«لوياك».. الشجرة المثمرة* إيمان جوهر حيات

النشرة الدولية –

لا تُرمى بالحجر إلا الشجرة المثمرة.

وها هي «لوياك» تتعرّض لحملة شنعاء، كما تعرّضت مسبقا جمعية الحرية الكويتية، والتي شهدتها وعاصرتها بكل أسف وأسى.

بسبب رأي شخصي اجتزئ من كلام السيدة الفاضلة فارعة السقاف لغرض ادانتها، وهي عبّرت عن وجهة نظرها «الخاصة» ولم ينتج عن ذلك ضرر فعلي للبلد، علماً بأن ما صرّحت به السيدة فارعة السقاف لا يمت بصلة بنشاطها في «لوياك»، حيث التزمت السيدة فارعة بنهج «لوياك»، تلك المنظمة غير الربحية التي تأسّست عام 2002 كمبادرة مجتمعية من قبل مجموعة من السيدات الفاضلات اللائي رأين وجوب ممارستهن دورهن في المجتمع، خاصة بعد انتشار التعصّب وما نتج عنه من تطرف وارهاب كبّدا اغلب المجتمعات التي حولنا خسائر فادحة.

«لوياك» مشروع يهدف إلى انشاء مجتمع مترابط ومتّزن عن طريق نشر وتأصيل القيم الإنسانية وتثقيف وتنمية الوعي لدى فئة الشباب وتأهيلهم، من خلال البرامج التنموية المختلفة وإعدادهم لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك وهو الأهم حمايتهم من الانزلاق في وحل التعصّب الذي فتك بالشعوب والأوطان، والشواهد من حولنا كثيرة.

وأستغرب بعض نواب التكسّبات السياسية الذين أصبح لا شغل لهم إلا التربّص بالقيل والقال، وتضخيم الأمور البسيطة وخلط الحابل بالنابل لتسليط الضوء عليهم، بعد أن خفت، بسبب تراجعهم في أداء أدوارهم في التشريع والرقابة والمتابعة.

لقد سئمنا هذا التسلّط غير المسبوق، الذي لم نر من ورائه سوى الضجيج والضوضاء، والذي أصبحت غايته بيّنة للجميع؛ وهي طمس القضايا المستحقة على حساب إثارة مواضيع هامشية تخلق الشقاق بين أفراد المجتمع وما يلازم ذلك من تكسبات سياسية ومصالح شخصية على حساب المجتمع والوطن، ما حصل لفعالية اسبوع «البدون» الثقافي ليس ببعيد!

قيدتم الحريات، دهورتم الاقتصاد، منعتم الندوات، وحظرتم الكتب، وأتلفتم الفن، وأقصيتم الثقافة، وكفّرتم المختلف، ونبذتم المواطنة.. ماذا تفعلون؟ وكيف تفكّرون؟ والى متى ستستمرون في هذا النهج المتعسّف؟

وأتساءل: أين دوركم من القضايا المستحقة التي دارت في كواليس البرلمان لسنين من دون حلول جذرية؟

لم نرَ سوى إشعال الشارع بقضايا مستهلكة وتصريحات جياشة متتالية، وحصيلة الانجاز لا شيء.

«لوياك» قامت بدورها المجتمعي على أكمل وجه، ولها كل الشكر والامتنان بما قدمته لابنائنا من برامج وأنشطة غايتها الارتقاء بالمجتمع، والمفترض دعمها ومساندتها على انجازاتها المشرفة ذات الأثر الإيجابي على المجتمع، فهي شريك فاعل ولا نقبل بالتقليل من دورها واقصائها وتشويه مساعيها بسبب قصور في نظر البعض أو مصالح دفينة لا نعلم خباياها.

لا أريد التشكيك، ولكن التنويه بأن ما يصدر عن بعض المسؤولين من تصرّفات غير مسؤولة وارتجالية مغلفة بنبرة التعصب أو التكسب لن يقود البلد إلا إلى طريق الهاوية، ولا نقبل بذلك.

منقول عن جريدة القبس الكويتية

 

زر الذهاب إلى الأعلى