خطة فرنسية لإعاة بناء الكاتدرائية المنكوبة في غضون خمس سنوات

النشرة الدولية –
أكد جهاز الإطفاء الفرنسي في باريس صباح الثلاثاء اخماد الحريق في كاتدرائية نوإتردام “بالكامل” بعد نحو 15 ساعة على اندلاعه.
وأعلن المتحدث باسم الجهاز غابريال بلوس خلال مؤتمر صحافي أنه “تم إخماد الحريق بشكل كامل. نحن الآن في مرحلة تقييم الوضع”، مضيفًا إن الحريق امتد “بسرعة كبيرة في السقف الخشبي” للصرح العالمي على مسافة “ألف متر مربع تقريبًا”.
أوضح بلوس في حديثه للصحافيين أمام الكاتدرائية في وسط باريس أن رجال الإطفاء ركزوا خلال الصباح على برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية، وتأكدوا من عدم تعرّضهما للدمار. وقال “هذا الوضع الآن”.
وتنحصر المهمة الآن في مراقبة هيكل البناء للتأكد مما إذا تحرك من مكانه، وإخماد أي بؤر متبقية محتملة، مضيفًا إن نحو 100 إطفائي سيبقون في الموقع طيلة اليوم بعد أن شارك ما يزيد عن 500 إطفائي فرنسي في عملية إخماد الحريق منذ يوم أمس  الاثنين.

تبرعات سخية لإعادة بناء وترميم الكاتدرائية

وفي الأثناء أعلن الرئيس الفرنسي عن خطة لإعاة بناء وترميم الكاتدرائية في غضون خمس سنوات، وذلك في وقت بدأت التبرعات تتدفق على المعلم التراثي الرائد في العاصمة الفرنسية لتمويل إعادة بناء وترميمه، حيث فبعد أن أعلن الملياردير الفرنسي، فرانسوا-هنري بينو تقديم مئة مليون يورو لإعادة بناء الكاتدرائية التي دمّرها جزئياً حريق ضخم مساء أمس، أعلنت عائلة الملياردير برنار أرنو تبرعها بمبلغ 200 مليون يورو .
وذكر بيان صادر عن عائلة أرنو أن العائلة ومجموعة إل.في.إم.إتش للسلع الفاخرة التي يملكها قررتا التبرع بمبلغ 200 مليون يورو (226 مليون دولار) للمساهمة في ترميم كاتدرائية نوتردام.
وقال البيان “ترغب عائلة أرنو ومجموعة إل.في.إم.إتش في إبداء تضامنها خلال هذه الفاجعة الوطنية ونشارك لدعم إعادة بناء هذه الكاتدرائية المتميزة التي ترمز لفرنسا وتراثها وللوحدة الفرنسية”.
لا أشجار كافية لإعادة بناء سقف نوترادم
وكان الرئيس الجديد لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في فرنسا إريك دي مولان بوفورت أكد في وقت سابق أن أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام، التي تأثرت بالحريق، يمكن أن تستمر لسنوات عديدة.
وكتب بوفورت الذي تم انتخابه لهذا المنصب الأسبوع الماضي، على تويتر: “سنحتاج لسنوات وسنوات من أعمال الترميم. هذه خسارة وجرح كبيران”.
وأعلن خبير في التراث الفرنسي أن فرنسا لم يعد بها أشجار ضخمة بما يكفي لاستبدال العوارض الخشبية التي التهمها حريق كاتدرائية نوتردام.
وقال برتراند دو فيدو نائب رئيس مجموعة “فونداسيون دو باتريموان” المعنية بالحفاظ على التراث، لمحطة “فرانس إنفو” الإذاعية إن السقف الخشبي الذي التهمه الحريق بني بعوارض خشبية منذ ما يزيد على الثمانمائة عام وجاءت من غابات بدائية.
وأضاف الثلاثاء أن سقف الكاتدرائية لا يمكن إعادة بنائه بالضبط كما كان قبل الحريق لأننا “لا نملك في هذه اللحظة أشجارا في أراضينا بحجم تلك التي قطعت في القرن الثالث عشر” مشيراً إلى أن أعمال الترميم سوف تعتمد على تقنيات جديدة لإعادة بناء السقف.

مدعي عام باريس: حريق نوتردام “قد يكون عرضيا”

وأكد مدعي عام باريس أن الحريق الذي التهم جانبا كبيرا من كاتدرائية نوتردام، مساء الاثنين، قد يكون عرضيا، موضحا أنه لا توجد مؤشرات على غير ذلك حتى الآن.
وأضاف هيتس أنه “لا شيء يشير إلى أنه كان عملا متعمدا”.
ولا يزال الخبراء يجرون تقييما للهيكل الخارجي لكاتدرائية باريس التاريخية التي كساها السواد، لتحديد الخطوات التالية لإنقاذ ما تبقى بعد حريق هائل دمر كثيرا من أرجاء المبنى الذي يعود تاريخه لنحو تسعمائة عام.
وبعد السيطرة على الحريق الذي شب مساء أمس الاثنين وسرعان ما التهم الكثير من معالم الكاتدرائية، تحول الانتباه الآن لضمان سلامة هيكل ما تبقى من المبنى.
وأعلن رئيس جهاز الأمن الداخلي الفرنسي لوران نونيز أن معماريين وخبراء آخرين سيلتقون في الكاتدرائية اليوم الثلاثاء ” لتحديد ما إذا كان الهيكل مستقرا وما إذا كان بإمكان عمال الإطفاء الدخول ومواصلة عملهم.”
وقال إنه تم أيضا استجواب العمال في موقع الكاتدرائية، وسط العاصمة الفرنسية باريس، بخصوص الحريق.
وكان نائب عمدة باريس إيمانويل غريغوار أكد في وقت سابق “أرغن” الكاتدرائية، الذي يعد من بين أشهر وأكبر محتوياتها، لا يزال سليما بعد الحريق المدمر في الكاتدرائية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ خطة حماية كنوز الكاتدرائية بشكل سريع وناجح.
زر الذهاب إلى الأعلى