«طرازاكي هوشوياكي»* صلاح الساير

النشرة الدولية –

ما عاد المسؤول بحاجة إلى شركات متخصصة في دراسة الأوضاع الإدارية المتردية في البلاد وتقييم الأداء الحكومي ومراجعة الخطط والأهداف وفحص كفاءة النظم الإدارية وتقييم القيادات.

ذلك أن السوء طافح على السطح والتخبط شديد الوضوح، ورداءة الأداء يسهل رصدها في اكثر من موقع. فالسفينة الإدارية غرقت منذ زمن وابتلعها اليم.

وقد ثبت بالدليل القاطع انه من غير المجدي الحديث عن التطوير الإداري بعد أن اصبح ذلك الشعار المكرر يمثل شكلا من أشكال الهدر المالي ومضيعة للوقت خاصة حين يأتي مصحوبا بالمؤتمرات والفخفخة الكذابة.

سأم الناس من تكرار الحديث عن «التطوير الإداري» وقد اقترحت قبل سنوات من باب التغيير والتحديث إطلاق مشروع «التدوير الإطاري» أو «التودير الطواري» أو «التطيير الدواري»، فعندما يمرض المضمون وتموت الجدوى لا أهمية للعنوان و«أي كلام يا عبدالسلام».

ومن الملاحظ انه استجابة لانتشار السخط واليأس بين الناس تخصص البعض في تأليف النكات المضحكة المبكية حول «الواسطة والفشل الإداري والتخبطات»، ومع تزايد «ما يطلبه الساخطون» صار البعض يؤلف الإشاعات ويختلق القصص أو يستورد النكات من الخارج. فالأرواح التي حطمها القنوط تصاحبها آذان مشرعة لسماع السلبيات و«كلما قلت له: خذ، قال: هات».

يروى من باب السخرية والاستيراد أن احد اليابانيين الظرفاء من الذين عملوا سنوات طويلة في المنطقة لاحظ أن معدل الذكاء لدينا أكثر من اليابان. واكتشف أن بين كل 10 طلاب في الفصل يوجد 9 أذكياء وغبي واحد.

بعكس اليابان، حيث يوجد في الفصل طالب ذكي واحد مقابل 9 أغبياء! وحين سألوه: إذن كيف تطورت اليابان وتدهورت أحوالنا؟ أجابهم بقوله: في اليابان نبحث عن الذكي الوحيد في الفصل لنجعله قائدا للأغبياء، أما انتم فتصرون على جعل الغبي الوحيد مسؤولا عن الأذكياء! وأضاف أن حالتنا الإدارية مستعصية جدا وتدعى في الياباني «طرازاكي هوشوياكي» وقيل إن ترجمة الكلمة إلى اللهجة العراقية تعني (طرقاعه)!

الانباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى