العالم يقاطع بوينغ ماكس 8 باستثناء أميركا وكندا

النشرة الدولية –

رغم إغلاق معظم دول العالم أجواءها بوجه طائرات بوينغ ماكس 8، لا تزال الأجواء في الولايات المتحدة وكندا مفتوحة أمام هذا الطراز من طائرات نقل الركاب.

وكانت الصين من أوائل الدول التي أغلقت مجالها الجوي وطلبت من الشركات تعليق استخدام بوينغ ماكس 8، وسط مخاوف من تكرار حادثتا تحطم راح ضحيتهما مئات الضحايا في غضون أشهر قليلة، إذ توفي 346 راكبا في حادثتي تحطم طائرة تابعة للخطوط الإثيوبية وطائرة في إندونيسيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.

وهناك حوالي 350 طائرة بوينغ 737 من طرز ماكس 8 تعمل لدى 54 شركة طيران.

ونشرت هيئة الطيران الفدرالية تغريدة تؤكد فيها السماح بتحليق هذا الطراز من الطائرات لعدم وجود دلائل تشير إلى مشاكل في أداء طائرات بوينغ 737 ماكس.

قررت بريطانيا وألمانيا وسلطنة عمان وسنغافورة وأستراليا وماليزيا والإمارات والكويت إغلاق مجالها الجوي أمام طائرات البوينغ 737 ماكس في أعقاب حادثين داميين في أقل من ستة أشهر لهذا الجيل الجديد من الطائرات، فيما طلبت الولايات المتحدة تعديلات عاجلة من الشركة المصنعة.

وقد تحطمت طائرة 737 ماكس 8 للخطوط الجوية الإثيوبية الأحد في جنوب شرق أديس أبابا بعيد إقلاعها، ما أدى إلى مقتل 157 شخصا كانوا على متنها.

وبعد ساعتين من إعلان شركة فلاي دبي الإماراتية استمرار ثقتها بصلاحية أسطولها من بوينغ 737 ماكس 8، قال متحدث باسم الشركة: “وفقا لتعليمات الهيئة العامة للطيران المدني، تم تعليق العمل بأسطول فلاي دبي من طائرات بوينغ 737 ماكس 8 وماكس 9، والذي يتألف من 11 طائرة بوينغ 737 ماكس 8 وطائرتين من ماكس 9” .

وقالت الشركة في بيان إنها “تقوم بتعديل جدول رحلاتها لتقليل تأثير ذلك على المسافرين وستقوم بتشغيل رحلاتها من خلال أسطولها من طائرات بوينغ 800-737 الجيل الجديد”، مضيفة أنه عند إلغاء أي رحلات ستقوم بالاتصال بالمسافرين مباشرة.

وأعلنت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتية تعليق تشغيل الطائرات من طراز بوينغ 737 ماكس 8، وعبورها أجواء البلاد “حتى إشعار آخر” حسب وكالة الأنباء الكويتية.

وقررت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات منع عمليات جميع طائرات بوينغ 737 ماكس 8، في الأجواء الإماراتية اعتبارا من الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش، الأربعاء 13 آذار/مارس، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية.

وقالت الهيئة إن قرار المنع إجراء احترازي يهدف إلى حماية السلامة في الجو وعلى الأرض، وإنها ستواصل مراقبة الوضع وإعادة تقييمه عند الحصول على مزيد من المعلومات حول حادث الطائرة الإثيوبية.

وأفادت وكالة بلومبيرغ بأن أوروبا تستعد لمنع الرحلات الجوية التي تستخدم طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس 8 في خطوة قد تؤدي إلى تحرك دولي بمنع تحليق هذه الطائرات الأميركية في أعقاب تساؤلات حول السلامة إثر حادث الطائرة الإثيوبية.

واتخذت بريطانيا قرارا بتعليق استخدام بوينغ ماكس في ظل عدم توفر معلومات كافية من الطائرة الأثيوبية المنكوبة. وأصدرت سلطات الطيران المدني البريطانية تعليمات “بمنع أي طائرة ركاب تجارية تابعة لأي شركة من الوصول أو مغادرة أو التحليق في المجال الجوي البريطاني”.

ونقلت بلومبورغ عن مصدر مطلع أن الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تعتزم اتخاذ خطوة مماثلة.

وقالت الإمارات إنها تدرس اتخاذ خطوة مماثلة، بعد ما ذكرت شركة طيران فلاي دبي الإماراتية إنها لا تزال واثقة من صلاحية أسطولها من بوينغ 737 ماكس.

وفي الولايات المتحدة لم تأمر إدارة الطيران الفدرالية الأميركية بوقف استخدام بوينغ 737 ماكس، وقالت في بيان إن “تقارير خارجية تتحدث عن تشابه حادث الطائرة الأثيوبية مع حادث الطائرة التابعة لخطوط لاين إير الإندونيسية” الذي وقع قبل أقل من ستة أشهر.

