سارق الشمس* صلاح الساير

النشرة الدولية –

بتلعتنا النظرة السلبية فلم تبق ولم تذر. نمارس كراهيتنا لذواتنا دون مبرر، نجلد انفسنا بالكلام وفي اليقظة وفي الأحلام.

نتفنن في صياغة العبارات (الجميلة) التي تتحدث عن (قبحنا) الافتراضي.

فنحن مهزومون متخلفون ومجرد فقاعة (من وجهة نظرنا)، صورتنا النمطية في عيوننا صورة شوهاء.

نصدق كل كلمة تحمل الإساءة إلينا، ونكذب أو نشك في كل كلمة (حق) تقال فينا.

لذلك وعندما خرج من بين صفوفنا من يهجونا رفعناه الى منزلة رسول الحقيقة (المزورة) وأمسى الجميع يردد عبارته (العرب ظاهرة صوتية).

العبارة الظالمة تقصد أن العرب يتكلمون دون فعل.

فكيف يكون ذلك؟ ونحن في المنظومة الخليجية عرب واستطعنا خلال فترة زمنية وجيزة تأسيس مدائن عظيمة وجسور ومرافئ ومطارات.

ومن بعد العرشان والبيوت الطينية شيدنا الضواحي السكنية الحديثة. كما أنشأنا المشافي والجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة وابتعثنا أبناءنا وبناتنا الى مراكز العلوم المتقدمة.

ومن كان جدها بحارا عتيقا أصبحت مهندسة في الكهرباء او في علوم الإلكترونيات أو البرمجيات او في الكيمياء أو الطاقة.

ومن كان والده يرعى الإبل في الصحراء أضحى طبيبا ماهرا أو طيارا أو خبيرا في الذكاء الاصطناعي أو معلما تكبر بين يديه عقول طلاب المعرفة.

أين علامات التخلف في عموم دول الخليج العربي؟ أين أدلة التراجع؟ أين الظاهرة الصوتية المزعومة التي وضعها عبدالله القصيمي عنوانا لكتابه الشهير.

ذلك ان (العرب ظاهرة صوتية) عبارة قد تنطبق على سوانا من المجتمعات العربية التي كانت متقدمة أيام الإدارة الأوروبية ثم تراجعت بعد الاستقلال.

لكن هذه العبارة وفي جميع الأحوال لا تنطبق علينا نحن في دول الخليج حيث قرنا الأقوال بالأفعال، وبفضل قادتنا الحكماء تحولت الغزوات والحروب والتناحر الى استقرار وأمان.

فلماذا جمع عبدالله القصيمي العرب في سلة واحدة؟ ولماذا صدقناه وهو يسرق شمس الحقيقة؟ ولماذا انطلت علينا مقولته المغشوشة؟

الأنباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى