«البزون».. الديموقراطي* صلاح الساير
النشرة الدولية –
عرفت الأسواق سجائر القط الأسود، وفي العراق يطلقون على القط اسم «بزون» وكانت قد اشتهرت بين الناس افكوهة عن الرجل الذي دخل مطعما في العراق وطلب «رز ومرق لحم» وبعد أن جلبوا له الرز والمرق «خاليا من اللحم» ذهب غاضبا الى مدير المطعم يشكو له الغش، فلاحظ المدير ان الزبون يدخن سجائر «القط الاسود» فرد عليه مستنكرا غضبه قائلا: «وهل يوجد بزون في سجاير ابو البزون؟ حتى حضرتك تزعل علينا.. نحن مثلهم نبيع مرق لحم بدون لحم»، وسارت هذه التخريجة الغريبة مسار الامثال بين الناس. فالذي يريد أن يشير إلى انتفاء المصداقية من الاسم أو الشعار المعلن يقول ان في سجائر القط لا يوجد قط أو بزون.
عادت هذه النكتة من جديد في الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي حملت صناديقها المرشح دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة مقابل ضياع حلم الحزب الديموقراطي بالاستمرار في قيادة الأمة الأميركية وفشل انتقال مرشحة الحزب هيلاري كلينتون الى البيت الأبيض.
فهذا الحزب العتيد واسمه «الديموقراطي» يبدو انه مثل «سجائر ابو البزون ليس فيه بزون» فلا هو ديموقراطي ولا هم «يتدمقرطون» فمنذ خسارته في تلك الانتخابات وهو يغلي في المرجل وكأن البيت الابيض ميراث خاص به.
الديموقراطيون وعبر سائر منصاتهم ودوائر نفوذهم التقليدية لم يتقبلوا الخسارة التي اثبتت خطأ توقعاتهم، حيث اختلف حساب الحقل عن حساب البيدر وفاز في السباق رئيس يشبه أمواج سونامي. ومذاك والولايات المتحدة الأميركية تعيش صراعا داخليا يذكرنا بالصراع المصاحب، عادة للانتخابات، مع فارق مهم وخطير وهو ان أحد طرفي الصراع رئيس فعلي للدولة ويحمل مسؤوليات ثقالا.
ومن يتابع صراع الديكة الأميركية يمكن ان يلحظ وهن التراشقات وخفتها ومحاولات التصيد في الماء العكر. لتتأكد مقولة مدير المطعم العراقي عن سجاير ابو البزون.. الديموقراطي.
الأنباء الكويتية