خمس نقاط تجعل طفلك يسمع الكلام* لمياء المقدم

النشرة الدولية –

نتمنى جميعا لو أن أطفالنا يستمعون لما نطلبه منهم ويستجيبون له بسهولة، لكن هذا لا يحدث دائما، لأسباب أو لأخرى، وأغلب الأمهات والآباء يعانون في هذا الجانب.

علم التربية يقول إن الأصل في الطفل هو الاستماع والاستجابة لأوامر وطلبات والديه، لأن الطفل يسعى دائما لأن يكون محل فخر بالنسبة لهما، فإذا لم يستجب لما يطلبانه منه، فلا بد من التأكد أولا من أن لا عوامل خارجة عن إرادته تقف وراء ذلك. الأطفال لا يستمعون ليس رغبة في عدم الاستماع، وإنما لسبب آخر علينا أن نجده ونتعاطى معه، والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: هل لديه مشكل في السمع؟ هل يشعر بضغط ما؟ هل الطلب واضح بما يكفي؟ هل هو مرهق أو جائع؟ هل هناك شيء يزعجه (حفاظات غير نظيفة مثلا) فالأطفال المرهقون والجائعون وغير المرتاحين لا يمكن أن يستمعوا لما نطلبه منهم، لأن شيئا آخر يشغلهم ويعكر مزاجهم.

وفيما يلي خمس نقاط مهمة تساعد على جعل الأطفال يستمعون لما نطلبه منهم ويستجيبون له:

1- لا بد من إيجاد التواصل معهم قبل طلب أي شيء، فَلَو كان ابنك مشغولا باللعب أو بأي شيء، عليك أن تتحركي باتجاهه وتضعي يدك على كتفه أو تناديه باسمه، ثم تنتظري قليلا إلى أن يحدث التواصل المطلوب بينكما، والذي يأتي عادة إما على شكل رفع رأسه باتجاهك، وإما بالنظر إليك أو التوقف عن اللعب لوهلة، وقبل طلب ما ترغبين به منه، عليك أن تثني على استجابته للتواصل معك بكلمات من قبيل “شكرا لأنك تسمعني، أو شكرا لأنك تنظر إلي”.

احرصي على أن تكوني في مستوى عينيه أثناء عملية التواصل، وأن لا تنحني عليه من فوق أو تخاطبينه وأنت واقفة. بعض الأطفال الذين لديهم مشكلة مع “السلطة”، سيجدون أن هذه الطريقة مهينة لهم، والطريقة المثلى هي أن تثني ركبتيك أو تجلسي على كرسي قبالته.

2- اطلبي ما ترغبين به من طفلك بشكل واضح وبسيط وبجملة إيجابية وليس سلبية، فمثلا لا تقولي له “لا تركض على الدرج”، وإنما “اصعد الدرج بهدوء”. مشكلة الجملة السلبية أنها تذكر السلوك الذي لا ترغبين في رؤيته من طفلك (لا تركض)، ولكنها لا تذكر ما تحبين أن تريه، في حين أن الجملة الإيجابية تسمي بشكل مباشر ودقيق السلوك الذي ترغبين في رؤيته وهو (اصعد بهدوء)، وهذا يسهل الأمر كثيرا على الأطفال. كما أن الجملة السلبية تحفز المقاومة لدى الأطفال وتدعوهم للعناد ولكسر الحاجز، فالمرفوض مرغوب كما نعرف.

3- اذكري ما ترغبين به من طفلك بكلمات واضحة ودقيقة وبسيطة ومن دون استعمال عبارات من قبيل “ربما” و”لاحقا” و”أحيانا”. إذا لم يفهم الطفل المطلوب منه ولو جزئيا فإنه يتخلى عن التفكير فيه بشكل تام. “ربما يجب أن ترتب غرفتك”، “إذا أنهيت دروسك تستطيع لاحقا أن تلعب في الحديقة”، “يجب أن لا تنشغل بهاتفك أحيانا”، كل هذه الجمل لا معنى لها بالنسبة للطفل، لأنها عائمة وفضفاضة، فربما تعني أن الأمر غير مؤكد، ولاحقا، تعني الزمن برمته، وأحيانا، تعني مؤقتا وليس دائما.

4- اشرحي الأسباب وراء الطلب الذي تطلبينه وركزي على النتائج الإيجابية للسلوك الذي ترغبين برؤيته لدى طفلك. يستجيب الأطفال لسلوك ما عندما يفهمون دوافعه وما سيترتب عنه أفضل بكثير من استجابتهم للتهديد. يجب أن يفهم الطفل لماذا تطلبين منه شيئا بعينه وما الذي سيحدث إذا استجاب وقام بما تطلبينه، مثال: “يجب أن تغسل أسنانك كل يوم قبل النوم مباشرة لكي لا تصاب بالتسوس، وإذا أسرعت، سيكون أمامنا وقت لنقرأ حكاية في الفراش”. ركزي على النتائج الفورية والقريبة بدل النتائج بعيدة المدى (قراءة حكاية في الفراش).

5- النقطة الخامسة والمهمة هي أنك إذا أردت أن يستمع لك طفلك فيجب أن تستمعي إليه. الأطفال يقلدون سلوك آبائهم ويعكسون ما يرونه منهم. إذا لم تستمع لما يقوله طفلك فلن يستمع لما تقوله، لذلك يجب أن تحاول أن تكون قدوة وتعطي المثال الجيد، فمثلا إذا جاء ابنك ليكلمك أو يطلب منك شيئا ما، عليك أن تتوقف عن العمل، أو التكلم في الهاتف أو القراءة، تضع ما بيدك جانبا وتبدأ في بناء التواصل المطلوب، أي كل العملية المذكورة في النقطة رقم 1.

عن موقع جريدة العرب

زر الذهاب إلى الأعلى