نتنياهو ومرض تضخم «الذات»* رجا طلب
النشرة الدولية –
أنا متاكد من أن الـ «Ego» أو «تضخم الذات» لدى نتنياهو قد تعمق بصورة مَرضية أكثر بعد كسبه انتخابات الكنيست الواحدة والعشرين التي جرت يوم الثلاثاء الفائت من هذا الشهر، وهذه الانتخابات لها نكهة خاصة لدى نتنياهو كونه حقق تعادلا في مقاعد الكنيست مع تحالف «أزرق أبيض» الذي ضم ثلاثة جنرالات كبار وهم بني غانتس، ويعلون واشكنازي، ولنتنياهو عقدة متأصلة نتيجة فشله في أن يكون عسكرياً محترفاً وناجحاً على غرار شقيقه يوناتان نتنياهو الذي قتل على أيدي عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عينتيبي بأوغندا عام 1976 في محاولة لتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا على متن طائرة «العال» المختطفة، فمقتل يوناتان زاد من حقده وعنصريته ضد الفلسطينيين هذا علاوة عن تربيته في بيت يؤمن بـ «الصهيونية العنصرية»، فوالده بن صهيون نتنياهو أحد الأكاديميين والمؤرخين الذين كرسوا أبحاثهم ودراساتهم لتشويه صورة العرب ومن أبرز تلك الأبحاث بحثه عن نشاة «محاكم التفتيش» والذي تغاضى فيه تماماً عن اضطهاد تلك المحاكم للمسلمين وركز على اضطهاد اليهود، وكان بن صهيون مقرباً جداً من زئيف جابوتنسكي أحد عتاة الصهيونية الداعي لإقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن والتي استوحى منها حزب الليكود فكرة «أن الاردن هو أيضاً وطن لليهود».
أيقن نتنياهو بعد أن درس وعمل في أميركا أن لا مجال له للوصول إلى «السلطة» بامكانياته الذاتية داخل المعادلة الإسرائيلية التي يسيطر عليها حزب العمل أو حزب الليكود، فاختار وبذكاء الاستقواء على تلك المعادلة بالتواصل وكرجل علاقات عامة مع «الايباك» أولاً، وثانياً التواصل مع مؤسسات صنع القرار والشخصيات المهمة فيها مستغلاً ثقافته الأميركية في إبهار كل من تعامل معه، وتحول نتنياهو إلى ما يمكن أن أطلق عليه نموذج «الإسرائيلي–الأميركي» الذي لم يسبق أن وجد نموذجاً على غراره وهو الذي جمع وبدهاء وعبر خطاب إعلامي ورؤية سياسية ما بين المصالح الأميركية الاستراتيجية والمصالح الإسرائيلية.
نتنياهو الخبير بالشان الأميركي استثمر معرفته بشيلدون ادلسون، في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان نتنياهو نائباً بالكنيست عن الليكود، وعمل منذ ذلك الوقت على تكريس علاقة ادلسون بإسرائيل وعمل جهده لتكريمه وتقديره وأقام حفل زفاف ادلسون على زوجته الثانية مريم في «البرلمان الاسرائيلي» كتكريم غير مسبوق له، منذ ذلك التاريخ واقصد عام 1991 تعززت علاقة التحالف «المرعب» بين عالم القمار، والصهيونية الجديدة وعنوانها نتنياهو.
عن صحيفة الرأي الأردنية