قبل الزفة في عدن* صلاح الساير

النشرة الدولية –

عبارة كلما قلتها لأحد يطلب مني إعادتها مرة أخرى بغرض التأكد من العبارة ومفادها «كنت في السينما وحضرت فيلما يمنيا»! وكثيرا ما كان السامع يسأل «هل تقصد اليمن.. اليمن؟» نعم أقصد اليمن، وتحديدا «عدن» وعنوان الفيلم «10 أيام قبل الزفة» ويعرض للمشكلات التي يواجهها الشبان من الجنسين في اليمن والمتعلقة بالزواج وغلاء المهور وضياع فرص العمل والأضرار التي لحقت بالناس جراء الفتنة الحوثية التي تسببت في تدمير ما تبقى من اليمن (المسكين) السعيد سابقا.

الفيلم جيد ويعتبر محاولة شجاعة تحسب للمخرج الشاب عمرو جمال وسائر أعضاء الفريق، فقد تمكن الفيلم من إظهار الوجه البشع للحرب حين تتزايد الأعباء المادية والضغوطات الاجتماعية على النازحين جراء تدمير البيوت وانتشار الرعب في المدن والقرى.

ومن ناحية أخرى، فإن في الفيلم عيوبا فنية غير أنها لا تتجاوز العيوب المعهودة في الفيلم العربي على وجه العموم.

وفي الأداء تميزت الممثلة «سالي حمادة» والممثل «بكار باشرحبيل» حين تمكنا من تجاوز الأداء المسرحي (الانفعالي) المعروف في السينما العربية.

أحداث الفيلم تدور في «مدينة عدن» وذلك أمر يستدعي حضورها في الذاكرة وما يصاحب الحضور من بكاء صامت على تاريخ مجيد تمزق، إذ كيف سطت قسوة الأيام على هذه المدينة العريقة والميناء العتيد الواقع بين ثلاث حضارات كبرى هي مصر والهند والعراق.

عدن المدينة العربية الساحلية التي تمازجت على شطآنها الآداب والفنون والثقافات والموسيقات قبل أن يسطو عليها الرفاق الشيوعيون والبعثيون والاخونجية والحوثيون.

فساد فيها العبث والدمار وغاب عنها الاستقرار وانطفأت نجومها وأقمارها وغابت في خرمس دامس.

 

الأنباء الكويتية

 

زر الذهاب إلى الأعلى