حكاية الآنسة «تينغاي»* صلاح الساير

النشرة الدولية –

نقول (الحب من أول نظرة) وفي علم النفس يدرك اهل الاختصاص انها عبارة صادقة وحقيقية، وكذلك الكره أو الشك أو الرفض من أول نظرة. فالانطباع الاول سلبيا كان أو ايجابيا حقيقة ندركها ونشعر بها.

وقد اكدت الدراسات ان البشر يشكلون رأيهم بالآخر خلال الثواني الاولى من اللقاء، وبعدها يصعب عليهم تغيير هذا الرأي الذي قد يكون خاطئا، أو قاصرا، أو انه تولد لظروف مؤقتة مثل الحالة النفسية أو الصحية عند حدوث اللقاء، أو لأسباب غائرة في ذاكرة الانسان لا نعرفها أو نشعر بها.

تتجلى المصيبة حين تحكمنا النظرة الأولى أو الانطباع الاول في مجال التوظيف أو الخطوبة. فقد تخسر الفتاة فرصة الزواج من رجل شهم وصالح نتيجة نظرة عدم الارتياح الأولى، وقد يخسر المرء فرصته في العمل بسبب الانطباعات السلبية التي يشكلها مدير العمل أو مدير التوظيف والتي تحدث لاسباب لا علاقة لها بالشخص المتقدم بقدر علاقتها بالمدير ذاته الذي قد يكون لحظة اللقاء في (مزاج عكر) أو ان ملامح المتقدم البريء تشبه ملامح ابن الجيران الشقي الذي كان يضرب المدير ايام طفولته فحان وقت الانتقام الافتراضي.

في السويد يخططون لتجاوز مشكلة الانطباع السلبي في مجال التوظيف. وذلك بفضل المديرة الجديدة الانسة «تينغاي» التي سوف تتولى اجراء اللقاءات مع المتقدمين للوظائف لأنها تملك (موهبة الحياد) والقدرة على تجاوز الأخطاء المصاحبة للانطباع الاول، فلا تفضل متقدما للوظيفة بسبب انها تشاركه النادي المفضل او لأنه كان يرتدي لونها المفضل وغير ذلك من أهواء تتحكم بالبشر دون وعي منهم. فحضرة المديرة «تينغاي» لا تحب أو تكره من اول نظرة ولا من اخر نظرة، والسبب انها (روبوت) لا تشجع فريق «الهلال» أو «القادسية» او «ريال مدريد» ولا تعاني من الصداع وقت اجراء المقابلة.

انها فقط تسأل وتلاحظ ردود الفعل وتسجل وتحلل وتصدر حكمها الفوري والدقيق.

الأنباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى