نحن العدو المُشترك .. فهل نتعظ ..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

الجهل هو العدو الأول للبشرية, وعدم معرفة أوليات الحياة هو العدو الثاني, وتكتمل دائرة الكارثة حين لا يعرف الإنسان أولوياته ويتصرف بجهل مطلق, عندها يصبح الوطن في خطر ويتوه المجتمع بين أفكار مجتزئة يقتطعها البعض من كلمات الآخرين معتقداً بأنه يحقق الإنجاز بالإنتقام من أصحاب الفكر, وبين مُنتج إعلامي يتم دسه كالسم في مواقع التواصل الإجتماعي, كون عدد من رواد هذه المواقع يفتقدون للرؤيا والمعرفة, فيتحولون الى سلاح خطير قادر على إلحاق الأذى بالمجتمعات والأوطان.

ويأتي الخطر الأكبر من الرياضة, وبالذات كرة القدم التي تحولت الى خنجر بيد البعض يهددون بها نقاء المجتمعات وسلامة رسالتهم, فما حصل في قضية لقاء الفيصلي والوحدات يثير الشجن والحيرة, فقد نسي أبناء نادي الوحدات القضية الأساسية وهي دور المخيم في الوجود كمعلم بارز على سوداوية العالم وانحيازه إلى الطرف الصهيوني, وكيف يسعى الى إنهاء قضية المهجرين من الوطن الأم على حساب دول الجوار, وهذا ما تطالب به صفقة القرن التي تريد أن تفتح الطريق أمام المزيد من التهجير, على اعتبار ان المهجرين السابقين تعايشوا و ينسوا وطنهم الأم.

المخيمات ليس ذات رسالة رياضية فقط, كون الرياضة للترفيه, بل رسالتها كونية بأن المخيم موجود, وأن القضية لا زالت تراوح مكانها, وأن صفقة القرن لن تمر وأنه لن تكون هناك هجرات جديدة, هذه الرسائل التي يجب العمل عليها, لذا فإن إعلاء إسم المخيم ما هو إلا رسالة للعالم الخارجي, وهذا أمر يستحق الدعم من جميع دول الجوار, ليس حباً في المخيم بل عشقاً في فلسطين القضية الأزلية التي يتفق عليها الجميع, وبالذات الشعب الأردني الذي يدفع ثمناً غالبياً بسبب مواقفة مع القضية التي تعتبر قضية واحدة لطرفي النهر.

وكما للمخيم رسالته فإن الرسالة الأخرى تأتي من بيوت الأنصار, وهي رسالة عالمية مدوية, بأننا في الأردن نعرف واجبنا وقدمناه بالكامل, وأننا ندافع عن المخيم كما ندافع عن قرى الوطن ومدنه, لذا فان الرؤيا موجهة صوب قضية واحدة يسعى العالم الى إذابتها في عديد الطروحات وان هذه الطروحات ستبقى مجرد حبر على ورق, كون الرؤيا الاردنية الفلسطينية ثابته ولن تتأثر بحديث عابر هنا أو فيديو مجتزأ هناك.

إن أمان الأردن هو بوابة الفتح لفلسطين, وإن ثبات صورة المخيم هو المُدخل الى العالم بأن قضية الإنسانية ثابتة ولم تنتهي ولن يُغلق ملفها الا عندما تقرع أجراس العودة, ودون ذلك يبقى الحديث كالسراب لا يروي ظمآن, لذا فإن قدسية فلسطين وحل قضيتها يبدأ حين يعلم كل من يقطن الأردن بأنه مستهدف في إقتصاده وقدراته وإمكانياته, وان العدو المتربص لم ولن يميز بين مشجع للفيصلي وآخر للوحدات, فأمام صفقة القرن وأتباعها نحن العدو المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى