مسرحنا الجميل* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

في البدء نتقدم بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه كما نشكر جميع المسؤولين والمنظمين لمهرجان الشارقة القرائي للطفل لدورته ال11 .

*مسرحنا الجميل ما الذي يقدم لطفل اليوم ؟

*كيف يمكن لمسرح الطفل أن ينجح في استقطاب جمهوره ؟

*ما الذي يشجع الطفل على الذهاب للمسرح ؟

أسئلة عديدة تطرح وتناقش من أجل بناء الطفل والارتقاء به .. مجتمع .. مدرسة .. بيئة .. وغيرها من عناصر وأسس لابد توافرها للطفل من أجل بناء مستقبل أفضل.

المسرح من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان .. أعطنى مسرحاً أعطيك حضارة ، لن تكون كلماتنا اليوم عن المسرح وأهميته للطفل وكيف الكتابة له وماهي عناصر مسرح الطفل بل اليوم نناقش كيف أن نستقطب الطفل لمسرحه ؟

منذ نهاية القرن الثامن عشر بدأ الاهتمام بمسرح الطفل وأصبح يكتب له نصوصاً خاصة ، وخصص في ذلك الوقت العديد من القاعات الخاصة لعروضهم بجانب هذا نجد أيضاً اهتمام بالمسرح المدرسي في ذلك الوقت ، اهتم الكثير من أنحاء العالم بالمسرح الذي يقدم للأطفال في تلك الفترة ، ولكن مع بداية مطلع القرن العشرين ومع التطور والتقدم في وسائل الاتصالات وعالم الميديا أصبح يوجد عزوف عن المسرح سواء أكان للكبار أو للصغار،كما نجد أيضاً اندثار المسرح المدرسي  .

أصبح المسرح موسمي ونخص مسرح الطفل الذي أصبح أغلبيته يقدم فقط في المناسبات والأعياد وأصبح مسرحاً تجارياً من الدرجة الأولى ، فلو قمنا بعمل دراسة علمية وقمنا بالرصد للأعمال المسرحية المقدمة للطفل نجد أغلبية ما يقدم لأطفالنا ما هو إلا صور مطابقة للعديد من الأفلام الكرتونية الأجنبية دون توظيف لذلك النسخ في تربتنا العربية وتطعيمها بعاداتنا وتقاليدنا إلا أن فقد هذا المسرح الكثير من مهامه وأهمها الهوية الوطنية .

لا نجزم بأن لا توجد عروض مسرحية جيدة تقدم للطفل وبرغم من وجودها إلا أننا نجدها أيضاً موسمية ، لن تخوض كلماتنا بالماضي فنحن اليوم نتحدث للغد ، فمن خلال محاور ندوتنا اليوم كتبت كلماتنا وبحثت سطورنا لنجد بعض الحلول لمحاورة ندوتنا:

*قرأت أخبار عديدة بأن دولة الإمارات قامت وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بمادة المسرح والفنون والثقافة وتطبيقها من خلال المنهج الدراسي وتلك هي أولى معالجة المشكلة وهي الترغيب وزرع الثقافة والمسرح في أطفالنا .

*أن الطفل عندما نزرع به الثقافة وأهمية المسرح فنحن نربي جيلاً بأكمله لكي يصبح في المستقبل جيلاً ناقداً واعياً لما يقدم له من فنون .

*أن الطفل عندما يغرس به مبادئ وأسس المسرح منذ الصغر سوف يقيم ما يعرض عليه وسوف يرفض كل ما هو غير جيد من بعض العروض بل سوف يفرض على أهل المسرح بأن ينتقوا ويكتبوا من أجل المتعة والتثقيف والتسلية لا من أجل الربح وهدم مسرح الطفل .

*الأسرة لابد أن تحفز أبنائها للذهاب للمسرح ، بل لابد تواجدها والذهاب معهم أيضاً عندما يذهبون للمسرح فنحن نعاني من مشكلة ” المربية ” فنجد بعض الأسر تبعث أبنائها للمسرح مع مربياتهم وهذا في علم التربية خطأ ، فلابد من تواجد الأم والأب مع أطفالهم عندما يذهبون للمسرح للرقابة والمناقشة وفتح الحوار بينهم بعد انتهاء العرض وسماع لإنتقاد أبنائهم عن العرض ومراقبة العرض أيضاً مما يقدم من مادة مسرحية لأبنائهم فالمسرح نواة تجمع الأسرة لا تفرق .

*الميديا في أحدى الندوات التي حضرتها في مركز جابر الأحمد الثقافي في دولتي الكويت كان المتحدث بها الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق لجمهورية مصر العربية أدلى باقتراح وتمني بأن يعمم في الوطن العربي بأن تستخدم الميديا وتوظيفها بالطريقة الصحيحة من أجل نشر الثقافة بين مجتمعنا بتوضيح أكثر : بأن نجعل من المواد الثقافية والفنية المقدمة بأن تتداول عبر الانستجرام وتويتير وغيرها من وسائل الاتصال وهذا لايقتصر على المواقع لبعض الجهات الثقافية والفنية بل بث الإعلانات وبعض المقتطفات عبر مواقع أخرى ينجذب إليها الطفل بمعني شراء بعض الدقائق للإعلان والإعلام عبر مواقع أخرى يهتم بها الطفل.

*إحياء المسرح المدرسي وعمل مسابقات دولية ، تلك المشاركات والمسابقات سوف تعمل على تحفيز الطفل في الاختيار والانتقاء وتشجيع على الكتابة والتمثيل والقراءة أيضاً بل سوف تعمل على توسيع الخيال عند الطفل عندما يتطلع للثقافات الأخرى من مواد ومهارات مقدمة .

*عمل مسابقات للكتابة المسرحية للطفل ويشترط بأن من يكتب للطفل هو الطفل ذلك الاقتراح سوف ينمي في الطفل القراءة والاطلاع والتدريب على فنية الكتابة لمسرح الطفل الذي هو ينتمي له.

 

زر الذهاب إلى الأعلى