في بطن النملة* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
تعظم الدول أحداثها الوطنية وتجعلها في منزلة عالية ورفيعة وتجرم المساس بها والتقليل من شأنها.
هذا ما جرت عليه الدول وهو العرف السائد في العالم الحديث وذلك من أجل تعظيم الإحساس الوطني لدى المواطنين، ومن أجل ربط المواطن بوطنه وتربيته على احترامه وحبه وتقدير مناسباته وأحداثه الوطنية.
هذا ما هو سائد ومعروف في العالم، إلا عندنا مع الأسف، فحكومة الكويت لا ترى في تلك الأحداث الوطنية العظيمة ما يستحق احترامها وتركت الحبل على الغارب لكل عابث مستهزئ يعبث ويهزأ كما يشاء بالمناسبات والأحداث الوطنية، وأهمها تحرير الكويت من الاحتلال العراقي البغيض.
في العام الأول للتحرير أو ربما في العام الذي تلاه، والجرح مازال نديا، كتبت منتقدا وزارة التربية التي أعلنت أنها تعاقدت مع مدرسين من إحدى دول الضد للتدريس في مدارسنا، رغم أن تلك الدولة اتخذت مؤيدا للمحتل.
فوجئت بعد نشر المقال باستدعاء لي من النيابة العامة بناء على شكوى تقدمت بها وزارة الإعلام، بحجة «الإساءة لدولة شقيقة»!!
وبناء عليه فإنني أتمنى على وزارة الإعلام أن تعتبر «دولة الكويت» «دولة شقيقة» فتشكو من يسيء إليها من أبنائها ويستهزئ بذكرى التحرير ويجترح بطولات خرافية لنفسه ليوهم الناس أنه هو سبب التحرير ولولاه لما تحررت البلاد!!
ومع الأسف فإن هذا الأمر تكرر أكثر من مرة ومن أكثر من شخص وعلى مدى سنوات.
فقبل سنوات خرج أحدهم ليجعل نفسه أهم من «غورباتشوف» قائد عملية تحرير الكويت، وصغر كثيرا من شأن ذلك القائد العسكري الفذ لينصب نفسه بديلا عنه!! رغم أن هذا «البطل» المزعوم لم يكن أساسا موجودا في الكويت أثناء حرب التحرير.
وبسبب السكوت عن هذا المدعي وعدم زجره أو شكايته، تجرأ آخرون فزايدوا على قوله، حيث قال احدهم إنه هو من كان يعطي الإشارة لقوات التحالف لقصف تجمعات الجيش العراقي!!
أما الأقمار الصناعية التجسسية والتي ترصد حركة النملة في بطن أمها فقد ذهبت هباء أمام قدرات هذا الفذ.
هذا عبث واضح واستهزاء بأهم حدث وطني في تاريخ الكويت يجب عدم الاستهانة به ومعاقبة العابثين به.