أوروبا.. ومعضلة عودة مواطنيها المنضمين لصفوف داعش
تعيش القارة الأوروبية حالة من الترقب والطوارىء بسبب فرار مئات المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، وهو ما يقلق دوائر الاستخبارات الأوروبية بسبب كثرة عدد المقاتلين الأوروبيين الراغبين في العودة إلى بلدان القارة العجوز بعد دحر تنظيم داعش سواء فى آخر معاقله بمدينة الموصل السورية أو فى مدينة دير الزور.
فيما أعلن المتحدث باسم الداخلية الألمانية، أن من حق كل مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية، قالت الأحد، إنه لا يمكن لألمانيا استعادة مقاتلى تنظيم داعش الذين اعتقلوا فى سوريا إلا إذا سُمح لهم بزيارات قنصلية لتقلل بذلك من احتمال أن تلبى برلين مطالب قدمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين.
ودعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش تم اعتقالهم ومحاكمتهم.
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية “مبدئيا كل المواطنين الألمان ومن يشتبه بأنه قاتل إلى جانب ما يسمى بتنظيم داعش له الحق فى العودة”.
ولكنها أضافت أن ذلك مشروط بالسماح لمسؤولين من القنصلية بزيارة المشتبه بهم.
وقالت إن العراق أبدى اهتماما بمحاكمة بعض مقاتلى تنظيم داعش من ألمانيا. وأضافت “لكن فى سوريا لا يمكن للحكومة الألمانية ضمان الواجبات القانونية والقنصلية التى يتعين القيام بها تجاه المواطنين الألمان المسجونين بسبب الصراع المسلح هناك”.
وتتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديرا للمقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى بما يقرب من 1200 مقاتل تليها ألمانيا بنحو 1050 شخصا، وقد عاد ثلث المقاتلين الألمان إلى برلين خلال السنوات الأربع الأخيرة.
كانت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه قد أكدت، اليوم الاثنين، إن بلادها لن تتخذ أى إجراء فى الوقت الحالى بناء على دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين لاستعادة مئات من مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى من سوريا، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ “كل حالة على حدة”
فيما يسافر المئات من مواطنى بلجيكا إلى الأراضى السورية والعراقية من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابى، وصدرت بلجيكا مئات المقاتلين خلال الفترة من عام 2010 إلى 2013 لدولتى سوريا والعراق.
كان فريق من الباحثين فى الأمم المتحدة قد كشف عن سفر أكثر من 500 بلجيكى للانضمام إلى صفوف داعش بدءًا من العام 2010، حيث سافر 207 منهم إلى سوريا، و62 منهم لم يستطيعوا الدخول إليها، و 128 استطاعوا العودة إلى بيوتهم في بلجيكا و 77 قُتلوا فى المعارك.
ومع تزايد موجات العائدين من داعش، تزايد القلق داخل بلدان القارة العجوز، وهو ما عكسه تقرير صادر مؤخرا عن وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” والذى شدد على أن المقاتلين الأوروبيين فى صفوف التنظيم الإرهابى يشكلون مصدر تهديد كبير بإمكانه زعزعة استقرار أوروبا بأكملها، وسط تحذيرات من تقديم بعض الدول ومن بينها تركيا، ملاذاً آمناً لهؤلاء المقاتلين.
وحذر تقرير صادر عن المركز الأوروبى لمحاربة الإرهاب مؤخراً من أن ثلث أعضاء تنظيم داعش على أقل تقدير سيختارون خلال الفترة القليلة المقبلة، العودة إلى بلدانهم الأصلية ومن بينهم من سيعود وهو ينتوى القيام بعمليات إرهابية.
وفى تحذير جديد من انتشار الإرهاب داخل الدول الأوروبية ومن بينها أسبانيا، قال معهد إلكانو للدراسات الأمنية إن السجون تعد أحد واحات انتشار الفكر المتطرف فى الآونة الأخيرة، مشيراً إلى السجناء المدانين بالإرهاب خطرهم لا ينتهى فى مراكز الاحتجاز، وإنما يشكلون تهديداً آخر ألا وهو نشر أفكارهم بين المدانين بجرائم جنائية أو جرائم غير إرهابية بشكل عام.
وقال الخبير فى مكافحة الإرهاب، توماس رينارد، العضو فى معهد إيجمونت الملكى للعلاقات الدولية، إنه “بين عامى 2006 و2015 تم وضع اول خطة للسيطرة على المتطرفين ، ولكن بيئة السجن لم تكن أولوية ولم تجذب اهتمام الكثير من وسائل الإعلام، وبعد هجمات 2015 ، تم وضع الخطة الثانية ، والتى تخص مراقبة السجون بشكل خاص من قبل الاجهزة السرية، و فصل السجناء الى وحدات مختلفة، وهى امور ضرورية للسيطرة على الفكر المتطرف.
وقال المعهد فى الدراسة التى نشرتها عدة وسائل إعلام إسبانية، إن 10.5% من الذين أدينوا بنوع من النشاط الإرهابى فى أسبانيا كانوا ينقلون تطرفهم إلى السجناء بجرائم عادية.
فيما دعت قوات سوريا الديمقراطية الدول الغربية لتحمل مسؤولياتها حول المقاتلين الأجانب الذين تم أسرهم خلال معارك مع التنظيم الإرهابى فى سوريا، وذكر عبد الكريم عمر أحد مسؤولى شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد أن نحو 800 مقاتل أجنبي محتجزون في السجون إضافة إلى قرابة 700 زوجة و1500 طفل في مخيمات للنازحين مشيرا إلى أن العشرات من المعتقلين وأقاربهم يصلون يوميا.
نقلا عن اليوم السابع