الشتات والحقيقة.. من يجرؤ؟* صلاح الساير

النشرة الدولية –

في العام 1974 رفضت الحكومات العربية والمنظمات والشخصيات الفلسطينية (بالنيابة عن الشعب الفلسطيني) قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 181 القاضي بتقسيم الأرض بين الشعبين الفلسطيني واليهودي، وقد أدى ذلك الرفض «العاطفي» إلى نشوب حرب 48 بما يعرف بعام النكبة التي تجلت في نزوح العديد من الفلسطينيين من مواطنهم، ثم تكررت الصدامات العربية ـ الإسرائيلية وتكرر النزوح الفلسطيني وتحولت القضية «الإنسانية» إلى لعبة «سياسية» في أيدي الأنظمة العربية الانقلابية التي حكمت شعوبها باسم تحرير فلسطين ناهيك عن «الصبينة» والعبث «الثورجي» الفلسطيني الذي تسبب في الكثير من الأذى للعرب والفلسطينيين في أكثر من مكان.

قضية فلسطين متخمة بالأحداث الجسام على الأصعدة الإنسانية والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، كما أنها تأثرت بمنعطفات دولية وإقليمية حادة، وخاض في مياهها الصافية، ولم يزل، من لا رحمة في قلبه ولا عقل في رأسه ولا طهر في كفه.

وذلك أمر جلل يتطلب من الكاتب الفلسطيني (أو من أصول فلسطينية) البحث الجاد في تفاصيل تلك الأحداث الكبرى وتلمس دروب الخلاص بهدف تخليص الشعب من مآزقه الراهنة من خلال التفكير في الحلول الإيجابية، العاقلة، الراشدة والشجاعة بدلا من النبش في قضايا فردية خاطفة أو إشاعات عن أحداث جرت هنا أو هناك ولا تنفع الناس.

الالتفاف حول القضية الأساسية المطروحة على بساط البحث سمة من سمات الكتابة العربية، حيث يقحم بعض الكتاب محاور لا علاقة لها بالموضوع الأساسي جهلا أو تجاهلا أو طلبا للسلامة.

لذلك قد يصد البعض عن مواجهة المخاطر الحقيقية التي تواجهها القضية الفلسطينية.

وعوضا عن السعي إلى خلاص الفلسطينيين من عذاباتهم المتزايدة سواء في الشتات أو في الداخل بسبب منظمة حماس والدول التي تتاجر معها في مصير الشعب الفلسطيني، أو مناقشة الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني تجده يبحث عن الهوامش البعيدة والخاطفة والحوادث الفردية التي لا تحقق أهدافا مهنية أو أكاديمية!

الانباء الكويتية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى