السودان: المتظاهرون يطالبون بتنحي المجلس العسكري والأخير يعلن فترة إنتقالية لعامين وحزب الأخوان المسلمون يتبرأ
الخرطوم – عماد عثمان –
أفاد مراسلنا في الخرطوم عماد عثمان، بإحتشاد مئات الآلاف من المتظاهرين السودانيين بالشوارع المحيطة بمجمع وزارة الدفاع في وسط العاصمة السودانية الخرطوم يوم الجمعة.
ونوه إلى أن المحتجون عبروا عن غضبهم تجاه المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي أعلن فترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى بعد أن أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير يوم الخميس.
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الجمعة رفضه ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري الانتقالي مجددا مطلبه تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية ومعتبرا تسلم الأخير للسلطة مسرحية هزلية .
واعتبر التجمع أن النظام “عجز حتى أن يخرج بسيناريو جيد، يربك الحركة الجماهرية ويهز وحدتها”. وتابع: “ما حدث (إجراءات قادة الجيش الخميس) لم يكن سوى تبديل أقنعة نفس النظام الذي خرج الشعب ثائراً عليه وساعياً لإسقاطه واقتلاعه من جذوره”.
وأكد على أن مطالبهم “واضحة وعادلة ومشروعة”، وتتمثل في “تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية كأحد الشروط الواجبة النفاد”.
وقال: “سنقاوم الطوارئ وحظر التجوال وكل الإجراءات” التي أعلنها قادة الجيش، و”سننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب”.
وأضاف: “نتمسك بمواصلة السلمية والثورة ونحن في ذات الوقت نرحب بأي بادرة تحقن دماء الشعب وتعيد الأمور لنصابها”.
واعتبر أن “الأمل في شرفاء الجيش، ضباطا أو ضباط صف وجنود، في ضبط ساعة التغيير وربط أحزمة أمان الثورة”.
ومن جانبه أعلن رئيس المجلس السياسي العسكري المؤقت في السودان إن الجيش “ليس لديه أي طموح لعقد مقاليد السلطة” ، وشدد على إستعداده للتنحي في أقرب وقت إذا تم تشكيل حكومة،
وأوضح الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة “نحن مع مطالب الناس اليوم. سندير لنا حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار مؤكدا انهم غير طامعين في السلطة.”.
وحذر رئيس اللجنة المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي المحتجين من تداعيات غلق الطرق والجسور وشل حركة السير في البلاد متعهدا بمحاكمة كل الاطراف المسؤولة عن قتل المتظاهرين.
وقال رئيس اللجنة السياسية إن المجلس “لن يملي شيئا على الناس ويريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية”.مشيرا الى إن اللجنة تعتزم بدء حوار مع الكيانات السياسية في وقت لاحق اليوم الجمعة.
وأفاد الفريق عمر زين العابدين إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا الذي ينتمي إليه الرئيس المخلوع عمر البشير سينافس في الانتخابات المقبلة.
كما أكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري ان اعتقال رموز النظام السابق اعتقالات “حقيقية” مشيرا أن المجلس العسكري يرفض تسليم الرئيس المعزول عمر البشير للخارج وذلك ردا على دعوات تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.
وقال الفريق عمر زين العابدين إن المجلس لن يسلم الرئيس المخلوع عمر البشير لكنه قد يمثل للمحاكمة داخل البلاد مضيفا “احنا كمجلس عسكري في فترتنا الرئيس (البشير) ما هنسلمه للخارج، نحاكمه لكن ما بنسلمه”.
ونوه إلى أن المجلس العسكري لن يفرض أي شيء على الشعب، وإنما سيعمل من أجل تهيئة جو للحوار، مؤكدا على أن المجلس العسكري ليس لديه حل للأزمة السياسية ، والحل سوف يأتي من المتظاهرين أنفسهم.
دعوة لتسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية
قالت ميشيل باشيليت مسؤولة حقوق الانسان بالامم المتحدة في بيان يوم الجمعة انه يتعين على السلطات السودانية الافراج عن المحتجزين بسبب الاحتجاج السلمي والتحقيق في استخدام القوة ضد المظاهرات منذ ديسمبر كانون الاول. (رويترز)
وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريس انه دعا الى تحول يستجيب “للتطلعات الديمقراطية” للشعب السوداني ونادى “بالهدوء وبأقصى درجات ضبط النفس من جانب الجميع”. جاء ذلك بعد أن شجب الاتحاد الإفريقي الإطاحة العسكرية للبشير ، قائلاً إنها “لم تكن الاستجابة المناسبة للتحديات التي تواجه السودان وتطلعات شعبه”. قال المتحدث ستيفان دوياريك إن الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن أمله في أن تتحقق الطموحات الديمقراطية للشعب السوداني من خلال عملية انتقالية مناسبة وشاملة. (فانجارد ، نيجيريا)
وقد حثت هيومن رايتس ووتش السودان على تسليم الرئيس السابق عمر البشير على الفور إلى المحكمة الجنائية الدولية. (NHK) المجلس العسكري السوداني ، الذي يحكم البلاد حالياً ، لن ينقل الرئيس عمر البشير. (سبوتنيك ، روسيا) لن يتم تسليم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير ، بل يمكن محاكمته في بلده. هذا هو ادعاء المجلس العسكري الذي تم تنصيبه أمس بعد رحيل البشير ، الذي حكم السودان لمدة ثلاثة عقود. (يورونيوز)
قُتل ما لا يقل عن 13 شخصًا في السودان يوم الخميس عندما تدخلت قوات الأمن في الاحتجاجات ، وفقًا للجنة المركزية للأطباء السودانيين. وكان من بينهم متظاهرون في العاصمة الخرطوم ، في بيان في وقت مبكر يوم الجمعة. (أنادولو ، تركيا)
تظاهر آلاف المتظاهرين السودانيين خارج وزارة الدفاع في الخرطوم للضغط من أجل تشكيل حكومة مدنية ، متحدين بذلك حظر التجول والدعوة إلى الصلاة الجماعية بعد الإطاحة بالجيش عمر البشير بعد 30 عامًا من الحكم الاستبدادي. (رويترز) تجمع المحتجون خارج مقر الجيش و تحدى حظر التجول الذي تم في أعقاب الانقلاب. يسمونه الآن بـ “سقوط” الطغمة العسكرية. (لوموند ، فرنسا)
وقالت سارة عبد الجليل المتحدثة باسم جمعية المهنيين السودانيين “هذا انقلاب معاد تدويره ولن يكون موضع ترحيب على الإطلاق”. قالت إن تصريح ابن عوف “بعيد عن توقعات شعب السودان … وهو تسليم السلطة سلميا من النظام ، دون قيد أو شرط ، وحكومة انتقالية مدنية.”
حزب الأخوان المسلمون يتبرأ
وفي محاولة فاشلة لتسلق نتائج التظاهرات الشعبية، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع، عمر البشير، رفضها لبيان وزير الدفاع عوض بن عوف الخميس، الذي أعلن فيه عزل البشير واعتقاله وإعلان حالة الطوارئ.
وفي بيان نشره المراقب العام، عوض الله حسن سيد أحمد، على صفحته في “فيسبوك”، نددت الجماعة ببيان بن عوف ووصفته بـ”سياسات النظام الفاشلة”.
وأوضح قائلاً: “طالعنا اليوم نائب الرئيس ووزير الدفاع ببيان فيه التفاف واضح على المطالب الحقيقية لجماهير الشعب السوداني”.
وبعد انقلاب الشعب على الرئيس المعزول، سعت الجماعة السياسية التي تعاني من غضب الشعب السوداني أن تباعد بينها وبين البشير، الذي كان يوماً من كوادرها ويمثلها.
وقالت جماعة الإخوان في البيان: “إن إعلان خلع رأس النظام خطوة كبيرة في طريق الإصلاح والتغيير”، ولكنها أوضحت أنها ضد القيادات العسكرية التي قامت بالتخلص منه.
إجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات السودانية
ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة التطورات في السودان وبدأ المجتمع الدولي في الرد على هذه التغييرات. من المتوقع أن يناقش المجلس الوضع في السودان خلال اجتماع مغلق يوم الجمعة تم طلبه أيضًا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا. (هيرالد ، زيمبابوي)
وعلقت الولايات المتحدة يوم الخميس المناقشات مع السودان حول تطبيع العلاقات بين البلدين بعد أن أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير وقالت إنها ستدير البلاد لمدة عامين. (رويترز)