الولايات المتحدة تعلن عدم تمسكها برحيل الأسد
محرر المشرو الدولية –
(ا ف ب، الاناضول، رويترز) أكد ممثل الولايات المتحدة الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر ميونخ للأمن امس، أن واشنطن غير متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بل تدعو لتغييرات جذرية في سياسة دمشق. وأضاف: لا نطالب برحيل الأسد، بل ندعو لتغييرات جادة في سلوك نظامه. معتبرا أن ممارسات النظام السوري تبقى السبب الرئيس لابتعاد نصف سكان سوريا عنه.
وفي اطار متصل، برز القلق الدولي على مصير المقاتلين الاكراد بعد هزيمة تنظيم داعش بشكل كبير في مؤتمر ميونخ، حيث أشار جيفري إلى ان الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب مباغت وسريع من سوريا وانها ستتشاور عن كثب مع الحلفاء بشأن المسألة. وقال: «نقول (للحلفاء) إن هذا لن يكون انسحابا مباغتا وسريعا وإنما خطوط بخطوة». مؤكداً أن بلاده لن تسمح بعودة قوات الأسد إلى الأماكن الذي ستنسحب منها القوات الأميركية.
وقال جيفري في مؤتمر ميونخ للأمن: «أهداف واشنطن في شمال شرقي سوريا تحققت إلى حد كبير وسنواصل محاربة داعش». وأضاف: «سنحافظ على قدراتنا والانسحاب سيتم بالتنسيق مع حلفائنا. ولن نسمح بعودة قوات الأسد إلى الأماكن التي سننسحب منها».
في المقابل، حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي من جعل الاكراد السوريين الذين يوشكون الانتصار على داعش، «ضحايا» جددا للنزاع السوري. وكتبت بارلي في مقال نشرته صحيفة لو باريزيان أن «اعلان الانسحاب الاميركي خلط الاوراق ومن واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سوريا الديموقراطية ضحايا.. ان شركاءنا على الارض أعطوا الكثير وندين لهم بالكثير».
وكانت وزارة الدفاع الاميركية طلبت من حلفائها الاوروبيين تشكيل «قوة مراقبين» في شمال شرق سوريا لضمان أمن الاكراد، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوبا.
أميركا لن تحميكم
وكان الرئيس بشار الأسد قال امس إن واشنطن لن تحمي الجماعات التي تراهن عليها، في إشارة للمقاتلين الأكراد. وقال دون تسمية أي جماعات «نقول للمجموعات العميلة للأميركي… الأميركي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة… لن يدافع عنكم سوى الجيش السوري». وقال «إن المتآمرين على سوريا فشلوا باعتمادهم على الإرهابيين والعملاء في العملية السياسية فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية». وشدد الاسد على أن الدستور السوري غير خاضع للمساومة، مضيفا: «لن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها». كما حذّر من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الوضع الداخلي في سوريا، معتبرا أنها ساهمت في تردي الأوضاع. وقال: «نحن أمام الجيل الرابع من الحروب وهي الإنترنت وصفحات ظاهرها وطني ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية». وتابع: «علينا ألا نعتقد خطأ بأن الحرب انتهت، ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، هي حرب عسكرية، وحرب الحصار، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي، وحرب الفاسدين.. الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد، فالخارج يفرض حصارا على سوريا وعلينا التعاون بشكل إيجابي لاسيما بعد ما حصل مؤخرا من تقصير بموضوع مادة الغاز».
الانتصار على «داعش»
ويأتي القلق على مصير الاكراد في وقت يتأهب مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية للسيطرة على آخر جيب خاضع لتنظيم داعش على نهر الفرات في معركة ستدفع دولة «الخلافة» إلى شفا الهزيمة الكاملة، فيما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس عن «انتصار بنسبة مئة في المئة».
وقال ترامب إن «الخلافة على وشك السقوط ونطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مسلحي «داعش» الذين أسرناهم في سوريا وتقديمهم للمحاكمة لأن البديل ليس بديلا جيدا، حيث إننا سنضطر إلى إطلاق سراحهم». وتابع ترامب قائلا «الولايات المتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي التنظيم المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها. نفعل الكثير وننفق الكثير.. حان الوقت كي يتحرك الآخرون ويقوموا بالمهمة التي هم قادرون تماما على الاضطلاع بها. ننسحب بعد تحقيق انتصار بنسبة مئة في المئة على الخلافة».
التنظيم يتحصن
ميدانيا، أغلق تنظيم داعش الطرق منعاً لفرار ما تبقى من مدنيين من آخر بقعة يتواجدون فيها في شرق سوريا ولا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع. وقال مدير المكتب الإعلامي لقسد مصطفى بالي: «للأسف، داعش يغلق كل الطرق لخروجهم»، مشيراً إلى أن عددهم قد يصل إلى ألفين. وأكد أحد المقاتلين قرب الباغوز أن «احداً لم يخرج خلال اليومين الماضيين. داعش أغلق الطرق».
وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من آخر نقاطه الى زرع الألغام وشن هجمات من الخنادق والأنفاق لاعاقة تقدم خصومه وايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية. كما يستخدم المدنيين دروعا بشرية. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين أن «مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعا بشرية حتى أنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار».
ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة وانتشار مقاتليه في البادية السورية المترامية. ويؤكد قياديون في «قسد» أن التنظيم لا يزال قادراً على شن هجمات ضدهم.