقالات تحت مسمى “من وحي الشارع”، مشيرة إلى أنه في نهاية هذه الحقبة أصبحت هناك رقابة على الصحف الكويتية، وأنه من المستحيل نشر شيء مباشر.
ولفتت إلى أنها كتبت مقالات تحت مسمى “من خرم الإبرة”، مبينة أنها كانت كتابات في المجتمع والحياة في مجلة كل الإسرة الإماراتية، موضحة أنها استمرت في الكتابة الساخرة حتى فترة غير بعيدة، لكنها أشارت إلى أن كتاباتها ليست كلها ساخرة فلديها كتابات مرحة وأشعار.
من ناحية أخرى، أكدت البقصمي أن كتابة الرواية عمل صعب وشاق جداً، ويحتاج إلى شخص لديه خبرة في هذا المجال، ويحاول أن ينمي نفسه وقدراته.
وعن تجربتها في مجال الرواية، قالت: “لقد استمتعت بها، ولكنها أخذت مني وقتاً كثيراً، لكني أجد نفسي في مجال القصة القصيرة، وقد يكون ذلك بسبب طبيعتي إذ أمتلك حيوية”، موضحة أنها تهتم بالإنسان في كتاباتها، سواء كان في اللوحة أو في النص، ولا تهتم بالمكان، ذلك بأنها تحب أن تصف الإنسان ومشاعره وانفعالاته بعمق، لافتة إلى أن لكل كاتب أسلوبه واهتماماته.
وعن الشعر، قالت إنه حالة نفسية، وهو ومضة ولحظة، واللغة تتدخل، ولكن يظل للشاعر أدواته المختلفة عن كاتب القصة، أما في القصة فالكاتب يستذكر في بعض الأحيان حدثاً ما.
وحول روايتها “المزمار الأحمر”، أوضحت أنها سيرة ذاتية عن سنواتها الأولى في موسكو عندما كانت طالبة، ومعاناتها، وتتضمن شهادات المحيطين بها، ووصفت تلك الرواية بأنها صريحة وواقعية، وتعكس واقع مجموعة من الشباب، مضيفة: “هذا عملي الروائي الوحيد، ولكني أحبه”.
وقالت البقصمي إنها اتجهت اتجاها جادا إلى الكتابة الساخرة، وسوف تطلق مجموعة قصصية قامت بتقدميها إلى إحدى دور النشر، مشيرة إلى أنها ستصدر قريبا، وأن الكتابة الساخرة التي تحتويها مكثفة جداً.
من جانبها، قالت الأديبة ليلى العثمان: “أنا سعيدة بالحضور، وأينما تكن ثريا يكن الفرح، فهي تمتلك شخصية فريدة، وأسلوباً في الكتابة، هو الأسلوب الساخر، ولم يستطع أحد أن ينافسها في هذا المجال، وأضافت إليها قراء كثيرين، لأن الإنسان يبحث عما يسعده”، مؤكدة أن “خفة ظلها تنعكس على ما تكتبه، وبطبيعتها لا تحب الألم والحزن والضيق”.
أما التشكيلية سهيلة النجدي فقالت إنها “عرفت البقصمي منذ فترة، ومنذ أن عرفتها اكتشفت أن لديها الحس الساخر الذي ينشر الابتسامة والفرح حولنا”.