تصعيد بالجزائر.. عشرات الآلاف يطالبون بوتفليقة بالتنحي بمشاركة جميلة بوحيدر

 

محرر النشرة الدولية –

دعا عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدة مدن بأنحاء الجزائر يوم الجمعة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التنحي في أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة منذ احتجاجات الربيع العربي قبل ثماني سنوات.

وقال مصدر رسمي جزائري لـ”يورونيوز” إنّ طائرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عادت من جنيف إلى الجزائر من دون وجوده على متنها. وأضاف المصدر أن الرئيس الجزائري استدعى أمس مستشاره الديبلوماسي ووزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة إلى جنيف للتفاوض حول إمكانية تعيين الأخير رئيساً لوزراء البلاد.

وأكد شهود عيان بأن الاحتجاجات كانت سلمية في معظمهما لكن مشادات وقعت قرب القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر بعد تراجع أعداد المتظاهرين عصر يوم الجمعة، وقد لفت مشاركة أيقونة ثورة تحرير الجزائر، جميلة بوحيرد مع المتظاهرين بقلب العاصمة، ووسط ترحيب وحماس كبيرين من قبل المشاركين.

 

 

وقال التلفزيون الجزائري الرسمي، دون الخوض في تفاصيل، إن عددا من المحتجين ورجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في العاصمة.

وفي وقت سابق غصت الشوارع بالمتظاهرين وبينهم شبان ومسنون عقب صلاة الجمعة ينادون برحيل بوتفليقة ويهتفون ”سلمية.. سلمية“. ولوح كثير منهم بالعلم الجزائري ورفعوا شعارات ولافتات.

وبدأت في الأسبوع الماضي احتجاجات ضخمة نادرة الحدوث في الجزائر ضد اعتزام بوتفليقة الفوز بفترة رئاسية خامسة خلال انتخابات أبريل نيسان لكن مظاهرات يوم الجمعة كانت الأكبر حتى الآن.

وأصيب بتوفليقة (81 عاما) بجلطة في عام 2013 ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة. وأثار سعيه لإعادة انتخابه استياء بين الجزائريين الذين يرونه غير مؤهل صحيا للحكم.

وقال حمدان سالم وهو موظف في القطاع العام (45 عاما) ”انظروا للشباب الجزائري.. كل ما يطالبون به هو رئيس قادر على أداء مهامه ويمكنه أن يتحدث إلى الشعب“. وقالت خديجة التي شاركت في الاحتجاجات مع زوجها وأطفالها ”عشرون عاما كافية“.

وكانت من بين المحتجين واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا في الفترة من 1954 وحتى 1962 وهي جميلة بوحيرد التي تبلغ من العمر الآن 83 عاما. وقالت للصحفيين ”أنا سعيدة لأنني هنا“.

وبعد ساعات من السير، بدأ كثير من المحتجين في العودة إلى منازلهم لكن ظل آخرون في أماكنهم يرقصون ويرددون الأغاني.

وقال علي سلمي ”إنه احتفال وليس احتجاج. نحن نحتفل بميلاد الجزائر من جديد“. وقال شاب آخر يدعى محمد سعدي ”معركتنا ستستمر حتى الفوز“.

وفي وقت لاحق أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز قوات الأمن تواجه محتجين في شارع قرب القصر الرئاسي بعد إطلاق قنابل غاز. وقال شهود إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط مصابين من الجانبين.

وقال سكان ووسائل إعلام محلية إن مدنا أخرى في البلاد شهدت احتجاجات منها وهران وسطيف وتيزي وزو والبويرة وقسنطينة.

ولم يوجه بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين يوم السبت، أي خطاب مباشر للمحتجين. وقالت السلطات إنه سيسافر إلى جنيف لإجراء فحوص طبية لم يكشف عنها على الرغم من عدم صدور تأكيد رسمي بشأن سفره.

وتناولت محطات تلفزيونية محلية الاحتجاجات لكن لم ترد تغطية مباشرة. وحتى ظهر يوم الجمعة، لم تكن وكالة الأنباء الرسمية ذكرت شيئا عن المسيرات. وبدأت وسائل إعلام رسمية يوم الثلاثاء في تغطية الاحتجاجات بعدما ضغط صحفيون على إداراتهم.

ولسنوات تجنب كثير من الجزائريين الحديث العلني في السياسة خشية التعرض لمشاكل مع الأجهزة الأمنية أو لأنهم ببساطة فقدوا اهتمامهم بالشأن السياسي بعد أن بقيت بلادهم تحت إدارة نفس الرجال الذين تولوا الحكم بعد حرب التحرير ضد فرنسا.

وردد البعض يوم الجمعة هتاف ”الشعب يريد إسقاط النظام“ وهو من هتافات الربيع العربي في 2011 الذي شهد الإطاحة بقادة مصر وليبيا وتونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى