رئيس مجلس الأمة الكويتي: البعض يريد تحويل «البرلماني الدولي» إلى «هايد بارك سياسي»

النشرة الدولية –

دعا رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، الاحد، الى ضرورة ان يضطلع الاتحاد البرلماني الدولي بدوره الاخلاقي في تبني موقف جاد وحاسم إزاء كل ملفات الصراع في العالم.

وقال الغانم في كلمته أمام جلسة المناقشة العامة للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورته ال140 المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة ان البعض يريد تحويل الاتحاد البرلماني الدولي الى “هايد بارك سياسي” ومكان لتبادل الخطب والكلمات فقط في حين يريد العالم من الاتحاد تحمل مسؤولياته الاخلاقية الثقيلة.

وشدد الغانم على ان الهجوم الارهابي على مسجدين في نيوزلندا قبل اسابيع “ايقظ الواهمين بقصر التطرف على دين معين وعرق محدد وملة بعينها قائلا انه زلزل القناعة بحصرية جغرافيا الإرهاب على إقليم او منطقة”.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الغانم : بسم الله الرحمن الرحيم معالي الأخ / أحمد بن عبدالله آل محمود رئيس مجلس الشورى بدولة قطر معالي السيدة / غابرييلا كويفاس بارون رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي معالي السيد / مارتن شونغونغ أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي الأخوة والاخوات أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية السيدات والسادة الحضور ،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتحدث اليكم اليوم من قطر احدى لآلئنا الست التي تشكل قلادتنا الخليجية البراقة أتحدث اليكم من دوحة الخير وهي لمن لا يعرف شقيقة الرياض وأبوظبي ومسقط والمنامة والكويت، من أب واحد اسمه الخليج العربي الخليج الذي جسدت على سواحله وصحاريه منذ القدم أساطير الانتصار على الطبيعة والتحايل على شظف العيش والتعايش مع قسوة الصحراء والتساكن مع احتمالات البحر ( خيره وشره ) ومن هذا الخليج الذي طالما انتصر على السياسة وعوارضها ، بمنطق التاريخ وفطرة الجغرافيا وتشابه الموروث وألفة اللغة وضخامة المشترك ، في بلاد العرب أرحب بكم أيها الاخوة وأحييكم الاخوة والأخوات وأنا أراجع المذكرة التوضيحية لموضوع مناقشتنا العامة استوقفني السؤال المتعلق بكيفية تمكين أعضاء البرلمانات من تعزيز نموذج تعليمي يكافح التعصب ، والتطرف الذي يؤدي الى العنف ، وخطاب التحريض على الكراهية استوقفني هذا السؤال ، لانني تذكرت على الفور صورة اللاجئ السوري خالد حاج مصطفى ، الذي قطع اكثر من 16 الف كيلومتر ليهرب من احتمالية الموت على يد متطرف باسم الإسلام في سوريا، ليلاقي حتفه على يد موتور باسم المسيحية في نيوزلندا ان ما حدث في ( كرايست تشيرتش ) في نيوزلندا قبل أسبوعين أيقظ المغيبين والواهمين ،،، الواهمين بقصر التطرف على دين معين ، أو عرق محدد ، أو ملة بعينها وما حدث في نيوزلندا ، زلزل القناعة بحصرية جغرافيا الإرهاب على إقليم ومنطقة وأنا هنا أسأل ،،، هل كنا بحاجة الى مأساة كمأساة ( كرايست تشيرتش ) لنصل الى اتفاق على العنوان العريض الذي طالما حاولنا تثبيته والتأكيد عليه ؟ وهو ان الإرهاب والتطرف والتعصب والتعنصر لا دين لهم هل كنا بحاجة لخمسين بريئا ، يسقطون بتلك الطريقة المقززة ، حتى نؤمن بعالمية التطرف ، وانه وباء العصر ؟ وهل نحتاج الى مزيد من حمامات الدم المجانية ، لنؤمن بان قضايا الإرهاب والعنصرية والتطرف هي قضايا عابرة للقارات والثقافات ؟ لقد أدنا منذ اليوم الأول ، كل جاهل متطرف مارس القتل باسم نبينا الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام، لأننا نؤمن ان نبينا محمد داعية حب واخاء ، وان الإسلام دين الرحمة والسلام لكننا في ذات الوقت نبهنا وحذرنا، من ذلك الذي يصفي الفلسطيني باسم سيدنا موسى ، ومن ذلك الذي يستهدف الروهينغا باسم بوذا ، وممن يأتي على الأبرياء باسم سيدنا عيسى ، كما حدث في كرايست تشيرتش الأخوة الحضور …..

