زيارة روحاني للعراق تثير التكهنات بشأن مستقبل علاقات البلدين
النشرة الدولية –
أثارت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، تكهنات بشأن سياسة إيرانية جديدة ربما ستعتمدها في العراق، ترتكز على إبعاد الملف العراقي عن الحرس الثوري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وربطه مباشرة بمراكز القرار الرسمية.
ويجري الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارة إلى العراق منذ الاثنين، التقى خلالها رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وأعلن الطرفان عن جملة من الاتفاقات الاقتصادية في مختلف المجالات.
لكن مختصين يرون في الزيارة جوانب غير ملفات الاقتصاد والتجارة وتخفيف العقوبات الأمريكية على طهران، فهناك ما هو أبعد من ذلك، خاصة على صعيد السياسة الإيرانية في العراق، واعتماد آليات جديدة في التعاطي مع الملف العراقي، في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة.
فعلى صعيد العمليات العسكرية ضد تنظيم ”داعش“، تراجع نفوذ التنظيم بشكل كبير، في مختلف المناطق التي كان يسيطر عليها، وبالتالي ليست هناك حاجة إلى دعم إيراني عسكري كبير في هذا المجال، ما يعني تراجع دور رجال العسكر والحرس الثوري في الملف العراقي، وإن كانت هناك مليشيات مسلحة ما زالت على ارتباط وثيق بالحرس الثوري، وتتلقى دعمًا منه، إلا أن هذا الارتباط ربما سيضعف بمرور الوقت مع انتفاء المبررات مع انحسار التهديد الذي كان يمثله التنظيم المتشدد.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ”النهرين“ ياسين البكري، أن ”زيارة روحاني قد تقرأ بمنظور آخر، ملخصه أن ملف العلاقة مع العراق نُقلَ من يد الحرس الثوري إلى يد الرئاسة ووزارة الخارجية، وهذا تحوّل مهم بعد فترة طويلة من سيادة ملفات الحرب على العلاقة بين الطرفين، خاصة بعد دخول داعش والظهور العلني للجنرال سليماني في المشهد السياسي العراقي“.
وقال البكري لـ“إرم نيوز“، إنه ”قد يكون هذا التحول لو استمر، نتاج مراجعة إيرانية لطبيعة العلاقة مع العراق وأدواتها، وترتكز تلك المراجعة على نقطتين؛ الأولى وطأة العقوبات الاقتصادية على إيران ومحاولتها إرسال رسائل للخارج بأنها مستعدة لتغيير سلوكها في العراق، والثاني، تطور الوعي الشعبي في الجنوب ضد الدور الإيراني، وهو ما ظهر بوضوح لدى حرق القنصلية الإيرانية في البصرة الصيف الماضي“.
وما زاد من ترجيحات المحللين والمراقبين هو تقليد المرشد الأعلى خامنئي للجنرال سليماني ”وسام ”ذو الفقار“، الذي يعتبر أرفع الأوسمة في إيران، بالتزامن مع زيارة روحاني، وهو ما اعتُبر شبيهًا بمكافأة نهاية الخدمة، وإزاحته عن ملف العراق.
وبحسب البكري فإنه ”من هنا تأتي زيارة روحاني للسيستاني وقبول الأخير بها كتتويج لهذا المسار، خاصة وأن المرجع الأعلى يرفض منذ سنوات مقابلة السياسيين، ما يوحي بأن هناك تعهدات إيرانية بتغيير طبيعة العلاقة مع العراق، على الأقل على المستوى الشكلي“.
ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن علي آلفونه الباحث الزائر بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن ”طهران وحلفاؤها في بغداد ودمشق حققوا النصر في الحرب على الدولة الإسلامية لكن الجمهورية الإسلامية تخاطر بخسارة (ثمار) السلام“.
وأضاف ”بخلاف الشركات الروسية، تحاول الشركات الإماراتية جاهدة الحصول على موطئ قدم في العراق وسوريا وهو ما سيحرم الشركات الإيرانية من جني ثمار جهدها إبان الحرب“.
لكن يبقى إنهاء نفوذ إيران في العراق مهمة صعبة. فقد صعدت طهران عبر سياسيين عراقيين حلفاء، ومجموعات مسلحة شبه عسكرية، لتصبح القوة المهيمنة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين عام 2003.