مشاركة 52 فنانا في «بينالي سعاد الصباح»
النشرة الدولية –
شارك 52 فناناً من الكويت ومختلف الدول العربية في «بينالي الشاعرة د. سعاد الصباح»، وقدموا أعمالهم برؤى فنية متنوعة، وظهر ذلك في استخدام الألوان والتكوينات التشكيلية المركبة.
أقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية حفل افتتاح وتوزيع جوائز بينالي الشاعرة د. سعاد الصباح للفنانين العرب في دورته الثانية، في مقر الجمعية بحولي، برعاية وحضور د. سعاد الصباح، ورئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان، وجمع من السفراء والدبلوماسيين والفنانين الكويتيين والعرب.
وتضمن التكريم عرضا بالصوت والصورة لمقتطفات من مسيرة سعاد الصباح الشعرية، من خلال أجمل ما قدمت من قصائد وجدانية ووطنية وإنسانية، وشارك فيه 52 فنانا من الكويت ومختلف الدول العربية، وقدموا أعمالهم برؤى فنية متنوعة، والمميز في المعرض أن أجيالا متلاحقة شاركت بأعمالها في المعرض، مما أعطى له الحيوية والتألق.
ثم استهل عبدالرسول سلمان كلمته قائلا: “حملت إلينا أجهزة الإعلام الدولية خلال مارس الماضي نبأ سعيدا، بحصول د. سعاد الصباح على تكريم من إدارة معارض باريس الدولي للكتاب، ممثلة في نقابة الناشرين بمنحها جائزة تقديرية لإسهاماتها الأدبية والثقافية، كأول امرأة عربية تقوم بهذه المجهودات المتميزة”.
وأضاف: “كما اختيرت سعاد الصباح من قبل المنظمة الأوروبية للتبادل الثقافي كأكثر الشخصيات تأثيرا في الثقافة للعام الماضي، وكرمت على إثر ذلك في بروكسل مارس الماضي، وحضر حفل التكريم الشيخة فضيلة محمد الصباح”.
وبارك لها كل هذه النجاحات والجوائز، وهي التي تعد في طليعة شاعرات العرب، فقد برزت في جهودها الذاتية وإنجازاتها الملموسة وحسها الوطني، لتثبت للعالم أجمع الدور البارز للمرأة الكويتية، إضافة إلى أنها علامة متميزة في الأدب والثقافة والفن، وعلامة بارزة من علامات تفردها في ممارسة أرقى التعبيرات الفنية، التي غمست أنغامها الشعرية في المشاعر الإنسانية، لتعبر عن انتصار الخير والجمال.
وأضاف سلمان أن الأعمال أنجزت خلال 3 أيام، وتميزت بجرأة شديدة وشجاعة في التعبير، وظهر ذلك في استخدام الألوان والتكوينات التشكيلية المركبة، وتأثيرها الرائع في شحن الروح بطاقة إبداعية متميزة.
وتابع: “بينالي سعاد الصباح خطوة جادة نحو آفاق جديدة للنهوض بالفكر التشكيلي العربي، ومسايرة روح العصر وابتكار الأساليب الناجحة، ووضع الفن في سياقه الفكري والثقافي العربي”.
واستطرد: “تشكل الأعمال المعروضة المنجزة جانبا من الأساليب الفنية، التي تزدهر ضمن حركة الفن التشكيلي العربي المعاصر، وهي مع تنوع مستواها التقني وموقفها الفكري تعكس خبرات الفنان العربية إزاء مسألة الفن ليس كمظهر شكلي، وإنما كتجربة روحية معيشة”.
وكشف سلمان ان “التوجهات الكريمة للشيخة الشاعرة د. سعاد الصباح، تؤكد دائما تقديم جميع أشكال الدعم للحركة التشكيلية في الكويت، وتشجيع المبدعين العرب على المزيد من العطاء، من أجل إنماء الفن التشكيلي، وتأكيد النهضة الثقافية التي تشهدها بلادنا في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد”، متقدما بالشكر إلى الرعاية الكريمة التي تقدمها سعاد الصباح، والتي بفضلها تستمر الجمعية في إعداد أنشطتها السنوية.
وبأداء شعري ألقت د. سعاد الصباح كلمتها لتقول: “أيها المتوضئون بماء الألوان/ والباحثون عن السكينة والسلام…/ هنا في هذا المكان العامر بالدفء الإنساني أجد نفسي/ هنا رعشة الريشة، وأمطار اللون، ورائحة الإبداع/ يتحول العالم إلى بستان فرح وسلام”.
وأضافت: “أيها الأصدقاء…/ في هذا الوطن العربي الذي يأكل بعضه بعضاً/ وفي هذا العالم الذي تساقط أبوابه/ وقطعت السياسة فيه الجسور بين الإنسان والإنسان/ نفتح نافذة على الألوان/ لنخرج من النفق الذي حشرنا فيه إلى عالم الجمال”.
وتابعت: “كل ما أريده المحافظة على تلك الجوهرة الثمينة في أرواحنا، التي تسمى الإنسانية، فالفن يبقي الإنسان إنسانا، أيها الأصدقاء، كنت قد تشرفت بدعم هذا البينالي ورعايته منذ انطلاقه، وذلك لإيماني بأن الإبداع هو البساط الأخضر الذي يجمعنا، ومنذ أكثر من 50 سنة، وهذه الجمعية خيمة حافظت على الفن الكويتي وساندته، ولقد قام الفنانون بكتابة تاريخ الكويت برا وبحرا وشعرا وصوتا”.
واستطردت: “تبقى الكويت حضنا لكل فنان ومبدع، وتبقى أرضنا حبلى بالأحمر والأخضر والأصفر والبنفسجي، وبألف زهرة تنتظر الربيع”، وأكدت: “ما الرسم إلا رؤية جديدة للحياة وقصيدة شعرية نقرأ باللون لا بالحرف”.
د. الصباح الفنانين المشاركين في البينالي، كما كرمها سلمان بدرع تذكارية، تقديرا لكل ما تقوم به من خدمات فاعلة وبناءة للفنون التشكيلية المحلية والعربية.