التحكم عن بعد* صلاح الساير

النشرة الدولية –

«العدد في الليمون» مثل شعبي يردده الناس في مصر للإشارة إلى أن «الكم» لا يعني القيمة أو الجودة أو القوة أو النوعية.

ومثل ذلك في البشر فقد تجد كثرة كاثرة أضعف أو أقل مهارة أو اكثر فقرا أو جوعا من قلة قليلة لكنها ماهرة وقادرة على الإنجاز.

وذلك على عكس المثل القائل: «الكثرة تغلب الشجاعة أو القوة»، وقد قرأت مؤخرا أن النساء في النيجر هن الأكثر خصوبة بين نساء الأرض حيث يبلغ متوسط الإنجاب في النيجر 7.2 وفي الوقت ذاته فإن النيجر تعاني من أعلى معدلات الوفيات بين الأطفال نتيجة لسوء الظروف الصحية التي تعصف بالأطفال والأمهات معا.

قبل سنوات وصفت منظمة «انقذوا الأطفال» دولة النيجر بأنها «اسوأ مكان في العالم بالنسبة للأمهات» فإذا كانت الأم فقيرة، عليلة، جائعة، غير متعلمة، وبصحة ضعيفة وبدن منهك، فإنها لن تكون قادرة على توفير الطعام أو الماء لأطفالها الصغار بالشكل المناسب مما يعرض الاطفال لخطر المرض والجوع والموت، أما في روسيا وهي دولة عظمى وغنية جدا فإن معدل الخصوبة في تراجع مستمر ومؤخرا بلغ 1.75 طفل لكل امرأة روسية.

وبحسب هذه الأرقام الحديثة فإن خبراء السكان يتوقعون انخفاضا في عدد الناس الروس في السنوات المقبلة.

يبدو أن «عالم المستقبل» قد تجاوز مرحلة التنبؤات بعد أن ظهرت صورته واكتملت ملامحه.

وهي ملامح قريبة من السيناريو الذي كانت تصوره بعض الأفلام السينمائية الخيالية، حيث البشر على هذا الكوكب قلة قوية منعزلة تتحكم في مصير أكثرية من الدهماء الغوغاء.

ففي العالم اليوم يتكاثر الفقراء، الجياع، الجهلة والمرضى بينما تتناقص أعداد الأثرياء، الأصحاء، الأذكياء والأقوياء في عالم تزداد فيه تحديات الطبيعة، حيث تواجه البشرية مشكلات عويصة على صعيد توفير الغذاء والمياه ونحو ذلك ما يستدعي عزلة القلة عن الأكثرية حتى تتمكن من التحكم بهم.. عن بعد.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button