4 ملفات تفجر الخلافات داخل حكومة الحريري في لبنان… موعد فك الحكومة لم يحن
النشرة الدولية –
رغم أن البيان الرسمي عن سفر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى باريس، مطلع الأسبوع الحالي، وصف الزيارة بأنها خاصة للمراجعة الطبية، إلا أن جميع الفرقاء اللبنانيين يعرفون أنها ”سفرة زعل“ عقب حملة انتقادات غير عادية وجهّها وزير خارجيته رئيس التيار الوطني الحر (صهر رئيس الجمهورية) جبران باسيل، ووصلت حد التهديد بإسقاط الحكومة، بحسب ما نشره موقع “إرم نيوز”.
وفي لقاء بين الرجلين، الحريري وباسيل، في منزل الأول يوم الأربعاء الماضي دام 4 ساعات، خرجت الخلافات المتراكمة إلى السطح، توسّع بها باسيل في خطابه باحتفالات 14 آذار، وردّ عليه تلفزيون المستقبل الذي يملكه الحريري، لكن لغة التراشق وتوقيته، عمّما انطباعات بأن المطلوب هذه المرة أكثر من الاكتفاء بالانتقاد.
4 ملفات متشابكة
وتسجّل أوساط المتابعة أربعة ملفات أساسية تُشكّل مادة الخلاف والاختلاف بين مجموعتي رئيس الحكومة (الحريري) ورئيس الجمهورية ميشال عون، ومعه التيار الوطني الحر وحزب الله وآخرون.
وهذه الملفات تتصل بالنازحين السوريين، والحصص الطائفية في التعيينات الإدارية، والكهرباء ومكافحة الفساد.
في ملف النازحين السوريين، يريد فريق رئيس الجمهورية، ومنهم حزب الله، أن يفصل هذا الموضوع عن التسوية السياسية في سوريا، ويستعجل بإعادة النازحين إلى ديارهم، مؤكداً أن لديه ضمانات من روسيا ودمشق بأن عودتهم ستكون آمنة.
وكانت صحيفة الديار اللبنانية الموالية لسوريا نشرت تقريرًا قالت إنه معلومات خاصة، يتحدث عن إغراءات مالية سيعلن عنها النظام السوري لتحفيز عودة مواطنيه المهاجرين والنازحين، وهو تقرير فُهم أنه تسريبة للرد على الحريري ومجموعته المؤيدين بمواقف أمريكية – أوروبية تطلب عدم التسرع في موضوع إعادة النازحين، لأسباب إنسانية.
وفي ملف التوزيعة الطائفية للموظفين، فإن الخلاف بين الحريري وباسيل يتصل بموضوع رغبة الأخير في الاستئثار بتوزيعة الكوتا المسيحية على حساب أحزاب مسيحية أخرى، فضلًا عن خلافات مرتبطة بوضع المساعدات الدولية التي اشترطها مؤتمر سيدر العام الماضي بأن تكون مصحوبة ومسبوقة بإصلاحات مالية وإدارية تتضمن خفض الإنفاق الحكومي والتوقف عن التوسع في التوظيف.
وفي ملف الكهرباء العالق منذ سنوات، فإن المصالح تتقاطع من خلال الدراسات الاستشارية والحلول المقترحة. أحد الحلول يذهب إلى شراء التيار الكهربائي من دول مجاورة لديها فائض، فيما يرى اقتراح آخر استخدام بواخر مجهّزة بمولدات للطاقة، بينما يرى آخرون أن يكون حل معضلة الكهرباء بتصنيعها محليًا بدلًا من استيرادها أو استخدام البواخر.
وفي ملف مكافحة الفساد، الذي يشاع أن حزب الله يريده للضغط على الحريري، فإن الموضوع متحرّك، ولدى كل طرف ملفاته التي يمكن أن يهدد بها الفريق الآخر.
توقيت الأزمة الحكومية
توقيت انفجار الأزمة الحكومية، ممثلة بتراشق باسيل والحريري، يأتي قبل أيام من وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي يعرف الجميع أنه سيفتح مع الإدارة اللبنانية قضايا ومواقف مستحقة ترى واشنطن أن أساسها هيمنة حزب الله على الحكومة والوضع اللبناني.
وبعد أيام من زيارة بومبيو، سيغادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو في رحلة تتضمن ملفات رئيسية بينها الدفاع والتسليح، وهو ما سيحذّر منه بومبيو وبلغة قيل إنها ستكون ثقيلة.
موعد فك الحكومة لم يحن
حجم الأزمة الحكومية التي اتخذت عنوانها من مغادرة رئيسها الى باريس في وقت غير محسوب، عمّم تساؤلات عما إذا كانت هذه هي نهاية التوافق الذي تشكلت الحكومة على أساسه.
لكن هذه التساؤلات وجدت من يصبّ عليها ماء باردًا، حتى اللحظة، ودليلهم على ذلك أن حزب الله لم يدخل معركة التراشق بين باسيل والحريري، وهو الأمر الذي يجعلهم يرجحون أن موعد انفكاك عقد الحكومة لم يحن، بذريعة أن بقاء الحكومة أكثر أهمية من الملفات الخلافية الأربعة، منفردة ومجتمعة.