فلوت ومرواس* صلاح الساير

النشرة الدولية –

خلال الأيام القليلة الماضية أقامت إحدى الأسر الكويتية الكريمة حفل زفاف لأحد أبنائها الذي نتمنى له التوفيق في حياته الزوجية المقبلة.

ومن المعلوم أن حفلات الزواج الخليجية والعربية تقام بمصاحبة أغنيات وموسيقات تراثية تعزفها الفرق الشعبية، بيد أن هذا الحفل جاء مبتكرا، ومدهشا، ونافعا، في آن واحد، حيث انطوى على فقرات موسيقية (عزف مباشر) لمقطوعات موسيقية تراثية وموسيقى أغنيات قديمة من أرشيف الموسيقار الكبير غنام الديكان وقام بتوزيعها الفنان المدهش سليمان الديكان، وكان ذلك حدثا يستحق الاحترام والتأمل.

يدهشنا الغرب حيث الناس هناك يعشقون الموسيقى دون غناء، ونرصد تزاحمهم حول الحفلات الموسيقية، لذا أشير في هذه العجالة إلى أن الموسيقى في أوروبا تطورت بفضل الفنانين وفضل نخبة المجتمع.

فالأمير الألماني ليوبولد حاكم مقاطعة كوتن كان حريصا على التقرب من الموسيقار باخ وطلب منه قيادة الفرقة الموسيقية في قصره.

وقام حاكم مدينة بون الأمير ماكسيميليان فرانز بإرسال بيتهوفن إلى فيينا ليتلقى المزيد من الدروس الموسيقية.

وكانت قصور الملوك والأمراء والنبلاء تتسابق على الموسيقار فريديريك شوبان ليسطع نجما في أمسياتهم الموسيقية.

فالفنون تزدهر حين يرعى الأثرياء أنشطة العباقرة ويكون الدعم والعطايا للموهوبين لا للمأجورين.

كانت الموسيقات الرائعة التي تعزف في صالونات القصور الأوروبيةchamber music تصوغ ذائقة الناس وتدرب الأسماع هناك على التشبع بالموسيقى الرفيعة. وتركت تلك الصالونات لعموم البشرية أروع المعزوفات الخالدة.

وقد تذكرت ذلك الماضي الأوروبي العريق وأنا أرصد الفنان سليمان الديكان الذي يصر على التمسك بالموروث الموسيقي الكويتي مثل إصراره على تقديمه في إطار عالمي حيث الطارة رفيقة البيانو والمرواس بصحبة الفلوت.

انه يصر على تطوير الموسيقى وتحديث ذائقتنا الموسيقية وتلك مسؤولية عظيمة.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button