اكثر من 95 قتيلاً بغرق عبارة في نهر دجلة

بغداد –  سيف عداي/ مراسل النشرة الدولية

أفاد مراسلنا في بغداد سيف عداي، بمقتل نحو 95 شخصا على الاقل اليوم الخميس، فضلاً عن فقدان 28 اخرين اثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني اكبر مدن العراق شمال  البلاد.

واعلنت وزارة الداخلية العراقية، إن عدد الضحايا بلغ 95 بينهم نساء واطفال، وعدد الاشخاص الذين تم انقاذهم بلغ 55 بينهم 19 طفلاً، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا.

وأشارت الوزارة، إلى ان اسباب الحادث واضحة بحسب التحقيقات الاولية، وتشير الى أن حمولة العبارة أكبر من طاقتها الاستيعابية.

 

وكتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على تويتر: [بنفوس يعتصرها الالم نعزي العراقيين بضحايا الفاجعة التي تعرض لها أهلنا في حادثة عبارة الموصل].

وشاركت فرق الدفاع المدني وقوات الامن، فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم الى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد نوروز الكوردي.

وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الاطفال الاعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة.
وفُقد حوالي 28 شخصاً اخرين ولا يزال البحث جارياً عنهم إثر عمليات استنفار لجميع السلطات الطبية والامنية.

وعند مقر الطب العدلي وسط المدينة، تجمع عشرات الاشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما علقت دائرة الصحة صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم، وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم.

وبنبرة حزينة قال احمد، وهو عامل بأجر يومي كان يجلس على الارض مع اخرين: [خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين، كانوا في العبارة في طريقهم الى المدينة السياحية]، وحمل المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر امني في الموصل أن العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها، إذ تبلغ طاقتها نحو مائة شخص فيما كانت تقل نحو 200.
وانتشر عناصر الامن على امتداد مجرى النهر الذي تواجد على ضفتيه نساء واطفال بعضهم تم نقله للتو.

وشملت عمليات البحث بضعة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ اخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الامن بقطع الطريق المؤدي الى مجرى النهر بهدف السيطرة على الاوضاع هناك.

وقال احد الناجين مكتفياً بذكر اسمه الأول محمد إن [الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها].
وأضاف الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماماً أن [العبارة كانت تحمل عدداً يتجاوز طاقتها، اغلبهم نساء وأطفال].

ونشر ناشطون صوراً ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصوراً اخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر.

وأظهرت الصور عدداً من المتطوعين وهو يحاولون إنقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة.

ويعد ساعات من الفاجعة، اعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الحداد العام في جميع انحاء العراق على ضحايا العبارة في الموصل وأمر بفتح تحقيق فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المسببين.
جاء ذلك في بيان أصدره المكتب الإعلامي لعبد المهدي تلقت النشرة الدولية نسخة منه، قال فيه إن “رئيس الوزراء وجه باستنفار كل جهود الدولة ومتابعات عمليات الانقاذ، والبحث عن الغرقى والمفقودين، وتقديم العلاج واستنفار الكوادر الصحية والطبية والاغاثية”.

وفي مساء الخميس، قررت محكمة تحقيق الموصل توقيف 9 من العمال المسؤولين عن العبّارة، كما أصدرت مذكرة قبض بحق مالكي العبّارة والجزيرة، وأوعزت لجهات التحقيق بسرعة تنفيذها، وفقاً لبيان مجلس القضاء الاعلى.

 

 
زر الذهاب إلى الأعلى