مجلس الأمن يدين مجزرة المسجدين.. وتقارير نيوزيلندية تعتبرها الأسوء منذ 1943

النشرة الدولية – هبة المغربي + وكالات –

أدان أعضاء مجلس الأمن بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي الشنيع والجبان الذي وقع في مسجد النور ومسجد لينوود في كرايستشيرش ، نيوزيلندا، اليوم الجمعة، وأسفر عن مقتل 49 شخصًا وجرح العديد، معربين عن تعازيهم لأسر الضحايا ولحكومة نيوزيلندا وتمنىوا الشفاء العاجل والكامل للذين أصيبوا.

وشددوا  على ضرورة مساءلة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية البغيضة ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم إلى العدالة ، وحثوا جميع الدول ، وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، إلى التعاون بنشاط مع حكومة نيوزيلندا وجميع السلطات الأخرى ذات الصلة في هذا الصدد، مؤكدا على ضرورة قيام جميع الدول بمواجهة الارهاب بكل الوسائل ، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولي ، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين والقانون الإنساني الدولي والتهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان عن طريق الأعمال الإرهابية.

تقارير صحفية نيوزلندية

وعلى صعيد آخر،وصفت تقارير صحفية نيوزلندية الهجوم المروّع الذي تعرّض له مسجدان في مدينة كرايست تشيرش في جزيرة ساوث آيلاند بنيوزيلندا، بالأسوء منذ 1943.

وقد ذكرت صحيفة “heute” النمساوية أنّ المهاجم الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاماً نشر بياناً على وسائل التواصل الإجتماعي يحرّض على القتل.

وقال مفوض الشرطة مايك بوش، في مؤتمر صحافي، إنّ “إجمالي الضحايا 49 قتيلاً”، مشيراً إلى “اتهام شخص واحد في أواخر العشرينات بتهمة القتل”. وأضاف: “هناك شخص سوف يُقاضى يوم الغد، وثمّة إثنان آخران عثر بحوزتهما على أسلحة نحقق بصلتهما بالحادث”، مؤكّداً أنّ “الهجوم كان مخطط له بعناية”.

وكانت رئيس الوزراء النيوزيلاندية، جاسيندا أرديرن، أعلنت “رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى”، مؤكّدةً أنّ “الشرطة ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أيّ قائمة من قوائم المراقبة”.

17 دقيقة
ورصدت صحيفة شبكة “فوكس نيوز” الأميركية ما وصفته بـ”17 دقيقة من الموت”، والتي هاجم فيها المسجدين. وقالت الشبكة الأميركية إنّ إطلاق النار، بدأ في حوالي الساعة 01:45 مساء بالتوقيت المحلي، وتحديداً في وقت صلاة الجمعة عند المسلمين في المدينة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن شهود، قولهم إنّهم شاهدوا رجلاً يرتدي ملابس سوداء يقتحم المسجد، قبل أن يبدأ إطلاق النار، ثم يتجه إلى مسجد مجاور فيما بعد. ونقلت عن شاهد العيان الذي يقيم بجانب المسجد، ويدعى، لين بنها، قوله إنّه رأى رجلاً يرتدي ملابس سوداء يدخل المسجد ثمّ سمع العشرات من الطلقات، وتبع ذلك فرار أشخاص من المسجد في حالة رعب.

وقال الشاهد: “خرج بعدها المسلح من المسجد، وأسقط ما يبدو أنه سلاح نصف آلي ثم فر هاربا”. وتابع: “رأيت قتلى في كلّ مكان. كان هناك 3 عند المدخل وعند الباب المؤدي إلى المسجد وأشخاص داخل المسجد”. ومضى يقول: “إنّه أمر لا يصدق. أنا لا أفهم كيف يمكن لأيّ شخص أن يفعل هذا لهؤلاء الناس، لأيّ شخص. إنّه أمر عبثي”. وقال بنها إن المسلح كان أبيض البشرة وكان يرتدي خوذة ونوعا من المعدات على رأسه، مما منحه مظهرا عسكرياً.

نار جهنم
كما نقلت صحيفة “نيوزيلندا هيرالد” النيوزلندية عن أحد الناجين من مجزرة مسجد النور، ويدعى نور حمزة، قوله: “عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد”. وأضاف: “استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل، ثمّ ظهرت الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، وشاهدت الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد، ولم أصدق عيني عندما شاهدت أكوام الجثث بالمسجد”. وقالت الصحيفة النيوزلندية إنّ حمزة كان يقف مذهولاً مرعوباً، وملابسه مغطاة بالدماء في مشهد مروع، وكان يقول كلمتين فقط “يوم أسود”.

وفي مشهد آخر، ذهب رحيمي أحمد، البالغ من العمر 39 عاماً لآداء صلاة الجمعة في مسجد النور مع ابنه، الذي يبلغ من العمر 11 عاماً كما يفعل كل أسبوع، لكنّه لم يعد، بحسب تصريحات زوجته أزيلا، التي قالت إنّها تلقت مكالمة من صديقتها تقول إن ابنها آمن شاهد رحيمي وابنها داخل المسجد وقت إطلاق النار.

وروت الزوجة واقعة وصفتها الصحيفة بالمأساوية، بأن الطفل كان يلعب خارج المسجد وقت الهجوم، ووقت إطلاق النار أمسك به أحد المصلين الفارين ودخلوا إلى منزل مجاور، بينما مصير الأب غير معلوم حتى وقت كتابة التقرير.

وقال، خالد النوباني، وهو أحد الناجين من مسجد آخر حيث وقع هجوم إرهابي أيضا، إن “منفذ الهجوم دخل المسجد ومعه بندقيتين وبدأ بإطلاق النيران على الجميع”. مضيفا “كان يتكلم بكلمات بذيئة، وأشعل الموسيقى واتصل بأصدقائه، فهمت منها كلمتين فقط نار جهنم لكم أيها المسلمون”.

نية مبيتة
وأظهرت مقاطع فيديو منسوبة إلى منفذ الهجوم أن نيته كانت مبيتة لشن الهجوم على المسجدين. ونشرت تقارير إخبارية عدة أنّ منفذ هجوم إطلاق نار داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية، اليوم الجمعة، سجيل فيديو مباشر على فيسبوك، يوثق عمليته، التي خلفت مقتل عدد من الأشخاص.

وبثّ منفذ الهجوم مقطعاً مباشراً صادما عبر تقنية “لايف فيسبوك” يوثق العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا “غو برو” ثبتت على جسمه.

ولحظة دخوله المسجد، شرع المهاجم في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من بندقية على عدد من المصلين، وواصل إطلاق النار حتى على المصابين الذين تكوموا على أرضية المسجد. كما أشارت صحيفة “نيوزيلندا هيرالد” إلى أنّ منفذ الهجوم معروف بأنه يميني متطرف، أسترالي الجنسية.

لكن المفاجأة الأكبر، هو أنّ تارانت، منفذ الهجوم، نشر بيانا مطولا من 74 صفحة تقريباً عبر الإنترنت، قبل يومين من تنفيذ عمليته، يعلن فيها نيته تنفيذ الهجوم، ويشرح فيه أهدافه وخلفيات هجوم، ولكن لم يلتفت أحد من أجهزة الأمن الأسترالية أو النيوزلندية لذلك البيان الخطير. وفي البيان، يصف تارانت نفسه بأنه “رجل أبيض عادي من عائلة عادية، وقرر النهوض من أجل ضمان مستقبل أبناء جلدته”.

وأضاف أنه ولد في عائلة من الطبقة العاملة ذات مدخول منخفض، ولم يكن مهتما بالدراسة وبعد التخرج من المدرسة لم يلتحق بالجامعة، وعمل لبعض الوقت حتى ادخر مبلغا أنفقه لاحقا على السفر والسياحة، وفي الفترة الأخيرة انخرط في أعمال “إزالة الكباب”، وهو مصطلح دارج على الإنترنت يرمز لنشاط “منع الإسلام من غزو أوروبا”.

كما كتب تارانت عن دوافع جريمته ومن أبرزها قضية تدفق المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية ودعا إلى إيقاف هجرة المسلمين وسمى الأمر بـ”الغزو”وذكر بـ”الإبادة الجماعية للبيض”. وأكد المهاجم أنّ أفعاله جاءت انتقاماً لملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ وآلاف الأوروبيين الذين قضوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية.

وذكر تارانت عن سبب اختياره لنيوزيلندا كمكان للعملية على أنه أراد من ذلك توجيه رسالة “للغزاة” أنهم ليس بمأمن حتى في أبعد بقاع الأرض.

وأشار تارانت أنه لا يشعر بالندم ويتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة وأنه ليس هناك من بريء بين المستهدفين لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته. كما تكلم تارانت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبره رمزا للهوية البيضاء المتجددة والهدف المشترك.

واعترض الكثير من رواد التواصل الاجتماعي على بيان الإرهابي، حيث حث البعض على عدم نشر اسمه وعدم نشر البيان المحرض على المسلمين.

بطال من قلب المذبحة
دائماً ما يخرج من قبل المأساة “أبطال”، وهو ما رصده موقع “ستاف” النيوزيلندي. وقال سعيد مجد الدين، أحد الناجين من المجزرة: “كنت موجوداً في المسجد لحظة سماعه الطلقات الأولى، وعندها بدأ الناس بالصراخ والهروب. وفي اللحظة التي وجدت فيها مخبأ، دخل منفذ الهجوم عبر المدخل الرئيسي”.

وأضاف أنّ “المسجد كان صغيرا، ويتسع إلى من 60 إلى 70 شخصاً فقط. وكان يجلس في مدخل المسجد المسنون، حيث بدأ الإرهابي بإطلاق النار أولا عليهم”.

وتحدث سعيد عن محاولة أحد الشباب في إيقاف منفذ الهجوم، وقال: “اغتنم الشاب الفرصة، وانطلق نحو منفذ الهجوم واستولى على سلاحه. كما أن هذا البطل حاول ملاحقة الإرهابي… وركض خلفه، ولكن كان هناك أشخاص آخرون ينتظرونه في السيارة، واستطاع الهرب”. وتابع سعيد حديثه قائلا “كان مشهدا مهولا، كاد هذا الشاب رغم أنه كان يمكن أن يهرب بسهولة”. ومضى بقوله: “خرجت مسرعا كي أنقذ حياة أحد أصدقائي الذي أصيب في رأسه، ولكن عندما خرجت كانت الشرطة قد وصلت ولم يسمحوا لي بالدخول مجدّداً”.

واختتم سعيد قوله “كنت دائما أخبر أصدقائي بأنّه هنا (نيوزلندا) أحد أكثر الأماكن أماناً وأكثرها هدوءاً على الأرض. لم نواجه أبداً حتى أدنى مشكلة، لكن هذه الأحداث شيء خطير حقاً”. وشهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية هجوما بإطلاق النار على مسجدين مختلفين، الأوّل في مسجد بشارع دينز، والثاني في مسجد بشارع لينوود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button