الإسلام والمسيحية في الأردن، تاريخ طويل من التعايش والوئام
أخبار الأمم المتحدة – حفل سجل الأردن بتاريخ طويل من التعايش والتسامح بين الأديان والذي توج بطرح مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان من قبل الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك الأردن وتبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 2010، لتصبح المبادرة حدثا رسميا تحييه المنظمة الدولية في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط من كل عام.
وتحيي الأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان اعترافا منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، وتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين شعوب العالم.
وبهذه المناسبة، نظمت بعثتا الأردن وإسبانيا فعالية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحضور رموز وشخصيات تمثل مختلف الأديان والطوائف والمذاهب منها الإسلام والمسيحية واليهودية.
الشيخ الدكتور محمد الخلايلة المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية، والأب نبيل حداد المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني، كانا من بين الحاضرين، حيث تحدثت إليهما أخبار الأمم المتحدة في، حوار مطول، عن مشاركتهما في الفعالية ودور المبادرات الأردنية في ترسيخ وتحقيق مسألة التسامح والتعايش بين الأديان.
يقول الشيخ الخلايلة إن “الوئام والحوار بين الأديان والتقارب بين أبناء الديانات من شأنه أن يرسخ في العالم قضايا السلام والسماحة والاعتدال والمودة بين أبناء البشر ليعيش الناس متآخين جميعا.”
ويضيف أن الأصل في تعاون البشر أن يكون على الخير والمودة والاحترام المتبادل والتسامح:
” نحن في حياتنا اليومية نعترف بالآخر ولكن علينا أن نحترم هذا الاعتراف أيضا. ولذلك جاءت هذه المبادرات من المملكة الأردنية الهاشمية… هذه المبادرات لابد أن تنتشر في العالم مما يرسخ في العالم الوئام والمودة والاحترام وبالتالي ينعكس ذلك على السلام العالمي وتعاون البشر.”
أما الأب نبيل حداد فيقول إن بلاده تحمل سجلا طويلا في التعايش بين الأديان:
“ندعو كل ذوي الإرادات الطيبة ونقول لهم تعالوا وانظروا إلى الأردن الذي استحق شرف أن يعمل في هذا العالم من أجل نشر ثقافة العيش المشترك، والمحبة، والوئام والتعايش. نحن نقول إن تقديم هذه المبادرات من قبل جلالة الملك ما كان بإمكانها أن تنجح لو لم يكن في الأردن سجل من التعايش عمره 1400 عام… أصبح الحديث عن الوئام الديني ونشر السلام في هذا العالم جزءا من الدبلوماسية الأردنية.”
ويضيف الأب حداد أن المجتمع الأردني بشقيه المسلم والمسيحي يعيش في وئام ويتقاسم الخبز والحب:
“خلف كل حجر وخلف كل صخرة وتحت كل شجرة رواية تـُروى عن الحب ما بين الأردنيين…الأردن لا توجد فيه فتنة طائفية، فالمسيحيون والمسلمون يتبادلون الحب. الأردني المسيحي يشاطر أخاه المسلم الحزن والفرح. نحن تقاسمنا الخبز والملح وتقاسمنا الحب فيما بيننا.”
ويؤكد الشيخ الخلايلة ما أشار إليه الأب حداد، حيث يقول إن تماسك المجتمع الأردني هو ما جنب المملكة الوقوع في براثن الفتنة والتطرف الديني الذي استشرى في العديد من المناطق المجاورة:
” الأردن عبارة عن جزيرة في بحر متلاطم في منطقة الشرق الأوسط، الصراعات من هنا وهناك وقضية التطرف، لكن الأردن بقي متماسكا بفضل الحالة الأردنية التي يسودها الوئام والاحترام بين أبناء الشعب الواحد.”
ويشير الشيخ الخلايلة إلى أن تحويل النصوص الدينية إلى واقع يحتاج إلى تعاون رجال الدين والقادة السياسيين. فالقادة الدينيون يقع على عاتقهم دور مهم لتوضيح الآيات والنصوص حتى لا يتم “اختطافها من قبل المتطرفين والتكفيريين،” مضيفا أن ارتفاع نسبة التعليم ووجود العلماء المعتدلين في الأردن ساهما في ترسيخ الوئام سواء بين أبناء الدين الواحد أو ما بين الديانات الأخرى.
وبسؤاله حول كيفية تطبيق النصوص الدينية لتصبح واقعا في الحياة اليومية، أجاب الشيخ الخلايلة قائلا:
“تصدير الوئام إلى العالم لا يكون فقط بكلمات. لابد أن يتبنى الجميع منهجا لترسيخ الوئام الديني في العالم مما ينعكس على الأمن والسلام الاجتماعي في العالم بأسره وهذه رسالة الأمم المتحدة. وينبغي أيضا تطبيق العدالة في الأرض بين الأمم والشعوب. لأن تحقيق الاستقرار العالمي يتطلب تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين وإحقاق الحق.”
ويرى الأب نبيل حداد أن “قبول الأمم المتحدة لمبادرة الأردن بشأن أسبوع الوئام يؤكد على أن بذرة الخير التي قدمها الأردن جديرة بأن يقبلها العالم. السلام غاية البشرية والناس بحاجة إلى الحب والسلام والعدل والخير.”
وأكد أن “علينا أن نتذكر أن قمة إيماننا تتجلى في تطبيقنا لأوامر السماء التي تأمرنا باحترام إنسانيتنا.”