كرباباد* د نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
عندما يقوم الفرد بالسفر لجهات تمتلك من الحضارات الكثير والعديد لا يتوقف عند الماضي فقط بل ينظر أيضا إلى الحاضر وما ينبئ به عن المستقبل، فالحضارة لا تتوقف عند الماضي بل هي تحاكي الحاضر لتبني المستقبل وهذا ما رأيته في كرباباد.
عند زيارتي لمملكة البحرين وتلك ليست بالزيارة الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله، فللبحرين في القلب عشق لأرضها وأهلها الكثير، ورغم كثرة ترددي عليها إلا أنني في كل زيارة لها اكتشف الكثير من عبق الماضي الذي ينير المستقبل وهذا ما رأيته في زيارتي الأخير لها.
أثناء تواجدي منذ أيام في مملكة البحرين كمشاركة في عرسها الثقافي «مهرجان البحرين المسرحي» لدورته الأولى كعضو لجنة تحكيم من 9 الى 15 أبريل 2019، اقترحت علي إحدى الصديقات من أهل البحرين أن نذهب لمنطقة كرباباد، فقلت لها: اسم غريب! عذرا لم اسمع به من قبل؟ فقالت: دكتورة أكيد تتغشمرين! فقلت: لا والله قاعدة أكلمچ جد.
فقالت: إذن خلينا نروح وإحنا في الدرب أسولف لچ عن كرباباد، شوفي يا محفوظة السلامة كرباباد هي قرية ساحلية في المملكة تقع غربي ضاحية سيف تمتلك من المعالم المهمة في تاريخ البحرين من أهمها مجاورتها لقلعة البحرين، كما يوجد بها مصنع السلال وتشتهر أيضا بصناعة الأدوية الشعبية، وبسبب موقعها الساحلي فقد ارتبط أهلها بالبحر واستخراج اللؤلؤ وصيد الأسماك، وكأنه وصلنا اشرايچ بالمنظر؟
نعم الحاضر يحتضن الماضي، والماضي يعانق الطبيعة، صورة جمالية يصعب على المرء أن يكتب لها وعليها، ها هي قلعة البحرين تشمخ قبتها في سماء الكون وتعانق أسوارها كرباباد وها هي سفن أجدادنا مازالت واقفة على «اليال» تتنظر فجر كل يوم أبناء البحرين لتبحر بهم لنيل الرزق من بحرها وها هي شمسها وقمرها تعكس حضارات الماضي لتشرق شمس المستقبل.
٭ مسك الختام: عساچ على القوة يا أم سليمان والله يحفظكم يا أهل البحرين.
الانباء الكويتية