صحوة «الأوقاف»* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
«تعميم إداري رقم 4 /2019م.
صلاة الغائب على إخواننا الذين قضوا ظلما وعدوانا في العمل الإرهابي الذي استهدف جموع المصلين في مسجدين في دولة نيوزيلاندا موجه إلى الإخوة الأفاضل الأئمة والخطباء».
هذه هي ديباجة التعميم الإداري الذي أصدرته وزارة الأوقاف ودعت فيه إلى إقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا الجريمة البشعة والمنكرة التي قام بها شخص بلا ذمة ولا ضمير وخال قلبه من الإنسانية ضد مصلين في مسجدين في نيوزيلاندا يوم الجمعة الماضي 15/3/2019 وتسبب بقتل خمسين شخصا، وجرح آخرين.
ما لفت نظري في هذه الدعوة هو إيراد وزارة الأوقاف الكويتية حديثا للنبي الكريم يدعو فيه إلى الصلاة على النجاشي «المسيحي» ملك الحبشة.
وهذا نص ما ورد في كتاب الوزارة:
«واستنادا إلى ما رواه الإمام البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي حين مات النجاشي: مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة» و«أصحمة» هو اسم النجاشي.
لا أرى مبررا للاستشهاد بهذا الحديث الشريف في مثل هذه المناسبة، فالضحايا مسلمون ويصلي عليهم مسلمون، بينما يحض الحديث أو لعله يأمر بالصلاة على غير المسلمين.
فالميت هنا مسيحي وهو النجاشي، والنبي يدعو للصلاة عليه ويصفه بـ«أخيكم» ويصفه أيضا بالرجل الصالح.
وسأتجاوز عدم مناسبة الحديث للحدث، لأنتقل إلى أمر مهم أنبه إليه الوزارة وألزمها به، وهو ضرورة إقامة صلاة الغائب لجميع ضحايا العمليات الإرهابية المماثلة لعملية نيوزيلاندا إذا ما كان ضحاياها من غير المسلمين وبالذات إذا ما كانوا من إخواننا المسيحيين، فأوامر الرسول واجبة الاتباع ولا يجوز فيها التجويز، بل هي ملزمة وواجبة الاتباع.
ومع الأسف راحت أرواح كثيرة لإخوة مسيحيين في معظم المدن الأوروبية، وعلى أيدي إرهابيين مسلمين، ولم نر وزارة الأوقاف قد استجابت لدعوة الرسول أو أوامره بالصلاة عليهم.
بل والأمر من ذلك إن إخوة لنا من مسيحيي مصر يقتلون في كنائسهم بعمل إرهابي على أيدي إرهابيين مسلمين ورغم ذلك لم تنصع وزارة الأوقاف لأوامر الرسول بالصلاة عليهم.
فنأمل أن هذه فاتحة صحوة تشهدها وزارة الأوقاف فتعمل وفق النصوص الدينية الخيرة والتي تقرب الناس إلى بعضهم ولا تباعد بينهم.
الأنباء الكويتية