الأخضر الابراهيمي يتحمل مسؤولية إحتواء الأزمة الجزائرية
النشرة الدولية –
قد تكون المهمة التي يحمل أعباءها حالياً الدبلوماسي الجزائري المخضرم، الأخضر الإبراهيمي، آخر مهام يتولاها وخاتمة مسيرة طويلة من العمل السياسي والدبلوماسي .
هذه المهمة تتمثل في قيادة مؤتمر يركز على مناقشة المستقبل السياسي للبلاد، ولكنها تحمل عبئاً إضافيا خاصاً لأنها تتمحور حول منع انزلاق بلده نحو الفوضى والعنف اللذين تعيشها عدد من الدول العربية بعد أن عجزت النخب الحاكمة في التعامل بحكمة وحنكة مع احتجاجات وغضب الشارع.
يحمل الإبراهيمي، البالغ من العمر 85 عاماً وأحد حكماء العالم، تجربة زاخرة في العمل الدبلوماسي في العالمين العربي والإسلامي والدولي، خلال عمله مساعدا للامين العام للجامعة العربية خلال ثمانينيات ووزيرا لخارجية الجزائر في التسعينيات القرن الماضي.
على الابراهيمي أن يستفيد إلى الحد الأقصى من التجربة الطويلة التي راكمها خلال عقود عديدة ليحدد المسار السياسي الآمن الذي يمكن تسلكه الجزائر كي تتفادي مصير ليبيا وسوريا واليمن وتكرار تجربة “عشريتها السوداء”.
فشل
في أعقاب فشل الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، في التوصل إلى وقف لاطلاق نار في سوريا تمهيدا لبدء حوار سياسي لحل الأزمة السورية، تم تكليف الابراهيمي بمهمة المبعوث العربي والأممي في آب/ اغسطس 2012.
بعد عامين كاملين من العمل الدبلوماسي والمفاوضات استقال الإبراهيمي أيضاً بعد إخفاقه في التوصل إلى وقف إراقة الدماء والتوصل إلى حل سلمي للحرب الأهلية.
كما كان الإبراهيمي مبعوثاً للجامعة العربية في التوسط لانهاء الحرب الأهلية اللبنانية والحكومة السورية طرفاً أساسيا في الحرب الأهلية اللبنانية.
كما لعب دوراً كبيراً في الجهود الدولية التي هدفت إلى إعادة الاستقرار لأفغانستان والعراق بعد الإطاحة بحكمي كان من صدام حسين في العراق عام 2003 وطالبان في أفغانستان عام 2001 من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
فقد كان الابراهيمي أرفع مسؤول للامم المتحدة في افغانستان خلال فترة حكم طالبان، ثم عين مرة أخرى هناك عام 2001 ليلعب دوراً رئيسياً في التوصل إلى أول دستور لافغانستان بعد طالبان.
وتضمنت مهامه مع الأمم المتحدة أيضا العمل مبعوثا لجنوب أفريقيا قبل انتخابات 1994 التي وصل بنتيجتها نيلسون مانديلا إلى السلطة ومبعوثاً أممياً إلى هاييتي حيث كان أرفع مسؤول للأمم المتحدة هناك ما بين 1994 و1996.
كما مثل الابراهيمي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وليبريا ونيجيريا والسودان.
وبين فترتيه في أفغانستان تولى الابراهيمي رئاسة فريق مراجعة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وانتقد في تقرير أعده في هذا المجال الأمم المتحدة لفشلها في التصرف في مواجهة المجازر في رواندا عام 1994 وفي البوسنة وسربرينتسا عام 1995، وأوصى التقرير بتعديل شامل لعمليات حفظ سلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وأثار الابراهيمي جدلاً أيضا خلال فترة عمله في العراق حين قال إن السياسات الإسرائيلية هي “أخطر سم في المنطقة”، وقالت إسرائيل إن تلك التصريحات “غير لائقة إطلاقاً” من مسؤول رفيع في الأمم المتحدة.ورغم أنه تقاعد رسميا عام 2005 إلا أنه ظل نشطاً كمحاضر ومشارك في منظمات غير ربحية تهتم بالعلاقات الدولية.
كما تولى مهام خاصة للأمم المتحدة مثل رئاسة لجنة التحقيق في تفجير مكاتب المنظمة الدولية في ديمسبر/كانون الاول 2007.
والابراهيمي عضو في جماعة “الكبار”، وهي مجموعة من زعماء العالم أسسها مانديلا عام 2007 بهدف نشر ثقافة السلام وحقوق الانسان، وفي 2010 زار سوريا وغزة ومصر والاردن ممثلا للجماعة.
ولد الابراهيمي في الجزائر عام 1934 واشترك في النضال من أجل تحرير بلاده من الاستعمار الفرنسي عام 1956 حيث كان ممثلاً لجبهة التحرير الوطنية في جنوب شرق آسيا لمدة خمس سنوات.
وبعد الاستقلال عمل سفيراً للجزائر في مصر وممثلها الدائم في الجامعة العربية في القاهرة من 1971 الى 1979، ثم عمل أيضا سفيراً لبلاده لدى بريطانيا.
درس الابراهيمي القانون والعلوم السياسية في الجزائر وفرنسا، ويتحدث العربية والانجليزية والفرنسية بطلاقة، ومتزوج وله ثلاثة أبناء.
المصدر: بي بي سي