الأمم المتحدة قلقه حول الأوضاع في ليبيا وتدعو لهدنة إنسانية تسمح بخدمات الطوارئ ومرور المدنيين
الأمم المتحدة – هبة المغربي –
دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى التوصل لهدنة إنسانية تسمح بتقديم خدمات الطوارئ والمرور الطوعي للمدنيين، بمن فيهم الجرحى من مناطق النزاع، معربة عن قلقها العميق إزاء تصاعد حدة الاشتباكات في جنوب طرابلس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وحول انعكاسات ذلك على حالة استقرار ورفاة المدنيين في مناطق الاشتباكات وحولها. ولا سيما في ظل المعلومات الواردة التي تشير إلى تصاعد نزوح الأهالي ومنع وصولهم إلى خدمات الطوارئ.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث الرسمي للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي اليوم في نيويورك، تطرق خلاله إلى التقارير الواردة من زملائه في المجال الإنساني بالميدان، والتي تؤكد على ارتفاع وتيرة النزوح من المناطق المتأثرة بالاشتباكات في طرابلس وحولها، لافتا إلى أن إحصائية المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى نزوح أكثر من 8000 شخص خلال الأيام القليلة الماضية.
ونوه إلى تلقي وكالات الأمم المتحدة لطلبات 650 عائلة تطلب انتقالها إلى مناطق أكثر أمانًا. موضحا بأنه وبسبب القيود المفروضة على عمليات الوصول جراء الأعمال القتالية والاستخدام العشوائي للأسلحة، فلم تتمكن فرق الإجلاء إلا من الاستجابة إلى نسبة 15 في المائة من جميع هذه الطلبات. وقال “الأسر التي تقطعت بها السبل داخل مناطق النزاع لا تخشى سلامتها فحسب ، بل بدأت نفاد الإمدادات”.
وأضاف “يعمل مزودو خدمات الطوارئ بمخاطر شخصية كبيرة، في وقت قتل فيه ثلاثة من أفراد الطاقم الطبي وجُرح أربعة من المستجيبين الأوائل”. ولفت إلى أن فرق الإخلاء أصدرت نداءً عاجلاً لإقامة سترات واقية من الرصاص وخوذات لحماية موظفيها من الأذى أثناء الخدمة.
وذكر المتحدث الرسمي بأن منظمة الصحة العالمية (WHO) قامت من جانبها مؤخرا، بنشر فرق طبية طارئة لمساعدة المستشفيات على التغلب على عبء حالاتها ودعم الطاقم الجراحي، بالتعاون مع وزارة الصحة، مشيرا إلى أن المنظمة تخطط حاليا لنشر فرق وإمدادات إضافية لحالات الطوارئ لدعم المستجيبين من الخط الأول ، كما قامت بتنشيط مخزونات الطوارئ التي تم وضعها في موقع استراتيجي قبل بدء القتال. كما تعمل هذه الوكالة حاليا مع الشركاء لدعم الاحتياجات الطبية للنازحين والمهاجرين.
ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبينما يواصل معظم النازحين بسبب القتال البحث عن مأوى مع أفراد الأسرة وغير ذلك من ترتيبات الاستضافة ، فقد تم إنشاء ملاجئ جماعية متعددة في مختلف مناطق طرابلس. ومع ذلك ، كان لا بد من إجلاء اثنين على الأقل من هذه الملاجئ ونقلها اليوم ، حيث اقتربت خطوط الصراع من الاقتراب.
وجدد المتحدث الرسمي دعوة الأمم المتحدة للتوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بتقديم خدمات الطوارئ والمرور الطوعي للمدنيين ، بمن فيهم الجرحى من مناطق النزاع.
وكرر نداء الأمين العام القوي من أجل وضع حد فوري للقتال. وقناعته بعدم وجود حل عسكري للأزمة الليبية، مشددا على الحاجة الماسة لعودة الأطراف المعنية إلى عملية سياسية جادة.
وكشف دوجاريك عن توجه بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا نخو تقليص تواجدها العسكري والدعم الإنساني تأثرا بالصراع الدائر، وجدد مناشدة الأمم المتحدة لجميع الأطراف المعنية لإحترام دعوات الهدنة الإنسانية للسماح للمدنيين المحاصرين وسط تبادل لإطلاق النار بالانتقال إلى أماكن أكثر أمناً.