وأضافت إدارة الطيران أن “التحقيق بدأ للتو ولحد الآن لم نتوصل بالبيانات للخروج بأي استنتاجات أو اتخاذ إجراءات”.

لكنها قالت إنها تتوقع أن تلزم بوينغ بإتمام تحسين نظام التحكم في طائرات ماكس 8، والذي كان حادث الطائرة الإندونيسية وراء المطالبة به، بحلول نهاية الشهر الجاري.

وأعربت شركتا ساوث ويست وأميريكان الأميركيتان عن ثقتهما في أسطولهما من طائرات بوينغ ماكس.

جيم هول الذي تولى رئاسة المجلس الوطني لسلامة النقل ما بين 1994 و2001، قال إن على بوينغ وإدارة الطيران الفدرالية تعلقي تحليق الطائرات المذكورة مشيرا إلى أن حوادث التحطم أثارت مخاوف حول السلامة.

وأضاف هول في تصريح لصحيفة “يو أس إيه توداي” أن ماكس 8 تمثل الجيل الأحدث للطائرات التي تصنع وتباع للعديد من الدول لذلك فإن من الأساسي تحديد الخلل قبل إعادة الكثير منها إلى الأجواء. وأشار إلى أنه “في حال وجود أي مشاكل نظامية أو على علاقة بعمليات الكمبيوتر في الطائرة، يمكن إصلاحها. إن تلك هي الخطوة الحكيمة التي ينبغي اتخاذها”.

وطالب مشرعون أميركيون بتعليق تحليق طائرات بوينغ ماكس 8 بينهم الديمقراطيون إليزابيث وارن ودايان فاينستاين وريتشارد بلومانثل والجمهوري ميت رومني.

وقالت شركة بوينغ الثلاثاء إن لديها “ثقة تامة” في سلامة طائرات 737 ماكس بغض النظر عن تعرض اثنتين منها لحادثي تحطم منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي ما دفع عددا من الدول وشركات الطيران إلى تعليق تحليقها.

وقالت بوينغ في بيان “نتفهم أن وكالات المراقبة والعملاء اتخذوا قرارات يرون أنها الأنسب لأسواقهم المحلية”، مضيفة أن الإدارة الأميركية للطيران المدني “لم تأمر بأي خطوة في الوقت الراهن، وبناء على المعلومات المتوفرة حاليا ليس لدينا أي قاعدة لإصدار توجيه جديد للمشغلين (الطيارين)”.

أعلنت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA) الاثنين أن الولايات المتحدة ستفرض على شركة بوينغ إجراء تعديلات على طرازي 737 ماكس 8 و737 ماكس 9.

وأوضحت الهيئة التي قررت السماح لطراز 737 ماكس 8 بمواصلة التحليق، أنها طلبت من شركة بوينغ القيام بالتعديلات “قبل نهاية نيسان/أبريل” في بعض البرمجيات وفي برنامج التحكم المسمى “نظام تعزيز خصائص المناورة” (أم سي ايه أس) المصمم من أجل تفادي سقوط الطائرة إلى جانب تحديث الكتيب المخصص لتدريب قادة الطائرات.

وتأتي الخطوة بعد كارثتي تحطم خلال أقل من ستة أشهر دفعتا العديد من الدول وشركات إلى وقف استخدام هذا النوع من الطائرات.

وتشمل الدول التي أعلنت حتى الآن وقف استخدام طائرات 737 ماكس-8 كلا من سنغافورة والصين وإندونيسيا وكوريا الجنوبية ومنغوليا وأستراليا.

أما شركات الطيران التي أوقفت استخدام هذه الطائرات في رحلاتها فبينها الخطوط الجوية الإثيوبية وخطوط “كايمان إيروايز” في جزر الكايمان و”كومير” في جنوب إفريقيا و”إيرمكسيكو” في المكسيك و”غول” في البرازيل وإيرولينياس في الأرجنتين.

في المقابل، قالت شركة طيران فلاي دبي الإماراتية إنها لا تزال واثقة من صلاحية أسطولها من بوينغ 737 ماكس. وأضافت “لا يلزم اتخاذ أي إجراء إضافي في هذا الوقت” بشأن هذه الطائرات التي تشكل العمود الفقري في أسطول شركة النقل المملوكة لحكومة دبي.

وتعد مأساة تحطم طائرة الخطوط الإثيوبية الأحد نكسة جديدة كبرى للمصنع الأميركي ومصدر قلق للمستثمرين. وخسرت أسهم بوينغ 5.36 الاثنين في وول ستريت.

ولو جرى وقف الاستخدام التام لجميع طائرات 737 ماكس 8، لكان ذلك ضربة كبيرة لبوينغ من حيث حجم المبيعات والأرباح مع تواجد 350 طائرة من هذا الطراز في الخدمة منذ 2017.

وطائرة 737 ماكس هي من مواضيع المفاوضات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، إذ تطلب واشنطن من بكين زيادة طلبها على تلك الطائرات من أجل تعديل الميزان التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، بحسب الصحافة الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى