كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس تحترق

النشرة الدولية –

إندلع حريقاً ضخما في كاتدرائية نوتردام، الشهيرة في باريس فرنسا، اليوم الإثنين، وقد أعلن رجال الإطفاء أسباب الحريق بأنها غير معروفة، إلا أن بعضهم رجح بأنها ناجمة عن أعمال ترميم المبنى.

وكانت الكنيسة الكاثوليكية قد طالبت العام الماضي بتوفير تمويلات عاجلة لترميم الكاتدرائية التي تعود إلى 850 عاما.

وذكر شهود عيان في محيط الكاتدرائية، إلى أن ألسنة الدخان تصاعدت بشكل كبير من أعلى قمة الكاتدرائية التي ترجع للعصور الوسطى كما انتشرت ألسنة اللهب أيضا بجانب برجي الكاتدرائية، مما تسبب بانهيار البرج التاريخي للكاتدرائية بسبب النيران، وانهيار سقف الكاتدرائية بالكامل.

وأضافت إدارة الإطفاء أن عملية إطفاء كبرى جارية حاليا، بينما قال متحدث باسم بلدية المدينة على تويتر إنه يجري إخلاء المنطقة.

وقالت رئيسة بلدية باريس: “الحريق رهيب” في كاتدرائية نوتردام.

Embedded video

أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الداخلية لوران نونييز أنّ إنقاذ كاتدرائية نوتردام التي لا تزال عرضة لحريق كبير منذ مساء الاثنين “ليس مضموناً” على الرّغم من استنفار نحو 400 عنصر إطفاء واستخدام 18 سيارة إطفاء.

وقال الوزير لدى تفقّده مكان الكارثة بعيد ثلاث ساعات تقريباً على اندلاع النيران “في الوقت الذي نتحدث فيه لم تتم السيطرة على الحريق بعد”.

وأضاف أنّ “عناصر الإطفاء يحاولون إخماد النيران بواسطة 18 سيارة إطفاء من الخارج كما من الخارج في محاولة لإنقاذ هذا المعلم، وهو أمر ليس مضموناً حتى الساعة”.

وأعلنت فرق الإطفاء الفرنسية أنّها نجحت في “إنقاذ الهيكل الرئيسي” لكاتدرائية نوتردام التاريخية في وسط باريس.

وقال قائد فرق الإطفاء في باريس جان-كلود غالية للصحافيين “يمكننا القول إنّ الهيكل الرئيسي لنوتردام قد تم إنقاذه والمحافظة عليه”، مشيراً إلى أنّ برجي الكاتدرائية الرئيسيين تم إنقاذهما على ما يبدو.

بدوره قال وزير الداخلية لوران نونيز إنّ “ضراوة النيران تراجعت”، داعياً في الوقت نفسه إلى “الحذر الشديد” بسبب إمكانية استعارها مجدّداً.

واندلع حريق ضخم لم تعرف أسبابه بعد قبيل الساعة السابعة مساء في الكاتدرائية الباريسية التاريخية وقد أدّت النيران حتى الساعة إلى انهيار انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 مترا، وسقفها.

وأفادت فرق الاطفاء أن الحريق “مرتبط على الأرجح” بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية، علما بأنه اندلع قبل بضعة أيام من احتفال المسيحيين الكاثوليك بعيد الفصح.

وامتد الحريق، إلى سطح الكاتدرائية التي تعود للعصور الوسطى وسرعان ما التهم قمة البرج العملاق للكاتدرائية الذي انهار على أثر ذلك، ثم سقط السطح كله.

وقال متحدث باسم الكاتدرائية إن الإطار الخشبي للكاتدرائية سقط على الأرجح وإن قبة الكاتدرائية مهددة هي الأخرى.

وقال أندريه فيون الناطق باسم كاتدرائية نوتردام لوسائل الإعلام الفرنسية: “كل شيء يحترق، لا شيء سيبقى من الإطار”.

الكاتدرائية التي يعود تاريخ إنشاؤها للقرن الثاني عشر تضم عددا لا يحصى من الأعمال الفنية وتعد أحد أشهر المعالم السياحية في العالم.

وسبب الحريق الكارثي لم يعرف بعد، غير أن وسائل الإعلام الفرنسية نقلت عن فرقة إطفاء باريس القول إن الحريق “ربما يرتبط” بمشروع ترميم تبلغ كلفته ستة مليارات يورو(6,8 مليار دولار) لسطح الكاتدرائية والذي يتكون من 250 طنا من الرصاص.

وأكد مسؤول فرنسي أنه لا أنباء عن إصابات حاليا في حريق كاتدرائية نوتردام بباريس والسلطات تحقق في سبب الحريق.

وذكر شاهد من “رويترز” أنه أمكن رؤية الدخان وهو يتصاعد من قمة الكاتدرائية التي ترجع للعصور الوسطى كما انتشرت ألسنة اللهب بجانب برجي الكاتدرائية.

 

انهيار برج الكاتدرائية

وأفاد شهود عيان بانهيار البرج التاريخي لكاتدرائية نوتردام بسبب النيران، وانهيار سقف الكاتدرائية بالكامل.

وأفاد مكتب مدعي عام باريس إنه بدأ تحقيقا في الحريق.

ماكرون يشاطر فرنسا آلامها

وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلغاء خطابا موجها للفرنسيين بسبب الحريق، وتوجه إلى كاتدرائية نوتردام لمواكبة جهود مكافحة الحريق.

وأكد ماكرون الاثنين انه يشاطر “الأمة بكاملها آلامها” بسبب حريق كاتدرائية نوتردام مبدياً “تضامنه مع جميع الكاثوليك وجميع الفرنسيين”.

وكتب ماكرون على تويتر “نوتردام دو باري تحترق، أمة بكاملها تتألم.. ، انا حزين هذا المساء لرؤية جزء منا يحترق”.

 

تضامن دولي مع فرنسا

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين أن كاتدرائية نوتردام في باريس التي تتعرض لحريق كبير تشكل “رمزا لفرنسا” و”لثقافتنا الأوروبية”.

وكتب شتيفن سيبرت المتحدث باسم ميركل على تويتر أن “هذه المشاهد الرهيبة للنار تلتهم نوتردام تؤلمنا.. نوتردام هي رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية.. نحن متضامنون مع أصدقائنا الفرنسيين”.

من جهته، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحريق بأنه “فظيع” واقترح استخدام طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق.

وأكدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو اودري ازولاي وقوف المنظمة “إلى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن”.

فيما أعلنت لندن وقوفها بحزن مع باريس بسبب الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حزنه البالغ على حريق برج كنيسة نوتردام بفرنسا.

وقال في تغريدة له على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي “تلقيت بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام، مضيفا أن فقدان ذلك الأثر الإنسانى العظيم خسارة فادحة لكل البشرية”.

وقالت ماري إيلين ديدييه المكلّفة بمشروع الترميم “إنه حدث استثنائي بالفعل وساحر. وهي المرة الأولى التي نعاينها (التماثيل) عن قرب منذ نصبها في الموقع” في الستينيات من القرن التاسع عشر.

وتقدّر كلفة عملية ترميم التماثيل هذه بحوالي 800 ألف يورو، في حين تبلغ الميزانية الإجمالية لمشروع تجديد البرج الممولة من الدولة، 11 مليون يورو.

وتشهد الكاتدرائية خمسة قداديس كل يوم وسبعة في الآحاد.

وتستقطب هذه الكاتدرائية التي تعدّ من المعالم البارزة في باريس والمشيّدة بين 1163 و1345، نحو 13 مليون زائر كلّ سنة.

وفي 12 من الشهر الجاري، رفع 16 تمثالا نحاسيا من برج كاتدرائية نوتردام في باريس لنقله بهدف ترميمه في سياق عملية دقيقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى