انطلاق قمة مستقبل البلوك تشين 2019 في دبي
النشرة الدولية –
افتتحت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لدبي الذكية، قمة مستقبل البلوك تشين بنسختها السنوية الثانية، الثلاثاء، مشيدة بالتزام مدينة دبي المستمر تجاه التقنيات الجديدة، وذلك قبيل الكشف عن إطلاق خطط عام 2019 تتضمن المبادئ التوجيهية المتعلقة بتطوير نظام البلوك تشين.
وافتتحت سعادة د. عائشة قمة البلوك تشين اليوم بكلمة ترحيبية وجهتها للحاضرين من الزوار الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 10 آلاف زائر في هذه القمة الممتدة ليومين، والتي تستضيفها حكومة دبي الذكية ومركز دبي التجاري العالمي.
وقالت سعادة د. عائشة: “لطالما كانت دبي رائدة في التوجهات المتعلقة باعتماد التقنيات المتطورة، ونظام البلوك تشين لا يعتبر استثناءً من ذلك، وتواصل حكومة دبي، بفضل الدعم والإلهام المستمد من الرؤية المستقبلية لقادتنا، في تنفيذ استراتيجية دبي الطموحة في البلوك تشين، وهي الاستراتيجية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس مجلس دبي التنفيذي في عام 2016”.
وأضافت “نسعى اليوم إلى تنفيذ العديد من استخدامات البلوك تشين على مستوى المدينة سواء مع القطاع الحكومي أو الخاص، وفي وقت لاحق من هذا العام سنصدر السياسات الرسمية بشأن تطوير نظام البلوك تشين وتنفيذه في دبي”.
أما المناقشات التي دارت حول مرحلة توجهات قمة مستقبل البلوك تشين، فضمت متحدثين من مؤسسات دولية وشركات رائدة في هذا المجال، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة، والحكومة الهولندية، وشركة دو، وشركة كوكا كولا، وشركة ساب.
ويرى فيل تشن، الرئيس التنفيذي اللامركزي في شركة إتش تي سي، أن البلوك تشين هو نظام أكبر من الهاتف الذكي.
وقال: “يتسم الإنترنت اليوم بالمركزية مقارنة بما كان عليه من قبل، فمن خلاله يمكن تتبع أي شخص، بسبب قدرات المراقبة التنبؤية، التي تمتلكها عدد من الشركات، وما نحتاجه اليوم هو شبكة إنترنت لا مركزية، وهو ما يتحقق من خلال البلوك تشين، التي تتيح للمستخدمين التحكم في هوياتهم الرقمية”.
وأضاف “يستطيع أي شخص في العالم الرقمي اليوم الدخول إلى بريدك الإلكتروني لاستخدامه في إجراء عمليات تحويل أموال، على سبيل المثال. ولكي تحمي نفسك من هذه الاختراقات، فأنت تحتاج إلى وسيلة تتحكم من خلالها بهويتك الرقمية”.
وتتضمن قائمة المتحدثين في اليوم الأخير للقمة، الأربعاء، كلاً من:
نولان بوشنيل، المؤسس لشركة Atari & X2 Games.
سوزان أوه، الرئيسة المشاركة لوحدة الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين من أجل التأثير في الأمم المتحدة.
ديل كريستي، الخبير الاستراتيجي في تكنولوجيا البلوك تشين بشركة فيديكس.
كريستو فاهير، رئيس قطاع التكنولوجيا بوزارة الشؤون الاقتصادية والاتصالات في إستونيا.
وتبدأ فعاليات قمة مستقبل البلوك تشين الساعة 9 صباحاً وتنتهي الساعة 6 مساءً يومي الثلاثاء والأربعاء، والحضور مجاني.
البلوك تشين للتمييز بين الأعمال الفنية الحقيقية والمزيفة.
تتمثل نقطة القوة الأساسية لنظام البلوك تشين في قدرته على الاحتفاظ بسجل ثابت من المعلومات غير القابلة للإلغاء أياً كانت صيغة البيانات أو النمط التعاملي.
ومن لحظة قيد السجل على نظام البلوك تشين، لا يمكن تعديله، أو تغييره، وتعتبر أصالته مضمونة مدى الحياة.
ولهذا السبب، فإن كبار الخبراء في عالم الفن والآثار التذكارية يوظفون قمة دبي لمستقبل البلوك تشين من أجل الدعوة إلى إدخال تقنية ثورية إلى قلب التاريخ القديم وتنفيذها عبر إثبات أصالة الآثار.
ويوافق روبرت نورتون، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فيريسارت المستقلة المعنية بالتحقق من الأعمال الفنية، وأحمد نصار، رئيس مؤسسة لاعبي الفريق الوطني لكرة القدم – حيث تمثل التذكارات الرياضية أمراً عظيماً – أن إثبات أصل القطعة الفنية في الوقت الراهن يعتمد بشكل كبير على الثقة، وعلى أنظمة ورقية عفا عليها الزمن، وتتولى أمر الإثبات هيئات سلطوية، وأعضاء لجان التحكيم المتفقون.
وأوضح كل من نورتون ونصار بأن نظام البلوك تشين يوفر سجلاً دائماً لتاريخ القطع الفنية، بدءاً من التحقق من الأصالة ووصولاً إلى الملكية في الوقت الراهن.
وقال نورتون: “وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن حوالي 10٪ من الأعمال الفنية التي تبلغ قيمتها ما يقارب 60 مليار دولار أمريكي، والتي يتم تداولها سنويًا هي أعمال احتيالية. يعتبر نظام البلوك تشين طبقة ثقة يمكنك الالتفاف حول قواعد البيانات الموجودة لديك. في فيريسارت، نحن نركز على ما يتم طرحه في السوق لأول مرة ،ويمكننا جميعاً التأكيد على أن هذا النظام هو جهاز فريد من نوعه، ذو قوة رائعة”.
وأضاف نصار: “يقدر حوالي ثلث سوق تذكارات الألعاب الرياضية بالمزيف، بما في ذلك الأوتغرافات، القمصان، وكرات القدم، وكرات السلة الموقعة، وغيرها. على سبيل المثال: في الولايات المتحدة، يوجد عدد من الدعاوى القضائية البارزة المتعلقة بأصالة بعض هذه المنتجات. وكما نلحظ أن الكساد في السوق حيث أصبح الناس يتجنبون شراء هذه المنتجات المزيفة ذات الجودة غير الموثوقة”.
وقال: “لا نزال في المراحل الأولى من هذا، ولكن أحد الأشياء التي فكرنا فيها بجدية هي كيف يمكننا الاستفادة من تقنية بلوك تشين للمصادقة على أن هذه التذكارات وغيرها من المنتجات أصلية. وما نحن بصدده حقاً هو تمكين المستخدم أو العميل من أن تكون لديه ثقة في أن ما يتم تسميته بالتذكارات هو ما تم التحقق منه وما يطلق عليه أصلياً”.
بدءاً من منصة التبرع بالدم المفتوحة المصدر التي تتنبأ بالطلب، وتعثر على الجهات المانحة للزمر النادرة، إلى التحقق من التراخيص الطبية عبر الحدود.
فيما يتعلق بمسار الرعاية الصحية، فقد تم تسليط الضوء في اليوم الافتتاحي لقمة مستقبل البلوك تشين على بعض الاستخدامات اللامحدودة للتقنية، والتي تلعب بالفعل دوراً محورياً في إنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم.
وانتقل بيير ماري هيلر، مستشار مجلس الإدارة أول بنك بلودون، وهو أول بنك دم مفتوح في العالم، إلى الجانب الوظيفي من القمة ليشرح التصور والتطبيق الذي يقف وراء منصة التبرع التي يمكنها التنبؤ بالطلب، والعثور على الجهات التي تمنح الزمر النادرة للمحتاجين إليها، وهذا ما يعد من أكبر الابتكارات على الإطلاق في مجال التبرع بالدم.
ومن خلال توظيف نظام البلوك تشين، يمكن لبنك بلودون – الذي يلبي احتياجات سوق الدم الدولية التي تتلقى 112.5 مليون تبرعاً في السنة – أن ينسق ويستفيد من تعدد الأنماط غير المرئية للوهلة الأولى من تقنية Big Data؛ من أجل الاحتفاظ بمسار تتبعي واضح للتبرعات، ولكي يكون حلاً مرناً وذكياً يلبي الطلب الحالي على الدم.
