الجحاجح الوحاوح* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

قرأت أن عددا من النواب تقدموا بمشروع قانون يجرم النطق بالإنجليزية!!

وعقوبة الناطق بالانجليزية حسب القانون المقترح غرامة قدرها ألف دينار يضاف إليها ألف أخرى تؤخذ من رب العمل إذا ما كان لذلك المتحدث بالانجليزية رب عمل!!

ما دفع المتقدمين بهذا المشروع إلى تقديم مشروعهم هو حبهم للغة العربية حبا جما.

وكما ترون فإن القصد نبيل وكريم وجليل وعلي وتوفيق.

وحسب علمي فإن اللغة العربية اتصلت بالإخوة أصحاب المشروع المقترح واستنجدت بهم وقالت أدركوني أغيثوني يا حماة اللسان ويا طيبي الجنان، فأنا في محنة وفي كرب من أمري، وأضافت «إني أغرق أغرق أغرق» لقد عقتني ألسنة العرب وراحت تلوك كلام الفرنجة وتنطق بالفجور بينما أنا مذمومة مدحورة حتى بت نسيا منسيا، فهل يرضيكم ذلك؟ فهبوا هبة رجل واحد وقالوا بلسان واحد: حاشا وكلا ولا.

وبناء عليه، فاحذروا يا أيها الكويتيون ويأيها المقيمون على أرض الكويت وضواحيها، احذروا ثم احذروا أن يوسوس لكم الوسواس الخناس فتقولوا «good morning» وقولوا عوضا عنها «عم صباحا يا أخا العرب» وبدل أن تقولوا «welcome» قولوا «حللت أهلا ووطئت سهلا».

وللحقيقة والتاريخ فلا أعتقد أنه مر أو سيمر على العالم منذ بدء الخليقة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها أهم من هذا القانون ولا أجمل ولا أحلى ولا أكمل.

ولتطوير هذا القانون ولتسهيل تفعيله فإني أتمنى من الإخوة النواب مقترحي القانون أن يسمحوا لي بشرف مشاركتهم في هذا القانون ببعض الإضافات عليه من أجل كماله وتماميته و«عقلانيته» فأرى مثلا أنه إذا ما تكرر الجرم من قبل الشخص الواحد ونطق كلمة انجليزية للمرة الثانية ولم يرتدع من العقوبة الأولى أرى زيادة الغرامة المالية إلى 10 آلاف دينار، أما إذا كررها للمرة الثالثة فيقطع لسانه في سوق الغنم كي يكون عبرة لبقية الأغنام والخراف، وفي المرة الرابعة يقطع رأسه ويهدى إلى «داعش»!!

ولعل أهم ميزات هذا القانون هو أنه سوف يشكل بديلا استراتيجيا للدخل القومي بدل النفط الناضب.

فشكرا «للمرازبة الجحاجح الشمط البهاليل الوحاوح» أصحاب المشروع، وهذه كلها كلمات مديح عربية فصحى، استحقها المشرعون الأفاضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى