اليمين ينافس اليمين بالانتخابات الإسرائيلية.. وكلاهما سيىء للفلسطينيين

النشرة الدولية –

قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة، الثلاثاء، تزامناً مع انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

وتشهد خارطة الانتخابات تنافساً غير مسبوق بين أحزاب يترأسها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وزعيم حزب «الليكود اليميني» والذي يحظى بدعم الإدارة الامريكية وقوى اليمين الاسرائيلي المتطرف وعلى رأسهم المستوطنون المتدينون، ينافسه بالمقابل ثلاثة أحزاب اجتمعت في ائتلاف واحد تحت مسمى «ازرق – أبيض» بزعامة بيني غاينتس ويساعده موشيه يعلون ويائير لبيد، فيما تشارك في الانتخابات أحزاب وحركات عربية بقائمتين انتخابيتين هما قائمة تحالف الحركة الإسلامية مع التجمع الوطني الديمقراطي، وقائمة تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (التي يقودها الحزب الشيوعي الإسرائيلي) مع الحركة العربية للتغيير.

ورغم توقعات بعدم حدوث مفاجآت في الانتخابات حيث ترشح استطلاعات الرأي العام فوز اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو، إلا أن هذه الانتخابات تعتبر أكثر انتخابات تتقارب فيها حظوظ المتنافسين تشهدها إسرائيل منذ سنوات. وفيما يسعى نتنياهو للفوز بدورة خامسة في منصب رئيس الوزراء، وسيتفوق، إذا أعيد انتخابه، على مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون بوصفه رئيس الوزراء الأطول بقاءً في منصبه في تاريخها، إلا أنه يواجه تحديين أساسيين، هما اتهامات بالفساد، وأشد منافس له منذ سنوات، بني غانتس، في حين أن  نتنياهو وغانتس لم يطرحا خطط للسلام مع الفلسطينيين بشكل بارز في هذه الانتخابات.

في كل المعارك الانتخابية السابقة التي أجريت في إسرائيل على مدار سبعة عقود، كان الموضوع الفلسطيني هو المتصدر للبرامج الانتخابية، خاصة لدى الأحزاب الكبرى، لكن الملاحظ في المشهد الانتخابي اليوم في إسرائيل، هو السيطرة الحاسمة للطروحات اليمينية بغض النظر عن تسميات حزب يميني، أو حزب وسطي. فطروحات الأحزاب المؤثرة بالمجمل، إن لم يكن كلها، ترفض حل الدولتين، وتؤيد الاستيطان في الضفة الغربية، بل هضبة الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من إسرائيل. وربما يمثل حزب «القوة اليهودية» الجديد، والمدعوم من نتنياهو، أبرز معالم اليمينية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي اليوم وهو الحزب الذي يمثل عقيدة مؤسس حركة «كاخ» الحاخام الإرهابي مائير كاهانا الذي قُتل في نيويورك عام 1990.

في السياق، دعا ما يسمى «اتحاد منظمات الهيكل» مجموعات المستوطنين ونشطاء وأعضاء منظمات «الهيكل» المزعوم، لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع انتخابات الكنيست، على أن يتقدم الاقتحامات أعضاء وحاخامات بارزون. كما حث أنصاره على انتخاب أي من الأحزاب التي تنادي بتغيير الوضع القائم في الأقصى لصالح اليهود وبناء «الهيكل» المزعوم في ساحات الحرم.

إلى ذلك، رصد تقرير صدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أمس الاثنين، أكثر من 100 انتهاك للمسجد الأقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف خلال آذار، في إشارة واضحة إلى ازدياد حالات الاقتحامات والتدنيس للمسجدين، بواقع 56 انتهاكا للأقصى، و53 للإبراهيمي.

زر الذهاب إلى الأعلى