تالة، المدينة الرمز* أصلان بن حمودة

النشرة الدولية –

تالة، المدينة الرمز، مدينة كانت سباقة في إشعال فتيل ثورة السابع عشر من ديسمبر سنة عشرة و ألفين. هذه المدينة القابعة في الجنوب الغربي التونسي، شهدت أحد أعنف المواجهات مع النظام السابق طوال الفترة التي سبقت سقوطه. قدمت ستة من خيرة أبنائها للوطن و جُرِحَ العشرات منهم إضافة إلى إعتقال العديد منهم.بعد ثمان سنوات، لم يتغير الوضع كثيرا بعد تلك الانفراجة القصيرة التي لمسوها اثر الثورة. عودة حيث البدايات دفعت مجموعة منهم لاعادة تسليط الضوء على واقعهم عبر انجاز “حكايات شباب من تالة” وهو فيلم وثائقي قصير تم انتاجه بين سنتي 2018 و 2019 بدعم من منظمة أنترناشيونال آلارت. وقامت لجنة التحكيمالتي تكونت من المخرجين ألفة بلحسين، وسيم غزلاني ورضا تليلي وإقبال زليلة بمهمة انتقاء واختيار الشباب الذين أرادوا المشاركة في هذه الدورة بعد فرز ترشحاتهم.رحلة لعشرة شباب في ربوع ولاية القصرين اخترا كل اثنان منهم العمل على فيلم قصير، ليتوزع العمل على خمسة أجزاء. الفيلم الذي دام لخمسون دقيقة افتتح بالجزء الأول “ما وراء الجبال” اخراج أنيس خليفي و غيث ساهلي الذي أبرز فيه المخرجين الشابين علاقة الفرد بمسقط رأسه و الظروف التي يعيشها متساكني المنطقة. فيلم بدت حبكة السيناريو رائعة لتبرز الشغف الذي يحمله الشباب تجاه السينما و ايمانهم بأهمية دورها في تحقيق التغيير.الفيلم الثاني أو الجزء الثاني “كرة القدم”، ساهم في اخراجه كلّ من حسان سيّاري و إلياس عمري. فيلم سلّط الضوء حول وضعية الشباب بمدينة تالة خصوصا في الجانب الرياضي وما يعانونه من نقص في المعدات والتجهيزات الرياضية. فيلم تجاوز صيغته الابداعية ليصبح أكثر منه تقريرا صحفيا يروي واقع الرياضة في مدينة تالة ويسلط الضوء حول المعاناة التي يتعرض لها الشباب .”فتيحة” هو الجزء الثالث من الفيلم، فيلم قام بانجازه كلّ من مروان سليماني و حنان مسعودي، فيلم يروي حكاية فتاة ريفية مرت بعديد التجارب في حياتها وتحدّت عديد الصعوبات لتثبت لنفسها كونها تستحق النجاح. هذه الفتاة كسرت نمودج الفتاة الريفية المتعارف عليه من حيث خصوصية النسيج الاجتماعي للمدينة. فيلم حمل عديد الرسائل الايجابية للفتيات الريفيات كتشجيع لهنّ على خوض غمار الحياة وتجربة أفق أرحب.أما الفيلم الرابع “ثورة الفول” إخراج بلال رحموني وأنيس حمدي. فيلم قام بمتابعة شابين ذوا مستوى تعليمي مختلف جمعتهما مهنة “بيع الفول المطبوخ”. حيث تابعتهما الكاميرا في جميع أرجاء المدينة ورصدت كافة التفاصيل اليومية لهما كما سجلت خلال ذلك أحلامهما و ذلك في حديثهم مع المخرج.الفيلم تم اختتامه بالجزء الخامس تحت عنوان “ذاكرة الثورة” إخراج جيهان نصري و شادي رابحي. فيلم لخّص كلّ المعاناة التي عاشها و لا يزال يعيشها شباب تالة في رصد للواقع اليومي المرّ الذي يتخبط فيه هؤلاء الشباب بالاضافة إلى الحديث عن أول الشباب الذين سقطوا في مدينة تالة برصاص النظام السابق الذي قام بقمعهم أثناء الاحتاجات الشعبية التي سبقت الثورة وكانت مدنة تالة من أوائل المدن التي انتفضت ضد التهميش و الظلم وسياسة الاقصاء والتفقير التي انتهجها النظام السابق تجاه أهالي هاته المنطقة و كلّ أهالي المناطق الداخلية.العرض الأول للفيلم إحتضنته مدينة الثقافة بالشراكة مع المكتبة السينمائية بقاعة الطاهر شريعة و تحت إشراف ممثلي منظمة أنترناشيونال آلارت ممثلة في شخص مريم عبد الباقي، رجاء قسومي وألفة لملوم و بحضور عدة وجوه إعلامية أبرزها مدير مكتب الجزية لطفي الحاجيّ.

أصلان بن حمودة – أنتجلنسيا للثقافة و الفكر الحر

Image may contain: 1 person, beard and camera

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى