الولايات المتحدة تبقي 200 جندي في سوريا.. وترامب يطمئن الأوروبيين
يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى التغلّب على الانتقادات التي وجهت له بعدما اتخذ قراراً مفاجئاً بسحب قواته من سوريا، لاسيما بعدما فشل في اقناع أقرب حلفائه بفكرة نشر قواتهم بدلاً من القوات الاميركية في المناطق التي سينسحب منها.
وفي وقت يتسم الموقف الأميركي في سوريا بالضبابية، حيث يتبدّل موقف ترامب يومياً في هذا الشأن، أعلنت واشنطن أنها ستترك عدداً من جنودها في سوريا تحت عنوان “حفظ السلام”.
200 جندي أميركي.. فقط
وقال البيت الأبيض الخميس، ، إن الولايات المتحدة ستترك “مجموعة صغيرة لحفظ السلام” من 200 جندي أميركي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها، وذلك بعد تراجع ترامب عن سحب القوات بالكامل.
وتم إعلان القرار بعدما تحدث ترامب هاتفياً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال بيان للبيت الأبيض إن الزعيمين اتفقا على “مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة”.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن الإعداد لقرار ترامب يجري منذ فترة. ولم يتضح إلى متى ستظل القوة البالغ قوامها 200 جندي في المنطقة أو متى ستنشر تحديدا.
ترامب طمأن الأوروبيين
ومن شأن الإبقاء على مجموعة صغيرة من الجنود الأميركيين في سوريا أن يمهد الطريق ليتعهد حلفاء أوروبيون بالمساهمة بمئات الجنود للمساعدة في إقامة منطقة آمنة محتملة في شمال شرق سوريا ومراقبتها.
ومن الممكن أن يساعد قرار الإبقاء على قوة حفظ سلام ترامب في التغلب على الانتقادات التي وجهت له بأنه أمر بانسحاب مفاجئ من سوريا يمكن أن يؤدي إلى أن يستعيد تنظيم داعش قوته.
وحتى الآن يحجم الحلفاء الأوروبيون عن الإسهام بقوات إلا إذا حصلوا على التزام ثابت بأن واشنطن لا تزال ملتزمة تجاه المنطقة.
بدورها، تريد تركيا إنشاء منطقة آمنة بدعم لوجيستي من حلفائها وتقول إنه يجب تطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا.
ولم يحدد البيت الأبيض أين ستتمركز القوات. وبالإضافة إلى شمال شرق سوريا تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن الخطة الأولية هي الاحتفاظ بقوات في شمال شرق سوريا والتنف. وأضاف أن التخطيط لا يزال جاريا وقد تطرأ تغييرات.
وفي هذا السياق، كشف مسؤولون أميركيون لرويترز بأن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان حين كان في ميونيخ الأسبوع الماضي عقد اجتماعا بشأن سوريا مع مجموعة صغيرة من وزراء الدفاع، حيث تحدثوا عن الحاجة لنوع من الترتيب الأمني في شمال شرق سوريا بعد رحيل الولايات المتحدة. ويجتمع شاناهان مع نظيره التركي يوم الجمعة.
ترحيب محلي.. وكردي!
وتعليقاً على إعلان البيت الأبيض، أصدر السناتور الأميركي لينزي جراهام بياناً أشاد فيه بقرار ترامب الاحتفاظ بقوة أميركية صغيرة في سوريا،قائلا إن الرئيس أخذ بالنصيحة العسكرية السليمة التي ستساعد في تفادي المشاكل التي واجهتها الولايات المتحدة بالعراق.
من جهتها، رحبت الإدارة التي يقودها الأكراد والتي تدير مساحة كبيرة من شمال سوريا بقرار الولايات المتحدة، قائلة إن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضا.
وقال عبد الكريم عمر أحد مسؤولي العلاقات الخارجية في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة لرويترز “نقيم قرار البيت الأبيض بالاحتفاظ بمئتي جندي لحفظ السلام في المنطقة… إيجابيا، ويمكن هذا القرار يشجع الدول الأوروبية الأخرى وخاصة شركاؤنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أيضا (على) الاحتفاظ بقوات في المنطقة”.
وأضاف “أعتقد أن بقاء هذه القوات في هذه المنطقة، ريثما تحل أزمة البلد سيكون حافزا وداعما ووسيلة ضغط أيضا على دمشق لكي تحاول جديا في أن يكون هناك حوار لحل الأزمة السورية”.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية دعت إلى بقاء قوة دولية يتراوح عدد أفرادها بين ألف و1500 جندي للمساعدة في قتال داعش.
اجلاء مدنيي الباغوز
في موازاة الحراك السياسي، غادر عدد كبير من شاحنات تحمل مدنيين، من آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا اليوم الجمعة.
ولم يتضح إن كان هناك مدنيون باقون في المنطقة التي تسيطر عليها داعش والتي تريد قوات سوريا الديمقراطية إخراج غير المقاتلين منها قبل هجوم للسيطرة عليها.
والباغوز هي آخر جيب للدولة الإسلامية في منطقة وادي الفرات التي أصبحت آخر معقل مأهول للتنظيم في العراق وسوريا بعدما خسر مدينتي الموصل والرقة في 2017، وهي تقع على حدود سوريا مع العراق.
وعملت قوات سوريا الديمقراطية على طرد المتشددين من منطقة الوادي وفرضت حصارا عليهم في الباغوز قرب الحدود العراقية لكنها لا تريد شن هجوم نهائي إلا بعد إجلاء كل المدنيين.
وكالات