وشدد هيلر على ثلاثة خصائص رئيسية:
البلوك تشين مناسب لمنصة كهذه باعتبارها شبكة مفتوحة، حيث بإمكان أي شخص الانضمام إليها، مثل خاصية الشفافية المتوفرة، التي من خلالها نعلم مكان الطلب على الدم، وبالتالي يمكن للمستخدمين معرفة لمن يمكنهم التبرع بالدم.
لا يملك أحد الشبكة، وهو ما يضمن حصول الفرد على الدم المناسب بغض النظر عن مدى ندرته.
وقال: “من خلال نظام البلوك تشين، يمكننا أن نؤكد أن الأمهات وكذلك الجدات يبقين على قيد الحياة، ويمكن للعائلات البقاء معاً لفترة أطول. نحن بحاجة إلى النظر إلى المستقبل، والمستقبل هو الآن”.
وفي جانب آخر من جوانب موضوع الرعاية الصحية في القمة قد دعمت كريسا ماكفارلانس – وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة باشنتوري المعنية ببرمجيات إدارة الصحة السكانية العالمية – نظام البلوك تشين كوسيلة لمشاركة البيانات الطبية، بما في ذلك التراخيص المهنية – بشكل آمن وسهل عبر مختلف المناطق الجغرافية، وهي عملية لا زالت في الوقت الراهن تفتقر إلى الموثوقية ودقة التحقق.
شارك ممثلون عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وممثلون عن برنامج البلوك تشين المدعوم من منظمة اليونيسف، في قمة مستقبل البلوك تشين التي عقدت من أجل إثبات كيف أن تقنية سجل العمليات اليومية على الإنترنت يمكن أن تكون محورية في دعم الفئات الأشد عوزاً.
وأوضح كل من عبد المجيد يحيى، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ولوهان سبايز، مؤسس منظمة آي إكس آو، بعض الاستخدامات الفعلية لنظام البلوك تشين في الحياة العملية في سبيل مكافحة الجوع وتعليم الأطفال، وذلك من خلال مشاركتهما في جلستين منفصلتين كلاهما حمل عنوان: “توظيف نظام البلوك تشين في الصالح العام”.
وقد أبدى كل من الخبيرين دعمهما لمساعي التطوير المستقبلي بمبادرات مماثلة تعنى بنظام البلوك تشين، كما شددا على أن المشاريع التي شاركا فيها قد وفرت للفئات المحتاجة فرصاً أكبر ليحيوا حياة أفضل.
وقال عبد المجيد يحيى، مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: “لقد تمكنا من خلال استخدام تكنولوجيا البلوك تشين من تحويل الأموال بضغطة زر واحدة إلى كافة المستفيدين لدينا، حيث قمنا بإنشاء حسابات خاصة لهم، وزودناهم بهوية رقمية خاصة تتألف من 15 خانة. واستخدمنا خلال فترة عمل البرنامج في المخيمات السورية بالأردن في عام 2016، منصة Eye-Pay، وهي عبارة عن خدمة تعتمد على بلوك تشين، والتي يتم من خلالها فحص بصمة العين لكل مستفيد، حيث تمكنهم من سداد قيمة المشتريات في محال التسوق بشكل آمن. وباستخدام البلوك تشين، ساهمت مشروعاتنا في دعم 106 ألف شخص بمخيمات اللاجئين في الأزرق والزعتري بالأردن، وقمنا بتنفيذ 2.1 مليون معاملة، وتوزيع 43 مليون دولار، وتوفير 640 ألف دولار”.
وقامت منصة “أمبلي” التي أطلقها السيد سبايز بمنح كل طفل ضمن مجموعة مختارة من المدارس في جنوب أفريقيا هوية رقمية متنقلة تتحقق من حضورهم، وتسجل تاريخهم التعليمي، مما يسمح لمراكز تنمية الطفولة المبكرة بتقديم الإعانات وغيرها من المساعدات المستحقة.