ان أول علاجات التطرف والتعصب يكمن في شمولية التشخيص ، ووضوح التعاطي ، وعمق التناول وبدلا من الذهاب في السعار المنفعل ، والتركيز على الإجراءات الأمنية الوقائية ، والافراط فيها لدرجة ظلم فئات وشرائح بعينها يجب علينا تفعيل التضامن المجتمعي ، وضبط الجانب الحقوقي ، ومواجهة الإرهاب بمزيد من الشفافية والديمقراطية والحكم الرشيد وهنا أجد نفسي ملزما ، بتوجيه تحية اكبار واعجاب ومؤازرة لحكومة وبرلمان وشعب نيوزلندا الصديق ، وعلى رأسهم رئيسة الوزراء جاسيندا آردين ، الذين سارعوا وبشكل رائع ولافت للانتباه ، بتوجيه رسالة عملية لكل متطرف ، بأن لا مكان لك في نيوزلندا ، وان هدفك في احداث الانقسام المجتمعي لن ينجح ، فكانت النتيجة ان حاصر النيوزلنديون الإرهاب بدلا من أن يحاصرهم وما حدث في نيوزلندا أخيرا ، حدث في الكويت قبل أكثر من ثلاث سنوات ، عندما استهدف الإرهاب مسجدا لإخواننا الشيعة ، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء وبدلا من تحقيق هدف الإرهابيين في احداث الانقسام المجتمعي والدخول في فتنة طائفية، دوت جملة ( هؤلاء أولادي ) التي اطلقها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من موقع الحدث ووسط أشلاء الشهداء والجرحى ، في كل أرجاء البلاد ، وأقيمت مراسم العزاء الجماعية سنة وشيعة في مسجد الدولة الكبير ، في ملحمة مجتمعية استثنائية كانت محل حديث العالم حينها .

 

ما فعلته نيوزلندا قبل أسبوعين ، وفعلته الكويت قبل أكثر من ثلاث سنوات ، هو الذي افتقدناه في مناطق أخرى ، وصراعات أخرى وخير مثال على ما أقول هو كيف تعاطى ويتعاطي العالم ، مع أهم موضع يتجلى فيه الإرهاب والعنصرية والتمييز ، بشكل يومي ومنذ اكثر من 70 عاما ، ودون أن يكون للمجتمع الدولي موقف حاسم وقاطع ازاءه واعني هنا إرهاب الدولة الذي مارسه ، وما زال يمارسه الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين فقط في حالة هذا الكيان الغاصب يتم التغاضي عالميا عن الحسم الأخلاقي فقط في حالة هذا الكيان المحتل يسمح العالم له ان يمارس القهر والإرهاب والتمييز والتنكيل والفرز على الهوية واحتلال الأراضي فقط في حالة هذا الكيان المتغطرس تصبح القرارات الدولية القاطعة ، مجرد كلام غير ملزم وغير ذي فائدة وفي هذا السياق ، نؤكد رفضنا للاعلان الأحادي الأمريكي الأخير ، بالاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان المحتل ، لما تمثله تلك الخطوة من خروج على قرارات الشرعية الدولية ، وخاصة القرارين 242 و 497 ولما تسببه من أضرار وتأثير سلبي على عملية السلام ، المصابة بالجمود منذ سنوات.

الاخوة الحضور …..

ان على الاتحاد البرلماني الدولي مسؤولية أخلاقية ثقيلة ، في تبني موقف جاد وحاسم إزاء كل الإجراءات الأحادية المتعلقة بكل ملفات الصراع في العالم ، والتي تمثل نكوصا وخروجا على المرجعيات الدولية محل الاتفاق عالميا ، وتفتح الباب على مصراعيه لسياسات المحاباة والانحياز والتعامي والاستثناء أقول هذا الكلام لأنني ما زلت أؤمن بكياننا بالاتحاد البرلماني الدولي ورسالته بمنظمتنا التي يريد البعض ان يحولها الى ( هايد بارك سياسي ) ومكان لتبادل الخطب والكلمات فقط، في حين نسعى نحن الى جعلها منظمة ، تضطلع بكل ثبات وثقة ، بدورها الأخلاقي ، كجامعة عالمية تضم كل ممثلي شعوب الأرض.

ختاما ….

شكرا لدولة قطر (أميرا وحكومة وبرلمانا وشعبا) على حسن التنظيم وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زر الذهاب إلى الأعلى